فوائد الرياضة في التغلب على الأرق
تأثير ممارسة التمارين الرياضية على جودة النوم والحد من مشكلة الأرق: نتائج دراسة تحليلية وتوصيات مهمة
إن معركة مع الأرق تمثل تحديًا شديدًا للكثير من الأشخاص، حيث يبحثون عن الحلول والطرق للتخلص من هذه المشكلة المزعجة. وفي هذا السياق، تأتي الرياضة كحلا فعّالًا ومفيدًا لمواجهة الأرق بشكل فعّال ومستدام.
تشير الدراسات إلى أن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام تساهم بشكل كبير في تحسين جودة النوم والتخفيف من مشكلة الأرق. فعندما يقوم الشخص بممارسة التمارين الرياضية. يزيد من إطلاق الهرمونات التي تساعد على الاسترخاء مثل الأندورفين والسيروتونين. مما يعزز الشعور بالراحة ويساهم في تهدئة العقل والجسم.
بالإضافة إلى ذلك، تساهم الرياضة في تنظيم دورة النوم الطبيعية. حيث تساعد على زيادة مستوى النوم العميق الذي يعتبر أهم عامل للحصول على نوم هادئ ومريح. كما تعمل التمارين الرياضية على تقوية الجسم وزيادة مستوى الطاقة. مما يسهم في تحسين الأداء الذهني والبدني خلال النهار وبالتالي يساعد في تخفيف الضغوطات النفسية التي قد تؤدي إلى الأرق.
علاوة على ذلك، تشير الدراسات إلى أن ممارسة الرياضة تقلل من احتمالية الإصابة بالأرق المزمن. وتحسن من نوعية النوم لدى الأشخاص الذين يعانون من مشاكل نوم مستمرة. ويمكن أن تشمل التمارين الرياضية مجموعة متنوعة من الأنشطة مثل المشي السريع. وركوب الدراجات، والسباحة، وتمارين الاسترخاء مثل اليوغا والتأمل.
فوائد ممارسة التمارين الرياضية في الحد من مشكلة الأرق
في مقال لصحيفة “الإندبندنت” البريطانية، تشير الكاتبة جنى كيربي إلى دراسة نشرت في مجلة “بي إم جي”. التي أظهرت أن ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم مرتين في الأسبوع على الأقل يمكن أن تخفض خطر الإصابة بمشكلة الأرق.
وفقًا لهذه الدراسة، التي تم نشرها في العام 2022. تبين أن الأشخاص الذين يمارسون التمارين الرياضية بانتظام يعانون أقل من مشاكل النوم مقارنةً بأولئك الذين لا يمارسونها بانتظام. وهذا يعني أن الرياضة لها دور فعال في تحسين نوعية النوم والحد من مشاكل الأرق التي يعاني منها العديد من الأشخاص.
علاوة على ذلك، تشير الدراسات العديدة إلى أن ممارسة التمارين الرياضية تساهم في تحفيز إطلاق الهرمونات المسؤولة عن الشعور بالراحة والسكينة، مثل الأندورفين والسيروتونين. مما يؤدي إلى تهدئة العقل والجسم وزيادة فرص الحصول على نوم هادئ ومريح.
نتائج دراسة تحليلية
درس الباحثون بيانات تقريبًا لـ 4 آلاف شخص. نصفهم من النساء. وقد صنفوا الأشخاص الذين يمارسون الرياضة مرتين أو أكثر أسبوعيًا لمدة ساعة على الأقل كأشخاص نشيطين بدنيًا. بالإضافة إلى ذلك. إذا استمر الشخص في ممارسة التمارين لمدة عقد من الزمن، اعتبر نشيطًا باستمرار (25% من المشاركين). بينما شكل الأشخاص الذين كانوا خاملين بشكل مستمر 37% من المشاركين. وانتقل 18% منهم إلى فئة النشاط المستمر. وما يقارب 20% انتقلوا من فئة النشاط إلى غير النشاط.
توصل التحليل النهائي للدراسة إلى أن الأشخاص النشطين جسديًا أقل عرضة للأرق ولنوم لفترات طويلة جدًا أو قصيرة جدًا. وبحسب الدراسة. فإن خطر الأرق يقل بنسبة 42% لدى الأشخاص الذين يمارسون الرياضة بانتظام مقارنة بمن لا يمارسونها.
وفيما يتعلق بالأشخاص الذين لم يكونوا نشيطين جسديًا من قبل. تبين الدراسة أن بدء ممارسة الرياضة أثناء مدة الدراسة قد يؤدي إلى تحسين النوم بنسبة تصل إلى 21% مقارنة بالأشخاص الذين كانوا خاملين بشكل مزمن.
من الجدير بالذكر أن الباحثين، بما فيهم الباحثون في كلية لندن الجامعية البريطانية وجامعة ريكيافيك في أيسلندا. حذروا من فقدان فوائد ممارسة التمارين في حال توقف الشخص عن ممارستها. وهذا يشير إلى أهمية استمرارية ممارسة الرياضة للحفاظ على الصحة الجسدية والنوم الجيد.
اقرأ كذلك: ما هو الحد الأقصى من تناول الموز قبل أن تتعرض للتسمم؟