وزير الصحة السوداني يوضح مدى انتشار “الكوليرا”
التحديات الصحية في السودان: تأثير النزاع المسلح على تفشي الكوليرا ونقص التمويل والمساعدات الدولية
وزير الصحة السوداني يكشف عن حجم تفشي “الكوليرا” الخرطوم – أعلن وزير الصحة السوداني، الدكتور هيثم محمد إبراهيم، عن حصيلة جديدة للإصابات وحالات الوفاة بالكوليرا في 10 ولايات سودانية. تفشى هذا الوباء بشكل خطير، حيث كشف عن ارتفاع عدد الوفيات إلى 555 شخصاً، بينما ارتفعت حالات الإصابة إلى 18,900. هذا الوضع يتطلب تسليط الضوء على العديد من القضايا المتعلقة بالصحة العامة في السودان.
تزايد الصعوبات في تقديم الخدمات الصحية
أوضح الوزير أن الصعوبات زادت أمام إيصال الإمدادات وتقديم الخدمات الطبية واحتواء الأوبئة. هذه الصعوبات تشمل المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع. حيث قال الوزير: “أصبحنا نقاتل في أكثر من جبهة لتشغيل المستشفيات والمؤسسات ومكافحة الأوبئة”. تشير هذه الجملة إلى الحالة المعقدة التي يواجهها النظام الصحي في السودان، والذي يتعرض لضغوط شديدة بسبب النزاع المسلح والصعوبات اللوجستية.
تحديات أمن وسلامة الكوادر الطبية
أفاد الوزير بأن أحد التحديات الأساسية الآن هو أمن وسلامة الكوادر الطبية. تواجه هذه الكوادر صعوبات في إيصال الإمدادات الطبية إلى الولايات والمناطق التي تسيطر عليها أو تقطع طرقها قوات الدعم السريع. بجانب هذا، يواجهون تحدي قلة التمويل المخصص للتدخلات الصحية. هذه الصعوبات تؤثر سلباً على قدرة النظام الصحي على الاستجابة للأزمات الصحية.
الحاجة إلى دعم دولي أكبر
وأشار الوزير إلى أن التقدير الفعلي للاحتياج الصحي والإنساني في السودان، كما جاء في تقرير للأمم المتحدة، هو 4.7 مليارات دولار. بينما لم يتجاوز ما وصل إليهم من دعم 25% من هذا المبلغ. أكد الوزير أن الحاجة أكبر مما هو مخصص للتدخلات الصحية من المجتمع الدولي ومن وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الأخرى. هذا الفجوة التمويلية تجعل الوضع أكثر تعقيداً.
تأثير الحرب على القطاع الصحي
قال الوزير السوداني إنهم غير قادرين على الإيفاء برواتب ومستحقات الكوادر الطبية. هذه الكوادر كانت لها دور مهم جداً في تأمين النظام الصحي واستمرارية الخدمات الطبية. ومع ذلك، فقد تكبد القطاع الصحي خسائر كبيرة بسبب الحرب، حيث بلغت هذه الخسائر 11 مليار دولار. تمثل هذه الخسائر قيمة ما فُقد من المعدات والأجهزة الطبية والإمداد الدوائي، بالإضافة إلى تخريب المستشفيات ونهب عربات الإسعاف والنقل والشحن وغيرها.
تقييم الوضع الصحي بعد 17 شهراً من الحرب
كيف تقيم الوضع الصحي في السودان الآن بعد أكثر من 17 شهراً على اندلاع الحرب؟ هناك جانبان يجب مراعاتهما. الأول يتعلق بتزايد الصعوبات. الجانب الآخر هو المرونة العالية للحكومة والنظام الصحي. هذه المرونة أسهمت بشكل كبير في مواصلة تقديم الخدمات الأساسية، خاصة المتعلقة بتشغيل الطوارئ في المستشفيات ومكافحة الأوبئة والخدمات الدوائية.
مع ذلك، تتزايد الصعوبات خاصة في المناطق التي تسيطر عليها مليشيا الدعم السريع. هناك صعوبات في إيصال الإمدادات. كذلك، تقديم الخدمات الطبية والصحية لهذه المناطق يواجه تحديات كبيرة. إذا ظهرت أوبئة في المناطق التي يسيطر عليها الدعم السريع، فإن احتواءها يكون معقداً للغاية.
كيفية التعامل مع الوبائيات
يبدو أنكم تحاربون على أكثر من جبهة. كيف تتعاملون مع الوبائيات، خاصة الكوليرا والملاريا؟ بالفعل، كما ذكرت، نحن نقاتل على أكثر من جبهة. جبهة تشغيل المستشفيات والمؤسسات. بحمد الله، هناك قدر كبير من المؤسسات والمستشفيات التي تعمل، خاصة في المناطق الآمنة التي تسيطر عليها القوات المسلحة. هذه المناطق تشكل أكثر من 60% من الخدمات الصحية حالياً.
لقد فر كثير من المواطنين من مناطق الدعم السريع إلى المناطق والولايات الآمنة، مما أدى إلى اكتظاظ هذه المناطق بالسكان والنازحين. تقدم هذه المناطق خدمة جيدة.
الجبهة الثانية: مواجهة الطوارئ والأوبئة الصحية
الجبهة الثانية هي جبهة الطوارئ والأوبئة الصحية. هذه الأوبئة تظهر بشكل متكرر، خاصة الكوليرا والملاريا وبعض الأمراض المستوطنة. تظهر هذه الأمراض بكثافة كبيرة جداً في فصل الخريف. عمليات المكافحة مستمرة، لكنها تحتاج إلى تقوية خاصة في الولايات التي تشهد انتشاراً أكبر.
تتطلب هذه الجبهة المزيد من الجهود الحكومية والتعاون مع المنظمات الدولية. ولتحقيق هذا الهدف، يجب على الحكومة تعزيز الشراكات مع المنظمات غير الحكومية والدولية. هذا التعاون يمكن أن يساعد في تعزيز القدرات اللوجستية والنقدية.
الوفيات بسبب الكوليرا والملاريا
هناك وفيات يومية في الخرطوم وبأعداد كبيرة بسبب الكوليرا والملاريا. ما حجم المرض وكيف تتعاملون مع هذا الوضع؟ كانت هناك زيادة في الأشهر الماضية في الإصابة بالكوليرا. وصل انتشار الكوليرا إلى 10 ولايات، لكن أنشطة المكافحة تجري الآن في جميع هذه الولايات.
نحرص على إيصال المحاليل الوريدية وأملاح التروية. كذلك، نقوم بتوسيع عمل المنظمات في الولايات المختلفة. لقد بلغت حالات الإصابة يوم الاثنين، الثاني من أكتوبر، 18,900 حالة، بالإضافة إلى 555 حالة وفاة.
لكن هناك بوادر تكامل جهود بين حكومة السودان ومنظمات دولية. خاصة وكالات الأمم المتحدة التي قدمت وتقدم دوراً واضحاً في مكافحة المرض، خاصة في الولايات التي ظهرت فيها مؤخراً.
دور المنظمات الدولية في تقديم الدعم
دور هذه الوكالات يشمل تقديم الدعم لمراكز المعالجة، بما يتعلق بالإمدادات والكلور والفحوصات والتطعيمات. دخول التطعيمات يمكن أن يحدث فارقاً كبيراً. كما كانت للتطعيمات مع التدخلات الأخرى في العام الماضي دور كبير جداً.
بدأت التطعيمات في محليات كسلا وود الحليو. نتوقع وصول المزيد من الإمدادات بأكثر من 1.4 مليون جرعة. سيتم توزيعها للولايات الأكثر تأثراً، مثل كسلا والقضارف ونهر النيل. مع التدخلات الأخرى، ستتحسن الأمور بشكل كبير.
التحديات الحالية التي تواجهها الحكومة
ما أكبر التحديات التي تواجهكم الآن؟ التحدي الأول هو الأمن والسلامة للكوادر الصحية. كذلك، الأمن والسلامة لإيصال الإمدادات الطبية. هذه الإمدادات تتعلق بالمناطق التي تسيطر عليها أو تقطع طرقها مليشيا الدعم السريع.
أصبحت بعض المناطق شبه معزولة، ويصعب إيصال الإمدادات إليها إلا عن طريق النقل الجوي المحدود. هذا الوضع لا يمكننا من نقل الكميات الكافية. لذلك، نحن ننادي بضرورة فتح المسارات والطرق الرئيسية.
أهمية فتح المسارات والطرق الرئيسية
هذه الطرق الرئيسية مهمة جداً، وإغلاقها يعد جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية. لأنه يقطع الغذاء والدواء عن المواطنين في تلك المناطق، وهذا أكبر تحدٍ نواجهه.
التحدي الآخر هو قلة التمويل المخصص للتدخلات الصحية. الحاجة أكبر مما هو مخصص من المجتمع الدولي. نحن بحاجة إلى المزيد من التمويل.
متطلبات الكوادر الطبية
هل أنتم قادرون على الإيفاء بمتطلبات الكوادر الطبية في ظل الظروف الحالية؟ نحن غير قادرين على الإيفاء بمستحقاتهم. نشكرهم لأنهم يعملون منذ فترة طويلة جداً بدون رواتب.
هذه الشريحة كانت لها دور مهم جداً في تأمين النظام الصحي واستمرارية الخدمات الطبية. يستحقون الشكر والتقدير.
الموقف الدوائي في السودان
ما هو الموقف الدوائي في السودان؟ الوضع الدوائي في السودان أفضل حالاً مما سبق. هناك سببين لذلك. الأول هو تخصيص مبالغ ثابتة من حكومة السودان ومن وزارة المالية للأدوية الأساسية. هذا الأمر ساعد على فتح اعتمادات خلال الشهور الماضية.
كما أن الإجراءات الإيجابية التي تمت للقطاع الخاص وشركات الاستيراد ساهمت في زيادة معدل الاستيراد. هذا زاد بأكثر من 5 أضعاف. بالإضافة إلى ما يصل من وكالات الأمم المتحدة والمنح والهبات من الدول الشقيقة والصديقة.
مستشفيات الدعم السريع
هل هناك مستشفيات تُدار بواسطة الدعم السريع؟ لا يوجد لدينا مستشفى يُدار بواسطة الدعم السريع. الدعم السريع أصلاً لا يدير مستشفيات ولا يخدم المواطنين. حتى المستشفيات الموجودة في دارفور وكردفان، نحن الذين نحاول إيصال الدعم والإمدادات لها.
عندما يستولي الدعم السريع على مستشفى، يجعلها في خدمة جنوده والمصابين منهم. كان هذا واضحاً. نحن نعتبره احتلالاً للمستشفيات مثل المستشفى الدولي ومستشفى الخرطوم ومستشفى الراقي ومستشفى شرق النيل. هذه المستشفيات تحولت كلية لخدمة عساكر المليشيا.
تقييم الخسائر في القطاع الصحي
ما تقييمك للخسائر التي لحقت بالقطاع الصحي بسبب الحرب في السودان؟ خسائر القطاع الصحي تقدر بما فُقد من المعدات والأجهزة الطبية والإمدادات الدوائية. بالإضافة إلى تخريب المستشفيات ونهب عربات الإسعاف، تصل الخسائر إلى 11 مليار دولار.
هذه خسائر كبيرة جداً، وما زال التقييم مستمراً. يجب أن نعمل على وضع خطة لإعادة تأهيل النظام الصحي وتحسين
اقرأ كذلك :جزيرة تينيريفي الإسبانية .. مقصد سياحي يحوي كنوز عصور ما قبل التاريخ