شروط سوريا لتحسين العلاقات مع تركيا
تحول العلاقات بين تركيا وسوريا: من الحليف الاقتصادي والسياسي إلى الدعم للمعارضة والتقارب بعد سنوات من القطيعة
أكدت سوريا أن أي مبادرة لتحسين العلاقات مع تركيا يجب أن تبدأ بانسحاب القوات التركية من الأراضي السورية… جاء هذا التصريح بعد أيام من إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه قد يدعو نظيره السوري بشار الأسد إلى تركيا “في أي وقت”.
وقالت وزارة الخارجية السورية في بيان لها إن “أي مبادرة في هذا الصدد يجب أن تبنى على أسس واضحة ضمانا للوصول إلى النتائج المرجوة… والمتمثلة بعودة العلاقات بين البلدين إلى حالتها الطبيعية”… وأضافت الوزارة أن من بين هذه الأسس انسحاب القوات المتواجدة بشكل غير شرعي من الأراضي السورية… بالإضافة إلى مكافحة المجموعات التي وصفتها بالإرهابية… تلك المجموعات لا تهدد أمن سوريا فقط… بل تهدد أيضا أمن تركيا.
أكدت وزارة الخارجية السورية أن سوريا تنطلق دائما من قناعتها بأن “مصلحة الدول تُبنى على العلاقة السليمة فيما بينها وليس على التصادم أو العدائية”… مشيرة إلى حرص دمشق على التعامل بإيجابية مع مختلف المبادرات المطروحة… بما في ذلك “المبادرات الخاصة بتصحيح العلاقة السورية التركية”.
وكان أردوغان قد صرح في السابع من يوليو/تموز الجاري قائلا “وصلنا الآن إلى نقطة أنه بمجرد أن يتخذ بشار الأسد خطوة نحو تحسين العلاقات مع تركيا… سنظهر له النهج نفسه”.
وفي سياق متصل، أعلن وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، اليوم السبت عن قرب عقد اجتماع في بغداد يضم مسؤولين سوريين وأتراكا… مشيرا إلى أن “هناك مبادرة من العراق للتوسط بين أنقرة ودمشق… والتواصل مستمر في هذا المجال”… وقال حسين في تصريح تلفزيوني من واشنطن إنه التقى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في واشنطن من أجل ترتيب لقاء في بغداد مع الجانب السوري… وفقا لوكالة الأنباء العراقية (واع).
وتابع قائلا “هناك أيضا تواصل مستمر من قبل العراق مع الجانب السوري… وسيتم تحديد موعد لعقد هذا اللقاء في بغداد”… مبينا أن “العراق لا يأخذ الضوء الأخضر من الآخرين… ولكن يتباحث مع الأصدقاء والحلفاء بشأن الخطوات التي يتخذها وخاصة ما يتعلق منها بأمن واستقرار المنطقة”.
إضافة إلى العراق، تؤدي روسيا أيضا -وفق محللين- دورا أساسيا لتحقيق تقارب بين حليفيها اللذين يجمعهما “خصم” مشترك يتمثل بالمقاتلين الأكراد الذين يتلقون دعما من واشنطن.
علاقات البلدين
قبل اندلاع الثورة ضد نظام بشار الأسد في 2011… كانت تركيا حليفًا اقتصاديًا وسياسيًا أساسيًا لسوريا. إلا أن العلاقة بين الطرفين انقلبت رأسًا على عقب مع بدء الاحتجاجات ضد النظام… دعت أنقرة بدايةً حليفتها إلى إجراء إصلاحات سياسية… لكن مع قمع التظاهرات بالقوة وتحولها تدريجيًا إلى نزاع دام… دعا أردوغان الأسد إلى التنحي “منعًا لإراقة الدماء”.
في مارس/آذار 2012، أغلقت تركيا سفارتها في دمشق… بعدها، وصف أردوغان الأسد بأنه “مجرم وإرهابي”… بينما وصف الأسد نظيره التركي بأنه داعم لـ”الإرهابيين”. قدمت تركيا دعمًا للمعارضة السياسية… وتحولت إسطنبول مقرًا للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية… وهو أبرز مكونات المعارضة السياسية… قبل أن تبدأ بدعم الفصائل المعارضة المسلحة.
بعد قطيعة استمرت 11 عامًا… برزت صيف عام 2022 مؤشرات تقارب بين الطرفين… مع دعوة وزير الخارجية التركي آنذاك مولود جاويش أوغلو إلى مصالحة بين النظام والمعارضة.
اقرأ كذلك: سوريا على موعد مع مفاجآت إيجابية تتوقعها صحيفة تركية