العالم

عائض القرني يثير جدلاً واسعاً بعد تراجعه عن التعزية بوفاة الحويني

أثار الداعية السعودي عائض القرني موجة جدل واسعة بعد تراجعه عن التعزية بوفاة الشيخ أبي إسحاق الحويني، أحد أبرز علماء الحديث في العالم الإسلامي. وشهدت منصات التواصل الاجتماعي حالة من التفاعل الكبير، وسط تساؤلات حول أسباب هذا التراجع المفاجئ.

في البداية، نشر عائض القرني عبر حسابه في منصة “إكس” (تويتر سابقاً) تغريدة نعى فيها الشيخ الحويني. ووصفه بـ”فضيلة الشيخ العلامة المحدث الجليل”. كما دعا الله أن “يسكنه الفردوس الأعلى ويكتب له عظيم الأجر”. وأرفق القرني التغريدة بصورة تجمع الحويني بمفتي المملكة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ.

لكن بعد ساعات قليلة، قام بحذف التغريدة. وكتب في تدوينة جديدة موضحاً أنه لم يكن على علم بتفاصيل منهج الحويني. وأثار هذا التصرف تساؤلات كثيرة حول الأسباب التي دفعته إلى التراجع.

تفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي

انتشر خبر تراجع القرني عن التعزية بسرعة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي. وأثار ذلك انقساماً بين مؤيد ومعارض لموقفه. واعتبر البعض أن حذف التغريدة يعكس ضغوطاً ربما تعرض لها الداعية السعودي. في المقابل، رأى آخرون أن التراجع يعبر عن موقف مبدئي من القرني بعد اطلاعه على منهج الحويني.

مغردون دافعوا عن القرني، مشيرين إلى أن من حق أي شخص تعديل موقفه إذا اتضح له أمر جديد. بينما اعتبر آخرون أن التراجع عن التعزية بعد نشرها يطرح تساؤلات حول استقلالية العلماء في التعبير عن آرائهم.

القرني يوضح أسباب التراجع

بعد حذف التغريدة، نشر عائض القرني تدوينة أوضح فيها سبب تراجعه. وقال:
“سبق وأن غردت بتعزية لأحد الأشخاص، والذي لم أعلم بتفاصيل منهجه.”

وأشار القرني إلى أن عدم معرفته الكاملة بمنهج الحويني هو السبب وراء تراجعه. لكنه لم يحدد بشكل دقيق النقاط التي دفعته إلى هذا القرار. وأدى هذا التوضيح إلى زيادة الجدل بدلاً من تهدئته.

من هو الشيخ أبو إسحاق الحويني؟

الشيخ أبو إسحاق الحويني يُعد واحداً من أبرز علماء الحديث في العصر الحديث. وُلد في مصر عام 1956، وكرّس حياته لتحقيق كتب الحديث النبوي ونشر العلم الشرعي. كما عُرف بمواقفه الصريحة في العديد من القضايا الدينية.

أسهم الحويني بشكل كبير في إحياء علم الحديث في العالم الإسلامي. وله مؤلفات عدة وتحقيقات في التراث الإسلامي. ويعتبره كثيرون مرجعاً علمياً في هذا المجال.

لكن مواقفه الدعوية أثارت الجدل في أكثر من مناسبة. وتعرض لانتقادات بسبب تشدد آرائه في بعض القضايا الاجتماعية والدينية. وهذا ما قد يفسر تحفظ بعض الشخصيات الدينية على تأييده أو التعزية فيه.

عائض القرني ومسيرته الدعوية

يُعد عائض القرني واحداً من أشهر الدعاة في السعودية والعالم الإسلامي. وُلد عام 1959، وبرز بكتاباته ومحاضراته التي لاقت رواجاً واسعاً. وأشهر مؤلفاته كتاب “لا تحزن”، الذي بيع منه ملايين النسخ حول العالم.

في السنوات الأخيرة، ظهر القرني بمواقف أكثر انفتاحاً، وتحدث عن مراجعات فكرية قام بها. كما أعلن اعتذاره عن بعض آرائه السابقة التي اعتبرها متشددة.

لماذا تراجع عائض القرني؟

أثار تراجع القرني تكهنات عديدة حول الأسباب الحقيقية خلف قراره. ومن أبرز الأسباب المحتملة:

  1. ضغوط رسمية أو اجتماعية: يرى البعض أن حذف التغريدة قد يكون استجابة لضغوط أو تعليمات من جهات رسمية.
  2. موقف فقهي جديد: ربما اكتشف القرني بعض الآراء الفقهية للحويني التي لا تتفق مع توجهاته الحالية.
  3. الخوف من التأويل السياسي: قد يكون التراجع محاولة لتجنب تفسيرات سياسية أو دينية غير مرغوبة.

لكن حتى الآن، لم يصدر توضيح إضافي من القرني يكشف التفاصيل الكاملة وراء هذا القرار.

ردود فعل الشخصيات الدينية

أثار الموقف ردود فعل متباينة من شخصيات دينية مختلفة:

  • مؤيدو القرني أشادوا بقدرته على مراجعة مواقفه عند ظهور معلومات جديدة.
  • منتقدو القرني اعتبروا التراجع تذبذباً وعدم ثبات على المبدأ.

وأكد البعض أن الموقف يعكس ضغوطاً على الشخصيات الدينية في السعودية. بينما رأى آخرون أن القرني تصرف بحكمة لتجنب الفتنة أو الالتباس.

انعكاسات التراجع على مكانة الدعاة

أثار تراجع القرني نقاشاً أوسع حول حرية التعبير الديني في السعودية. وطرح أسئلة حول مدى استقلالية العلماء والدعاة في التعبير عن آرائهم. كما سلط الضوء على التحولات الفكرية التي يمر بها بعض الدعاة البارزين.

وتؤكد هذه الحادثة أن الدعاة أصبحوا تحت المراقبة الدقيقة. وكل تصريح يصدر عنهم قد يواجه تحليلاً وتأويلاً واسعاً. وهذا ما يدفع بعضهم إلى اتخاذ مواقف أكثر حذراً في القضايا الجدلية.

هل تراجع القرني عن قناعة أم بضغوط؟

لا يزال الجدل مستمراً حول الأسباب الحقيقية لتراجع عائض القرني عن التعزية بالشيخ أبي إسحاق الحويني. وبينما يؤكد أن الأمر مرتبط بعدم معرفته بتفاصيل منهجه، يرى كثيرون أن الضغوط ربما لعبت دوراً أساسياً.

هذه القضية كشفت عن تغيرات عميقة في المشهد الديني السعودي. كما أبرزت كيف أن كل موقف علني يمكن أن يتحول إلى حدث جدلي يثير اهتمام الرأي العام.

اقرأ كذلك: إسرائيل تُنفذ عملية برية في غزة وتستعيد السيطرة على محور نتساريم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

من فضلك يجب ايقاف مانع الاعلانات