رتل عسكري يتوجه من إدلب إلى الساحل لمطاردة فلول قوات الأسد وتنفيذ هجمات في دير الزور
تحركات أمنية واسعة في سوريا: رتل من إدلب إلى الساحل لملاحقة فلول نظام الأسد والهجمات المتواصلة في دير الزور واللاذقية

رتل أمني ينطلق من إدلب إلى الساحل لملاحقة فلول الأسد وتنفيذ هجمات في دير الزور. انطلق رتل من قوات الأمن العام من محافظة إدلب إلى منطقة الساحل السوري، وذلك في إطار دعم العمليات العسكرية الجارية لملاحقة فلول نظام بشار الأسد. هذا التوجه يأتي في وقت تشهد فيه مناطق مختلفة من سوريا تصاعدًا في التوترات الأمنية والهجمات المتبادلة بين القوات الحكومية والميليشيات التابعة للنظام السابق. وبالتوازي مع ذلك، وقعت عدة هجمات استهدفت نقاط أمنية في بلدات ريف دير الزور شرقي البلاد. مما يعكس استمرار حالة عدم الاستقرار التي تعيشها المنطقة منذ سنوات.
نقل التوتر إلى الساحل
نشرت وكالة الأنباء السورية (سانا) صورًا قالت إنها تظهر انطلاق رتل الأمن العام من إدلب متوجهًا إلى الساحل السوري. هذا التحرك يُعتبر جزءًا من الجهود المستمرة لملاحقة فلول النظام المخلوع والعمل على إعادة بسط الأمن والاستقرار في المناطق التي عانت لفترة طويلة من النزاع. في هذه الأثناء، تعد محافظة إدلب من أبرز المناطق التي كانت تسيطر عليها الفصائل المعارضة للنظام، وقد شهدت هذه المناطق عمليات عسكرية متواصلة بهدف القضاء على آخر معاقل هذه الفصائل.
تحركات قوات الأمن
وفقًا لما ذكره مصدر أمني للجزيرة في وقت متأخر من مساء يوم السبت. فإن الرتل الذي انطلق من إدلب متوجهًا نحو الساحل كان يهدف إلى دعم العمليات العسكرية التي تستهدف فلول نظام الأسد في مناطق اللاذقية وطرطوس. يعتبر هذا الانتقال جزءًا من الخطة الأمنية التي تهدف إلى تعزيز التواجد العسكري في المناطق الحيوية ذات الأهمية الاستراتيجية.
وقالت وزارة الدفاع السورية في وقت سابق إن الوضع الأمني في اللاذقية وطرطوس تحت السيطرة بشكل كامل، وإن القوات الحكومية تمكنت من تضييق الخناق على فلول النظام المخلوع. الذين ما زالوا يتحصنون في المناطق الجبلية الواقعة في أطراف هاتين المحافظتين. تعتبر هذه المناطق من أهم المعاقل التي كانت تخضع لسيطرة النظام منذ بداية النزاع، وبالتالي فإن السيطرة عليها تمثل خطوة مهمة في عملية استعادة الاستقرار في المنطقة.
هجمات منسقة في اللاذقية وطرطوس
على الرغم من تصريحات وزارة الدفاع السورية. إلا أن التقارير الواردة من اللاذقية وطرطوس تشير إلى أن الوضع الأمني لا يزال هشًا في بعض المناطق. فقد شهدت هذه المحافظات توترًا أمنيًا كبيرًا خلال الأيام الأخيرة بسبب هجمات منسقة شنها فلول نظام الأسد. هذه الهجمات، التي تعتبر الأعنف منذ سقوط النظام، استهدفت بشكل رئيسي دوريات وحواجز أمنية، بالإضافة إلى مستشفيات كانت قد تحولت إلى نقاط لتقديم العلاج للمصابين.
تسبب هذا التصعيد في وقوع قتلى وجرحى، كما تضررت بعض المنشآت المدنية بشكل كبير. وقد أثار هذا التصعيد مخاوف من أن تلك الهجمات قد تكون بداية لتصعيد أكبر في منطقة الساحل. مما يعقد من مهمة قوات الأمن الحكومية في تأمين هذه المناطق.
حواجز أمنية لحماية المدنيين
في خطوة تهدف إلى تأمين حياة المدنيين وحمايتهم من الهجمات المحتملة. قام الأمن العام بنصب حواجز أمنية في مداخل ومخارج مدينة اللاذقية. هذه الحواجز تمثل نقطة الفصل بين المناطق الخاضعة لسيطرة قوات الأمن وبين المناطق التي ما زالت تتعرض لتهديدات من قبل فلول النظام. من خلال هذه الحواجز، تسعى السلطات إلى التأكد من عدم مرور أي عناصر مشبوهة قد تشكل خطرًا على أمن المدنيين، فضلًا عن أنها تعد وسيلة للتحقق من هوية الأشخاص المتنقلين عبر المناطق المختلفة.
وقد صرح ساجد لله الديك، المسؤول الأمني في منطقة الساحل السوري. في وقت سابق بأن فلول النظام قد قاموا باستخدام المدنيين كدروع بشرية أثناء المواجهات التي وقعت يوم الجمعة الماضية. وأكد أن عمليات ملاحقتهم لا تزال مستمرة، حيث تسعى القوات الأمنية لتطهير المنطقة من أي وجود للعناصر المتمردة.
القبض على شخصيات بارزة
في خطوة أخرى مهمة، أعلنت القوات الأمنية عن تمكنها من القبض على بعض الشخصيات البارزة من فلول النظام في مدينة جبلة. هذه القبضات تعد بمثابة انتصار معنوي كبير. حيث أنها تقوض قدرة فلول النظام على تنفيذ عمليات هجومية معقدة. هذه الشخصيات كانت من القيادات التي تقف وراء التخطيط للعديد من الهجمات السابقة ضد القوات الحكومية، ولذلك يعتبر القبض عليهم خطوة حاسمة في تحقيق الأمن في المنطقة.
وأوضح المسؤول الأمني أن فلول النظام المتمركزين في المناطق الجبلية بالساحل السوري يشكلون تهديدًا كبيرًا للأمن العام، إلا أن الوضع في بعض المناطق مثل جبلة واللاذقية أصبح آمنًا إلى حد كبير، حيث قدرت السلطات الأمنية أن الأمان في تلك المنطقة وصل إلى 90% تقريبًا. ولكن تبقى بعض المناطق المحيطة معرضة للتهديدات المستمرة.
انقطاع الكهرباء في اللاذقية
وفي خطوة أخرى تعكس التحديات الكبيرة التي تواجه المنطقة. أفادت وكالة “سانا” بانقطاع التيار الكهربائي في مدينة اللاذقية بسبب الأضرار التي لحقت بخطوط الكهرباء نتيجة الهجمات الأخيرة التي شنها فلول النظام. تمثل هذه الهجمات جزءًا من محاولات فلول النظام لإضعاف قدرة الحكومة على إدارة المناطق التي تم استعادتها حديثًا.
وفي وقت لاحق. أفادت الوكالة بأن الفرق المختصة تعمل على إعادة التيار الكهربائي تدريجيًا إلى المدينة بعد إجراء تقييم شامل للأضرار التي لحقت بالبنية التحتية. ورغم التحديات الأمنية واللوجستية. فإن السلطات تسعى جاهدة إلى استعادة الخدمات الأساسية في أسرع وقت ممكن.
هجمات في دير الزور
في وقت متزامن مع التطورات في الساحل السوري. شهد ريف محافظة دير الزور في شرقي سوريا عدة هجمات على نقاط أمنية. هذه الهجمات تأتي في سياق التصعيد المستمر بين القوات الأمنية وعناصر فلول النظام. حيث استهدفت الهجمات حواجز وعناصر الأمن العام في بلدات ريف دير الزور.
ووفقًا للتقارير الواردة من المنطقة. فإن الهجمات تم تنفيذها بواسطة مسلحين مجهولين كانوا يستقلون دراجات نارية. هذه الهجمات استهدفت بشكل رئيسي حاجزي البلعوم والسياسية في مدينة الميادين. بالإضافة إلى حاجز الشبط في بلدة بقرص ونقطة عسكرية في قرية الطيبة. هذه الهجمات تؤكد على أن المنطقة لا تزال تعاني من وجود خلايا نائمة لفلول النظام التي تشن الهجمات بشكل مفاجئ.
المبادرة السورية لتسوية الأوضاع
بعد سقوط نظام الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول الماضي. أطلقت السلطات السورية الجديدة مبادرة لتسوية أوضاع عناصر النظام السابق من الجيش والأجهزة الأمنية. تهدف هذه المبادرة إلى تمكين هؤلاء الأفراد من العودة إلى الحياة المدنية. شريطة تسليم أسلحتهم وعدم التورط في أعمال عنف ضد المدنيين.
استجاب عشرات الآلاف لهذه المبادرة. حيث وافقوا على تسوية أوضاعهم والتخلي عن أسلحتهم. لكن في المقابل، رفضت بعض المجموعات المسلحة من فلول النظام الانضمام إلى هذه المبادرة. خاصة في منطقة الساحل السوري التي كانت تعد من أكبر معاقل النظام. في هذه المنطقة. كان كبار ضباط النظام يتخذون من المدن والبلدات الحاضنة لهم مركزًا لهم. هذا الرفض يشير إلى أن التحديات الأمنية في هذه المناطق قد تطول، وبالتالي تحتاج الحكومة السورية إلى مزيد من الوقت والجهود للتعامل مع هذه الفلول.
على الرغم من تحركات قوات الأمن العام وتزايد عمليات ملاحقة فلول النظام في العديد من المناطق. إلا أن الواقع على الأرض لا يزال معقدًا. الهجمات المستمرة من قبل فلول النظام. سواء في الساحل السوري أو في دير الزور، تكشف عن عمق الأزمة الأمنية في البلاد. يبقى أن ننتظر ما إذا كانت الجهود الأمنية الحالية ستنجح في إعادة الاستقرار إلى هذه المناطق أم أن التصعيد سيستمر لفترة طويلة.
اقرأ كذلك :تصاعد المظاهرات في سوريا.. تفاصيل جديدة حول علاقة الأسد بالأحداث الأخيرة