روسيا تغيّر استراتيجيتها النووية وتوجه تحذيرات إلى الغرب تحديث العقيدة النووية الروسية:
تصعيد التوتر بين روسيا والغرب: تعديلات العقيدة النووية الروسية وردود أفعال غربية متباينة وسط مخاوف من مواجهة مباشرة
روسيا تعدل عقيدتها النووية وتوجه تحذيرات للغرب تواصل روسيا تصعيد مواقفها العسكرية والسياسية في خضم الأزمة الأوكرانية، حيث أعلنت مؤخرًا عن نيتها تفعيل التعديلات التي أجرتها على عقيدتها النووية. هذه التعديلات تتضمن استخدامًا أكثر مرونة للأسلحة النووية في حالة تعرضها لتهديدات خطيرة. التصريحات الأخيرة تضمنت تهديدات مباشرة برد “مناسب وملموس” على القوى الغربية التي تقدم دعمًا عسكريًا لأوكرانيا، خاصة مع موافقة الولايات المتحدة على استخدام كييف أسلحة تستهدف العمق الروسي.
تصريحات الكرملين بشأن التعديلات النووية
المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أوضح أن التعديلات التي أجريت على العقيدة النووية الروسية قد تمت صياغتها بالفعل، لكنها لم تُضفَ الطابع الرسمي بعد. وأضاف بيسكوف في تصريح لوكالة *تاس* الرسمية أن هذه التعديلات ستُطبق عندما تقتضي الضرورة. التصريحات تحمل في طياتها رسالة سياسية واضحة، بأن روسيا تحتفظ بحقها في اتخاذ إجراءات استثنائية إذا تعرضت لضغوطات أو تهديدات من القوى الغربية.
هذا التصعيد لم يكن مفاجئًا في ظل التوترات المستمرة بين روسيا والغرب. الرئيس فلاديمير بوتين أكد في تصريحات سابقة أن روسيا ستكون قادرة على استخدام الأسلحة النووية بموجب هذه التعديلات إذا تعرضت لضربات بصواريخ تقليدية. بوتين أشار أيضًا إلى أن أي هجوم على روسيا بدعم من قوة نووية سيُعتبر هجومًا مشتركًا يستدعي ردًا قويًا.
السماح باستخدام الأسلحة الغربية ضد روسيا
في خطوة اعتُبرت تحولًا كبيرًا في السياسة الأمريكية، أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن موافقتها على استخدام أوكرانيا أسلحة أمريكية الصنع لضرب أهداف داخل العمق الروسي. وفقًا لمسؤولين أمريكيين ومصادر مطلعة، فإن القرار الذي صدر مؤخرًا يعكس دعمًا متزايدًا لكييف في مواجهة روسيا، خاصة بعد مرور أكثر من ألف يوم على بداية الحرب.
هذا القرار الأمريكي يأتي في وقت حساس، حيث تحاول واشنطن تمكين أوكرانيا من تعزيز قدراتها العسكرية لضمان قدرتها على مقاومة الضغوط الروسية أو التفاوض من موقع قوة. ومع ذلك، فإن هذه الخطوة تحمل مخاطر كبيرة بتصعيد النزاع إلى مستوى غير مسبوق.
ردود أفعال روسية حادة
في سياق متصل، حذرت وزارة الخارجية الروسية من العواقب الوخيمة للسماح لأوكرانيا باستخدام أسلحة بعيدة المدى لضرب الأراضي الروسية. ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم الوزارة، شددت على أن مثل هذا القرار يُعتبر تدخلاً مباشرًا من الولايات المتحدة وحلفائها في الحرب. وأكدت زاخاروفا أن الرد الروسي سيكون “مناسبًا وملموسًا”، دون الكشف عن تفاصيل هذا الرد.
بوتين من جانبه أكد أن استخدام أوكرانيا لهذه الصواريخ لن يكون ممكنًا دون تدخل خبراء غربيين. واعتبر أن ذلك يعني حربًا مباشرة ضد روسيا، مما يعزز المخاوف من تصعيد الصراع إلى مواجهة مباشرة بين القوى الكبرى.
ترحيب أوكراني وغربي
على الجانب الآخر، وصف وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها القرار الأمريكي بأنه “مغير لقواعد اللعبة”. وأشار إلى أن القدرة على ضرب العمق الروسي ستمنح أوكرانيا ميزة استراتيجية تقلص من مدة الحرب. وأضاف سيبيها أن كلما كانت أوكرانيا قادرة على توجيه ضربات أبعد، كان ذلك سببًا في إنهاء الحرب بشكل أسرع.
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رحب أيضًا بالقرار الأمريكي خلال حضوره قمة مجموعة العشرين في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية. ماكرون وصف التغيير في الموقف الأمريكي بأنه خطوة مناسبة لدعم كييف. لكنه أبدى في الوقت ذاته استياءه من البيان الختامي للقمة، معتبرًا أنه لم يكن واضحًا بما يكفي بشأن الحرب الأوكرانية.
الأبعاد السياسية والاستراتيجية
التعديلات الروسية على عقيدتها النووية ليست مجرد إجراء داخلي، بل تحمل رسائل سياسية واستراتيجية تهدف إلى رسم خطوط حمراء أمام القوى الغربية. من الواضح أن موسكو تسعى إلى استخدام هذه التعديلات كوسيلة ضغط لردع أي محاولات لتصعيد الصراع من قبل الغرب. في المقابل، يبدو أن الولايات المتحدة وحلفاءها اختاروا المضي قدمًا في دعم أوكرانيا، حتى وإن كان ذلك يعني رفع مستوى المخاطر.
التوترات الحالية تأتي في وقت حساس للغاية، حيث تستعد الولايات المتحدة لتغيرات سياسية داخلية بعد الانتخابات الأخيرة التي فاز فيها دونالد ترامب. إدارة بايدن تعمل بجد لضمان أن تكون أوكرانيا في موقع قوي سواء على الأرض أو في طاولة المفاوضات.
ردود الأفعال الدولية
القرار الأمريكي بالسماح باستخدام الأسلحة بعيدة المدى لقي ترحيبًا حذرًا من بعض الدول الأوروبية. لكنه أثار قلقًا عميقًا في الأوساط الدبلوماسية. هناك مخاوف حقيقية من أن يؤدي هذا التصعيد إلى دفع الصراع نحو مواجهة نووية.
في الوقت نفسه. يبدو أن روسيا مستعدة لاتخاذ خطوات غير مسبوقة لحماية مصالحها. هذه التعديلات تمثل تغيرًا كبيرًا في الطريقة التي تنظر بها موسكو إلى استخدام الأسلحة النووية. وهو ما يزيد من تعقيد الأزمة الأوكرانية.
تصاعد التوتر بين روسيا والغرب يشير إلى مرحلة جديدة من الصراع الأوكراني. التعديلات الروسية على عقيدتها النووية والقرار الأمريكي بدعم كييف بأسلحة بعيدة المدى يمثلان إشارات قوية على تصعيد قد يكون غير مسبوق. ومع ذلك. يبقى السؤال: هل سيؤدي هذا التصعيد إلى تسريع نهاية الحرب. أم أنه سيمهد الطريق لمواجهة عالمية أكبر؟
السيو: تعديلات العقيدة النووية الروسية، التوتر بين روسيا والغرب. الدعم الأمريكي لأوكرانيا. الأسلحة بعيدة المدى. الحرب الروسية الأوكرانية.
اقرأ كذلك :الطلعات الجوية فوق غزة تضع بريطانيا في دائرة الاتهام