العالم

ترامب يتوعد باستعادة المحتجزين وسط انتقادات أميركية للقمة العربية

تعهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب باستعادة جميع المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة، بينما وجّه مسؤول كبير في إدارته انتقادات حادة لقرارات القمة العربية التي انعقدت مؤخرًا في القاهرة.

في خطابه أمام الكونغرس، قال ترامب: “في الشرق الأوسط، نحن نعيد رهائننا من غزة. في ولايتي الأولى، حققنا واحدة من أكثر اتفاقيات السلام الرائدة منذ أجيال، وهي اتفاقيات أبراهام. والآن سنبني على هذا الأساس لخلق مستقبل أكثر سلامًا وازدهارًا للمنطقة بأكملها. هناك الكثير من الأشياء تحدث في الشرق الأوسط، إنها منطقة صعبة”.

على الجانب الآخر، اعتبر المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، براين هيوز، أن الخطة العربية لإعادة إعمار غزة “تتجاهل واقع الدمار الهائل، ولا تعالج حقيقة أن القطاع غير صالح للسكن حاليًا”.

انتقادات أميركية للخطة العربية لإعمار غزة

في بيان رسمي، نشرته صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، شدد هيوز على أن الخطة العربية لا تعالج واقع أن سكان غزة يعيشون وسط حطام واسع وذخائر غير منفجرة. وأكد أن الرئيس ترامب لا يزال متمسكًا برؤيته لـ”غزة خالية من حماس”، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تتطلع إلى مزيد من المحادثات لدعم “السلام والازدهار في المنطقة”.

من جهتها، رفضت وزارة الخارجية الإسرائيلية الخطة العربية، ووصفتها بأنها “مغرقة في وجهات نظر عفا عليها الزمن”، مشددة على أنها ترفض الاعتماد على السلطة الفلسطينية أو السماح ببقاء حماس في السلطة.

قرارات القمة العربية حول غزة تواجه اعتراضات أميركية

أكد البيان الختامي للقمة العربية رفض مقترحات تهجير الفلسطينيين، مع اعتماد الخطة المصرية لإعادة إعمار القطاع. كما توافق القادة على إنشاء صندوق ائتماني لتمويل عمليات الإعمار، داعين المجتمع الدولي للمشاركة فيه لتسريع جهود إعادة بناء القطاع المدمر.

كما رحّب البيان بقرار تشكيل لجنة لإدارة غزة تحت مظلة الحكومة الفلسطينية، تضم كفاءات من أبناء القطاع، لفترة انتقالية، بالتزامن مع تمكين السلطة الفلسطينية من العودة إلى غزة.

ودعا القادة العرب مجلس الأمن إلى نشر قوات حفظ سلام في غزة والضفة الغربية، في سياق تعزيز الأفق السياسي لحل الدولتين، مشددين على أن السلام خيار إستراتيجي للعرب.

تعثر مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة

عُقدت القمة العربية وسط تعثر مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، بعد انتهاء المرحلة الأولى دون التوصل إلى تفاهمات جديدة.

وأفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت” بأن الوسطاء أبلغوا إسرائيل بأن حماس ترفض إبداء أي مرونة أو الدخول في مفاوضات قائمة على مقترح المبعوث الأميركي ويتكوف.

الموقف الإسرائيلي من مفاوضات الهدنة

أكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إسرائيل وافقت على الخطوط العريضة لمقترح ويتكوف، والذي ينص على هدنة مؤقتة خلال شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي (12-20 أبريل/نيسان).

وفقًا لهذا المقترح، سيتم إطلاق سراح نصف المحتجزين الإسرائيليين في غزة، أحياء وأمواتًا، خلال اليوم الأول من الهدنة. وفي حال التوصل إلى اتفاق لوقف دائم لإطلاق النار، سيتم الإفراج عن النصف الآخر من المحتجزين.

ورغم ذلك، أشارت “يديعوت أحرونوت” إلى أن المسؤولين الإسرائيليين يأملون في أن تؤدي إجراءات جديدة قيد الدراسة إلى دفع حماس نحو القبول بتسوية.

شروط حماس وإسرائيل لاستكمال الاتفاق

في المقابل، تصر حماس على ضرورة بدء مفاوضات المرحلة الثانية، والتي تشمل وقفًا نهائيًا للحرب وانسحابًا كاملًا لجيش الاحتلال من غزة، تمهيدًا للمرحلة الثالثة التي ترتكز على إعادة إعمار القطاع المدمر.

أما وزير الخارجية الإسرائيلي غدعون ساعر، فقد وضع شرطًا أساسيًا للانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، مؤكدًا أن إسرائيل لن تمضي قدمًا دون “نزع كامل للسلاح من غزة، وخروج حماس والجهاد الإسلامي، وإعادة جميع الرهائن الإسرائيليين”.

التحديات القادمة في ملف غزة والسلام الإقليمي

تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة، والدول العربية من جهة أخرى، يكشف عن تعقيدات المشهد الإقليمي.

فبينما تسعى القمة العربية إلى وضع خطة شاملة لإعمار غزة، تصر واشنطن على استبعاد حماس من أي عملية سياسية مستقبلية. ومع استمرار المفاوضات حول الهدنة، تظل التساؤلات قائمة بشأن مستقبل الصراع، وإمكانية تحقيق تسوية دائمة تلبي تطلعات جميع الأطراف.

اقرأ كذلك: ليبرمان يهدد مصر ويطالبها بترحيل سكان غزة إلى سيناء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

من فضلك يجب ايقاف مانع الاعلانات