العالم

إيران تتوعد برد قاسٍ على إسرائيل وأمريكا، وليبرمان يدعو لاستهداف منشآتها النووية

تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل وأمريكا: تهديدات متبادلة وتصريحات نارية وتحركات عسكرية تنذر بمواجهة شاملة واحتمالات لتداعيات خطيرة على الأمن الإقليمي والدولي

تتواصل التوترات المتصاعدة بين إيران من جهة، وإسرائيل والولايات المتحدة من جهة أخرى. حيث جاء الرد الإيراني على الهجوم الإسرائيلي الأخير محملاً بالتهديدات والتصريحات الحادة. وفيما يلي التفاصيل الكاملة حول التصريحات الإيرانية والتحركات الإسرائيلية والأمريكية. إضافة إلى توضيح موقف الطرفين تجاه التطورات الأخيرة في المنطقة.

تهديدات إيران لـ “جبهة الشر” واستعدادها للرد

توعدت إيران، اليوم الأحد، بردٍ قوي على ما وصفته بـ”جبهة الشر”. مؤكدة استعدادها التام للتصدي لأي هجمات مستقبلية. وأعلن قائد الحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي. عن جاهزية المقاومة الإيرانية لمواجهة أعدائها بكل ما يلزم من قوة. مشيراً إلى أن بلاده تمتلك “اليد العليا” في الصراع المستمر مع إسرائيل والولايات المتحدة.

وأشار سلامي إلى أن طهران والمقاومة في المنطقة تتجهزان بكل الوسائل الضرورية للتصدي للعدو. وأضاف قائلاً: “تعلمنا كيف نكبد عدونا الضربات القاسية ونواجه القوى الشيطانية بثبات وصمود”. وأكد سلامي أن إيران ستلحق الهزيمة بأعدائها وأن هذا الالتزام سيتجسد على أرض الواقع. وأوضح أن الشعب الإيراني والمقاومة الإسلامية في المنطقة سيظلان على أهبة الاستعداد للتصدي لما وصفه بجبهة الشر المتمثلة في إسرائيل والولايات المتحدة.

رسائل تحذيرية إلى الولايات المتحدة وإسرائيل

حذر سلامي كلاً من إسرائيل وأمريكا من أن المقاومة في المنطقة ستوجه لهما رداً قاسياً. وأضاف أن طهران لا تخشى تهديدات “الأشرار” الذين يتحكمون في تل أبيب وواشنطن. واعتبر أن المقاومة الإيرانية في مسارها “المقدس” ستواصل سعيها نحو التصدي للعدوان مهما كانت التهديدات.

وأكد سلامي أن العقوبات الأمريكية التي فُرضت على إيران لم تنجح في كسر إرادة الشعب الإيراني، بل على العكس. زادت من صلابته وتماسكه. وقال: “استخدمت واشنطن كل أدواتها لتنال من الشعب الإيراني. لكنها في النهاية باءت بالفشل”. وأضاف سلامي أن السياسات الأمريكية المتبعة في المنطقة لا تهدف إلى تحقيق الاستقرار، بل إلى نشر الفوضى وإشعال الحروب.

تصريحات نارية من خامنئي والمتحدث باسم الحرس الثوري

أدلى المرشد الإيراني علي خامنئي، أمس السبت، بتصريحات قوية على منصة “إكس” باللغة العبرية. أكد فيها أن “أمريكا والكيان الصهيوني سيتلقيان رداً قاصماً على ما يقومان به ضد إيران وجبهة المقاومة”. وتعتبر هذه التصريحات من المرشد الأعلى تصعيداً ملحوظاً، إذ تأتي بعد سلسلة من التوترات التي شهدتها المنطقة مؤخراً.

بدوره، أشار المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني، العميد علي محمد نائيني. إلى أن الرد الإيراني على إسرائيل سيكون حتمياً وقوياً ومدروساً. وأكد نائيني أن هذا الرد سيأتي في الوقت المناسب وبالشكل الذي لا يتوقعه العدو، مما يشير إلى احتمالية تصاعد وتيرة المواجهات في الفترة المقبلة.

الهجوم الإسرائيلي وتداعياته

في 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، نفذت عشرات الطائرات الإسرائيلية غارات جوية على مواقع وأهداف في إيران. وأعلنت إسرائيل أن هذه الضربات جاءت رداً على هجوم صاروخي إيراني استهدفها في الأول من الشهر ذاته. وتحدثت تقارير إعلامية عن استهداف إسرائيل لأنظمة دفاع جوي ومنشآت صواريخ وطائرات مسيّرة إيرانية.

وجاءت تصريحات المسؤولين الإيرانيين العسكرية والسياسية كرد فعل مباشر على هذه الهجمات. إذ توعدوا بالرد الحاسم على ما اعتبروه عدواناً سافراً من قبل إسرائيل. ونقلت وسائل الإعلام الغربية أن إيران تستعد للرد على الهجوم الإسرائيلي، فيما أكد مراقبون عسكريون أن الرد الإيراني قد يكون عبر حلفائها في المنطقة. خاصة في ظل تزايد قدرات إيران العسكرية التي تشمل تطوير الصواريخ والطائرات المسيّرة.

الاستعدادات الأمريكية في المنطقة ودعمها لإسرائيل

بالتزامن مع التهديدات المتبادلة بين طهران وتل أبيب. كشف موقع “أكسيوس” الأمريكي أن الولايات المتحدة حذرت إيران من شن هجوم آخر على إسرائيل، وأوضحت أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أبلغت طهران بأنها لن تتمكن من كبح جماح الإسرائيليين في حال وقوع هجمات جديدة. وأكدت القيادة الوسطى الأمريكية وصول قاذفات “بي-52” الاستراتيجية إلى منطقة العمليات، كجزء من تعزيز القوات الأمريكية في الشرق الأوسط. كما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية عن إرسال مزيد من المعدات العسكرية لتعزيز الدفاعات في المنطقة.

وقالت وزارة الدفاع الأمريكية إن هذه المعدات تشمل مدمرات دفاعية مضادة للصواريخ الباليستية. إضافة إلى مقاتلات وقاذفات “بي-52” طويلة المدى، في خطوة تعتبر جزءاً من استعدادات واشنطن للتعامل مع أي تهديد محتمل من طهران. ويعتبر هذا الدعم بمثابة رسالة دعم واضحة من الولايات المتحدة لإسرائيل. في حال قررت الأخيرة القيام بعمليات عسكرية استباقية ضد المنشآت الإيرانية.

ليبرمان يدعو لضربة استباقية تستهدف المنشآت النووية الإيرانية

من جانبه، نقلت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية عن الوزير الإسرائيلي السابق أفيغدور ليبرمان. قوله إنه يتعين على إسرائيل توجيه ضربة ساحقة تشمل المنشآت النووية والبنى التحتية الإيرانية. وأعرب ليبرمان عن اعتقاده بأن إيران لن تهاجم إسرائيل قبل الانتخابات الأمريكية المقررة بعد غد الثلاثاء. وأشار إلى ضرورة عدم انتظار الرد الإيراني المحتمل، داعياً الحكومة الإسرائيلية إلى استهداف جميع المواقع الحيوية في إيران.

وأضاف ليبرمان، زعيم حزب “إسرائيل بيتنا”، أن إسرائيل يجب أن تتصرف بصرامة تجاه التهديد الإيراني. وأن تبادر بالهجوم بدلاً من الانتظار. وفي هذا السياق، نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن وزير التعليم يوآف كيش قوله إن إيران. إذا ارتكبت خطأ وقررت الرد على إسرائيل، فستسمح لإسرائيل بالمضي قدماً في تنفيذ إستراتيجيتها العدوانية.

تطورات الموقف الإيراني وتحديث ترسانتها العسكرية

كشفت إيران عن نيتها تحديث قدراتها العسكرية بما يتلاءم مع التهديدات المستمرة. حيث أشارت إلى احتمال زيادة مدى صواريخها الباليستية ليصل إلى أكثر من ألفي كيلومتر، وتطوير عقيدتها النووية. خاصة إذا تعرضت منشآتها النووية لأي هجوم. وتعتبر هذه الخطوة جزءاً من استراتيجية الردع الإيرانية، في ظل تزايد التهديدات الموجهة إليها.

وقد أعلنت إيران أن برنامجها الصاروخي يهدف إلى تعزيز قدراتها الدفاعية. وأنها ستواصل تطوير تقنياتها لمواجهة التحديات والضغوط التي تمارسها واشنطن وتل أبيب. ويرى محللون أن تصعيد إيران في تحديث ترسانتها الصاروخية قد يشير إلى نية جادة في حماية أراضيها ومصالحها الحيوية من أي اعتداء خارجي.

استراتيجية الردع المتبادلة وأثرها على استقرار المنطقة

تظهر التهديدات المتبادلة بين إيران وإسرائيل وأمريكا استمرار سياسة الردع المتبادل. حيث يسعى كل طرف إلى إظهار قوته وردعه للطرف الآخر. إلا أن هذه التهديدات قد تزيد من احتمالية اندلاع مواجهات شاملة. خصوصاً مع إصرار كل طرف على حماية مصالحه الخاصة في المنطقة.

تسعى إيران إلى تعزيز موقعها عبر دعم حلفائها الإقليميين. في حين تدعم واشنطن وتل أبيب الجهود الرامية إلى الحد من النفوذ الإيراني. ومع تصاعد التصريحات والتحركات العسكرية. يبدو أن المنطقة قد تشهد تطورات جديدة، قد تحمل معها تصعيدات أكبر بين القوى الكبرى وحلفائها في المنطقة.

تأثير التوترات على الأمن الإقليمي والدولي

يمثل هذا التصعيد بين طهران وتل أبيب وأمريكا تهديداً مباشراً للأمن الإقليمي والدولي. حيث أن أي مواجهة مباشرة بين هذه الأطراف قد تؤدي إلى اضطرابات اقتصادية وسياسية على مستوى عالمي. وأعرب محللون دوليون عن مخاوفهم من أن التصعيد المستمر قد يؤدي إلى أزمة لا يمكن السيطرة عليها. خصوصاً مع انتشار الأسلحة الحديثة في أيدي الأطراف المتصارعة.

في الوقت الذي يستمر فيه الصراع بالتصاعد بين إيران وجبهة التحالف الأمريكي الإسرائيلي، يبقى مستقبل المنطقة مرهوناً بتوجهات السياسة الدولية، وقدرة الدول الكبرى على التوصل إلى حلول سلمية تقلل من فرص اندلاع صراع شامل.

اقرأ كذلك: ميدل إيست آي: الأسباب التي قد تؤدي إلى مطالبة بريطانيا بدفع تعويضات للفلسطينيين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

من فضلك يجب ايقاف مانع الاعلانات