ظلال الناس ظل محفوراً في الصخور بعد انفجار قنبلة هيروشيما .. لماذا ؟
بعد انفجار قنبلة هيروشيما، تركت ظلال الناس آثارها المحفورة في الصخور كشاهدة على الدمار والتأثير البشري الهائل. هذا الأثر البارز يشكل تذكيرًا دائمًا بالواقع المروع لتلك الفاجعة، ويثير تساؤلات حول السبب الذي جعل هذه الظلال تظل محفورة بشكل لا يمحى في تاريخ الصخور والذاكرة البشرية.

خلال فجر حقبة الحرب العالمية الثانية. شهدت هيروشيما أحداثًا لا تُنسى حين أسقطت الولايات المتحدة الأمريكية أول قنبلة ذرية في التاريخ على المدينة في 6 أغسطس 1945. في ذلك اللحظة القاتمة، كان أحد السكان يجلس على درج بنك “سوميتومو” الياباني. فتحوّلت حياته إلى ظل بينما تبخّر هو ذاته. ولكن، الظل الذي خلّفه على الحجر أصبح شاهدًا صامتًا على الدمار الذي لحق بالمدينة.
لم يكن هذا الحدث فريدًا، بل كانت مدينتي هيروشيما وناغازاكي قد شهدتا على عدد لا يُحصى من الظلال السوداء للبشر والأشياء بعد الانفجار الذري. هذه الظلال، التي تشكلت عبر الأرصفة والمباني، أصبحت رمزًا للدمار الهائل الذي حل بالمدن في 6 و9 أغسطس 1945. يبقى السؤال حاضرًا: كيف تكونت هذه الظلال؟ وهل ما زالت تحمل القصة الصامتة لتلك اللحظات المظلمة حتى اليوم؟
أسرار الظلال: تحولات الضوء والحرارة بعد انفجار القنبلة الذرية
في أعقاب انفجار القنبلتين النوويتين فوق مدن هيروشيما وناغازاكي خلال الحرب العالمية الثانية. كشفت الحقائق العلمية عن ظاهرة فريدة من نوعها. وفقًا لموقع لايف ساينس العلمي. كانت الحرارة الشديدة الناتجة عن الانفجار تصل إلى درجة يصعب تصديقها. مما أدى إلى تبييض كل شيء في نطاق الانفجار، مخلفةً ظلالًا نووية مرعبة تروي قصة الدمار والتضحيات البشرية.
تعد هذه الظلال تذكيرًا مروعًا بالمئات آلاف الأرواح التي فقدت في هذا الحدث الفاصل. كما يشير التقرير إلى أن الأسلحة الذرية المستخدمة تحتوي على اليورانيوم 235 والبلوتونيوم 239. مما أدى إلى إطلاق كميات هائلة من الحرارة وإشعاعات غاما شديدة القوة.
تفسر الظلال المتراكمة على الأرصفة والمباني بأنها نتيجة لامتصاص الجسم للطاقة الكبيرة الناتجة عن انفجار القنبلة، ما يؤدي إلى حماية الأشياء في الظل. وفيما يتعلق بالظل الشهير خارج بنك سوميتومو في هيروشيما، يُعتقد أن الشخص الذي كان يجلس على الدرج توفي على الفور، وأن الظل الذي تركه كان بمثابة بقايا مرعبة للحظاته الأخيرة.
هكذا، تظل تلك الظلال السوداء الرمز الصامت للدمار، حيث حفظت تفاصيل المكان بألوانه الطبيعية في حين ألبست الحرارة المحيطة كل شيء آخر بمظهرها الأبيض الزاهي.
متحف هيروشيما: حامل لقصة الظلال النووية
يحكي متحف هيروشيما للسلام قصة مئات الظلال النووية التي كانت ذات يوم تراقب مدينة هيروشيما بعد انفجار القنبلة الذرية. في البداية، قد كان هناك العديد من هذه الظلال، إلا أن موجات الانفجار والحرارة القاسية دمرت معظمها. الظلال المتبقية تحمل قصة الزمن، مستمرة لعقود قبل أن تتلاشى تدريجيا بفعل الأمطار والرياح.
تم حفظ الكثير من تلك الظلال النووية في متحف هيروشيما التذكاري للسلام، مكان يتيح للأجيال القادمة التأمل في وتفكير في الأحداث الرهيبة التي شهدتها المدينة. لا يقتصر الأمر على ذلك، بل ظل الشخص الذي كان يجلس على درجات السلم أمام بنك سوميتومو، استمر في مكانه لأكثر من عقدين من الزمن قبل أن يتم نقله إلى المتحف.
على الصورة المحفوظة في المتحف، يقول النص: “كانت هذه الدرجات الحجرية عند مدخل فرع هيروشيما لبنك سوميتومو، تعرضت لانفجار القنبلة الذرية من مسافة قريبة، ويُعتقد أن الشخص الذي كان يجلس على الدرجات في انتظار فتح البنك قد فارق الحياة على الفور دون إمكانية للهروب. حولت الحرارة الشديدة للقنبلة الذرية درجات السلم إلى اللون الأبيض، بينما ظل الحجر الموجود أسفل الشخص الجالس داكنًا كالظل.”
استسلام اليابان: تداول الأحداث القاتمة لنهاية الحرب العالمية الثانية
تفجير قنبلة “ذا ليتل بوي” في هيروشيما، وفقًا للجمعية النووية العالمية، كان يُعد مأساة غير مسبوقة. القنبلة المدمرة، التي تعادل انفجار 16 ألف طن من مادة تي إن تي. أطلقت نبضة حرارية هائلة أودت بحياة ربع سكان المدينة على الفور. بينما فارق ربع آخر الحياة نتيجة للتسمم الإشعاعي والسرطان خلال الأشهر التالية.
بعد مضي ثلاثة أيام فقط، قامت الولايات المتحدة بتفجير قنبلة ثانية بعنوان “ذا فات مان” فوق ناغازاكي. مخلفة 239 انفجارًا بقوة 21 ألف طن. تكررت أنماط الدمار والموت في هذه المدينة. بما في ذلك تلك الظلال المرعبة التي تروي حكاية حياة كانت موجودة في هذه المناطق.
أدى هذا الرعب إلى إعلان الإمبراطور هيروهيتو استسلام اليابان في 15 أغسطس 1945. وكانت الهجمات النووية تستهدف المدن اليابانية بناءً على أهميتها العسكرية. مع مرور الوقت، أثارت العواقب الطويلة المدى للإشعاع النووي تساؤلات حول أخلاقيات وتأثيرات استخدام هذا السلاح المدمر.
اقرأ أيضاً :