الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية: لماذا تعتبر أميركا هذا التحالف تهديدًا مرعبًا؟
التحديات الجيوسياسية والعسكرية للتحالف الصيني-الروسي-الإيراني-الكوري الشمالي وتأثيره على التوازن العالمي وهيمنة الولايات المتحدة
محور التحديات العسكرية للتحالف الصيني-الروسي-الإيراني-الكوري الشمالي وأثره على الولايات المتحدة يتناول هذا المقال أبعاد التحالف العسكري الناشئ بين الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية، وتأثيره على التوازن العسكري العالمي. يشكل هذا التحالف تحديًا مباشرًا للهيمنة العسكرية الأميركية التي استمرت لعقود. إلا أن ما يثير القلق في واشنطن ليس فقط هذا التكتل، بل أيضًا مرونة أعضائه في العمل المشترك بشكل متماسك أو مستقل، ما يعقد استراتيجيات الولايات المتحدة في مواجهته.
قلق أميركي متزايد
خلال مؤتمر صحفي في يونيو/حزيران 2024، أعرب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن وأمين عام حلف الناتو ينس ستولتنبرغ عن قلقهما من تقارب العلاقات بين الدول الأربع. هذا التحالف، الذي يُوصف في واشنطن بـ”محور الشر الجديد”، يجمع أنظمة تتشارك هدفًا رئيسيًا هو إضعاف الولايات المتحدة عبر التنسيق العسكري والدبلوماسي، وتعزيز خطاب معادٍ للهيمنة الغربية.
الصين: اللاعب المركزي
تلعب الصين دورًا محوريًا في هذا التحالف. فهي تمتلك أقوى اقتصاد وأكبر عدد سكان، ما يجعلها المصدر الرئيسي للمساعدات الاقتصادية والعسكرية لأعضاء المحور. مثلًا:
- قدمت الصين لروسيا أكثر من 9 مليارات دولار من السلع ذات الاستخدام المزدوج منذ غزو أوكرانيا.
- تُعد الشريك التجاري الرئيسي لكوريا الشمالية، وتدعم إيران في تجاوز العقوبات الدولية عبر اتفاقيات إستراتيجية.
موقف الصين المتناقض
رغم الدعم الذي تقدمه الصين لأعضاء التحالف، فهي تتجنب الظهور كزعيم رسمي لهذا المحور. المسؤولون الصينيون ينفون وجود تحالف معادٍ للغرب، مؤكدين أنهم يلتزمون بمبدأ “عدم الانحياز”. هذه السياسة تُعزى إلى رغبة الصين في الحفاظ على علاقات مستقرة مع القوى الإقليمية مثل ألمانيا واليابان والسعودية، وعدم إثارة مخاوف إضافية.
أثر التحالف على التفوق الأميركي
خلال العقود الماضية، تمتعت الولايات المتحدة بتفوق عسكري واضح. لكن هذا التحالف الناشئ يهدد بتقويض هذه الهيمنة. تتضح التحديات التي يفرضها التحالف في الجوانب التالية:
- القوة البشرية والموارد: تمتلك الصين وروسيا جيوشًا كبيرة وقدرات صناعية عسكرية ضخمة.
- المرونة في التحرك: يمكن لأعضاء المحور العمل بشكل منسق أو شن هجمات مستقلة لخلق فوضى متعددة الجبهات.
على سبيل المثال، قد تؤدي تحركات متزامنة من كوريا الشمالية في شبه الجزيرة الكورية وروسيا في أوكرانيا إلى تشتيت الموارد الأميركية.
تأثير التحالف على الحلفاء الأميركيين
يُظهر التحالف الصيني-الروسي-الإيراني-الكوري الشمالي قدرة كبيرة على تقسيم التحالف الغربي بقيادة الولايات المتحدة.
- في آسيا: تركز اليابان وكوريا الجنوبية على التهديدات الكورية الشمالية، مما يحد من دعمهما للسياسات الأميركية في قضايا مثل تايوان.
- في أوروبا: يستمر الاتحاد الأوروبي في التعاون التجاري مع الصين، ما يضعف استجابة موحدة لمواجهة بكين.
دور الصين في دعم شركائها
رغم تحفظ الصين على الظهور كزعيم للتحالف، فإنها تقدم دعمًا كبيرًا لشركائها في المجالات التالية:
- المجال الاقتصادي: مثلًا، تحصل الصين على النفط الإيراني بأسعار منخفضة، بينما تزود روسيا بالطاقة.
- المجال العسكري: تشارك الصين في نقل التكنولوجيا المتقدمة وتقديم المعلومات الاستخباراتية، ما يحسن من قدرات التحالف الدفاعية والهجومية.
كيف تستفيد الصين من التحالف؟
يساعد التحالف الصين على تحقيق أهدافها الإستراتيجية:
- إضعاف الهيمنة الأميركية: من خلال جذب انتباه الولايات المتحدة إلى صراعات متعددة، مما يخفف الضغط على بكين.
- تحقيق مكاسب اقتصادية: مثل حصولها على الغاز الروسي بأسعار مخفضة، ودعمها لتوسيع نفوذها في الأسواق الآسيوية.
استجابة الولايات المتحدة
للتعامل مع هذا التحدي، تحتاج الولايات المتحدة إلى إعادة تقييم سياستها تجاه التحالف. بدلاً من محاولة تقسيمه، عليها:
- التعامل معه ككتلة واحدة: فرض عقوبات شاملة على جميع أعضائه بدلاً من التركيز على دول فردية.
- تعزيز تحالفاتها: توحيد حلفائها عبر تقديم الدعم العسكري والاقتصادي لمواجهة التحديات الإقليمية.
يشكل التحالف الصيني-الروسي-الإيراني-الكوري الشمالي تحديًا معقدًا لواشنطن. إذا استمرت الولايات المتحدة في تجاهل الطبيعة المترابطة لهذا المحور، فقد تجد نفسها أمام تراجع مستمر في نفوذها العسكري والاقتصادي عالميًا. التعامل مع هذا التحالف ككتلة واحدة قد يكون المفتاح لضمان استقرار النظام الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.
اقرأ كذلك :الأسلحة الكهرومغناطيسية: تهديد قد يعيد البشرية إلى العصور السابقة