مدونات

تقديم بايدن لرصيف غزة العائم: ما هي الدوافع وراء هذه الخطوة؟

بناء رصيف غزة العائم: توترات الفحوصات الأمنية ومدى تأثيرها على تسليم المساعدات الإنسانية في ظل توتر العلاقات الأميركية الإسرائيلية

في ظل الآمال المتلاشية للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإطلاق سراح المحتجزين قبل بداية شهر رمضان المبارك. فقد أمر الرئيس الأميركي جو بايدن جيشه ببناء رصيف عائم وجسر مؤقتين على ساحل غزة على البحر المتوسط بهدف توفير مساعدات إنسانية.

وفي خطابه الأخير عن حالة الاتحاد، أعلن بايدن رسمياً هذا القرار. وذلك نتيجة التفاقم السريع للأزمة الإنسانية في قطاع غزة، حيث يتعرض المئات من الأبرياء لخطر الموت جوعاً.

أثار قرار بايدن تساؤلات ودهشة، إذ لا يزال الرئيس الأميركي ملتزماً بتزويد إسرائيل بالأسلحة والذخائر التي تحتاجها لمواصلة عدوانها. ويستمر في رفض الدعوة لوقف شامل لإطلاق النار.

مراوغة: بايدن يوفر المساعدات الإنسانية لغزة عبر رصيف غزة العائم

وخلال الأسابيع الأخيرة، لجأت إدارة بايدن إلى توفير قدر ضئيل من المساعدات الغذائية عبر إسقاطها جوا بعد رفض إسرائيل إدخالها عن طريق 6 معابر برية تربط قطاع غزة بالعالم الخارجي. منها معبر رفح مع مصر، والبقية مع إسرائيل.

واعتبر معلقون أن ما يقوم به بايدن ما هي إلا محاولة جديدة للمراوغة في سعيه لإيجاد توازن في حرب غير متوازنة في الشرق الأوسط. كما يكرر بايدن أنه “أول رئيس صهيوني للولايات المتحدة” بدعمه الكامل وغير المشروط لإسرائيل. إلى جانب أنها حسابات سياسية انتخابية داخلية يخشى معها بايدن أن تُكلفه فرصة البقاء في البيت الأبيض 4 سنوات جديدة.

وتشير شواهد عديدة إلى أن بايدن أصبح محبطا بشكل متزايد من تحدي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لمناشداته لبذل المزيد من الجهد لحماية المدنيين في غزة. لكنه لا يزال يعارض وقف إمداد إسرائيل بالذخائر أو استغلال اعتمادها الكامل على الولايات المتحدة للتأثير على مسار القتال.

وقال آرون ديفيد ميلر، الخبير بمؤسسة “كارنيغي للسلام الدولي” والمفاوض الأميركي السابق في مفاوضات سلام الشرق الأوسط. في تغريدة على منصة إكس إن “الحكومة الإسرائيلية غير راغبة وغير قادرة على تيسير وصول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة نتيجة لحسابات سياسة داخلية. وهم لا يكترثون لمعاناة المدنيين الفلسطينيين ولا بما يتعلق بمستقبل غزة”.

أما النائب الديمقراطي من كاليفورنيا رو خانا. فقد أعرب في مقابلة في اليوم التالي لإلقاء بايدن خطابه عن استياءه قائلاً: “لا يمكن أن يكون لديك سياسة تقديم المساعدات وإعطاء إسرائيل الأسلحة لقصف شاحنات الطعام في الوقت نفسه”.

وأضاف “هناك تناقض متأصل في ذلك، وأعتقد أن الإدارة بحاجة إلى التوفيق بين التعاطف الحقيقي والاهتمام الأخلاقي الذي ظهر الليلة الماضية في حياة المدنيين الفلسطينيين مع المساءلة الحقيقية لنتنياهو والحكومة اليمينية المتطرفة هناك”.

رصيف غزة العائم: بناء الممر المؤقت لنقل المساعدات إلى غزة

فشلت الولايات المتحدة في نشر قواتها في غزة، وفقًا للمتحدث باسم البنتاغون، بات رايدر. ومع ذلك، ستقدم القوات الأميركية المساعدة في بناء رصيف وجسر لنقل المساعدات. من المتوقع أن يستغرق بناء الممر حوالي 60 يومًا، وعند الانتهاء منه، سيتمكن من توفير ما يقرب من مليوني وجبة يوميًا.

أشار خبير الشؤون الدولية، خالد الجندي، إلى أن آلاف الأشخاص سيموتون جوعًا ومرضًا خلال 60 يومًا. واعتبر الرد الأكثر فعالية هو الضغط على إسرائيل. التي تعتمد بشكل كبير على الدعم الأميركي، لفتح المعابر البرية الستة إلى غزة والسماح بدخول المساعدات على الفور.

من جانبها، أوضحت الخبيرة في الشؤون الدولية، آسال راد، أن إدخال المساعدات إلى غزة يجب أن يحظى بالترحيب. نظرًا للوضع الإنساني المأساوي ومشاهدة الأطفال يموتون جوعًا. ومع ذلك. فشلت إدارة بايدن في الاعتراف بمسؤولية إسرائيل عن الأزمة الحالية واستخدامها للحرمان من الطعام كسلاح حرب. وهو ما لاحظته منظمة هيومن رايتس ووتش وخبراء آخرون.

وأشارت إلى أنه من الغريب أن تلجأ الولايات المتحدة إلى هذه الطرق الخطيرة لتقديم المساعدات. التي عادةً ما تُستخدم في التعامل مع الدول المعادية وليس الحلفاء مثل إسرائيل. وتعتبر هذه خطوة أخرى تبرز قدرة إسرائيل على الابتعاد عن العقاب. وعدم اتخاذ إدارة بايدن أي إجراءات لمحاسبتها على أفعالها.

ويستبعد المعلقون أن تقوم واشنطن ببناء رصيف مائي مؤقت دون التنسيق المسبق مع إسرائيل.

رصيف غزة العائم: بناء الممر المؤقت لنقل المساعدات إلى غزة

فشلت الولايات المتحدة في نشر قواتها في غزة، وفقًا للمتحدث باسم البنتاغون، بات رايدر. ومع ذلك، ستقدم القوات الأميركية المساعدة في بناء رصيف وجسر لنقل المساعدات. من المتوقع أن يستغرق بناء الممر حوالي 60 يومًا، وعند الانتهاء منه، سيتمكن من توفير ما يقرب من مليوني وجبة يوميًا.

كذلك أشار ولفغانغ بوستزتاي، الدبلوماسي السابق وخبير الشؤون الدولية. إلى أنه سيكون مدهشا جدا لو لم يُبلغ بايدن نتنياهو قبل أن يدلي بهذا التصريح في خطاب حالة الاتحاد. وأشار إلى اعتقاده أن الإسرائيليين لن يتجرؤوا على إفساد خطط بايدن. لكنهم سيصرون على نوع من الفحوصات الأمنية لمنع تهريب الأسلحة إلى حماس.

كما لفت السفير ديفيد ماك، مساعد وزير الخارجية الأميركي الأسبق لشؤون الشرق الأوسط. والذي سبق له العمل في قنصلية بلاده بالقدس، إلى أهمية إعلان بايدن. واعتبر أن الرصيف البحري وسيلة أكثر فعالية لتقديم المساعدات الإنسانية مقارنة بعمليات الإسقاط الجوي الذي لا يساعد إلا نسبة ضئيلة من سكان غزة.

وأكد أن الإسرائيليين سيتخلون عن القليل من السيطرة نسبيًا. وهم يصدون الانتقادات الأميركية والدولية لموقفهم القاسي تجاه سكان غزة الذين هم في أمس الحاجة إلى المساعدات.

من جانبها، انتقدت راد موافقة إدارة بايدن على قيام إسرائيل بفحص أمني وعمليات تفتيش بما يعني مخاوفها من أن تقدّم الولايات المتحدة مساعدات مشكوك فيها. مما سيؤدي إلى إبطاء تسليم المساعدات. “وهو ما دأبت إسرائيل على القيام به منذ أشهر على جميع المساعدات التي تصل إلى غزة”.

وتشير استطلاعات رأي مختلفة إلى أن أغلبية تقدر بثلثي أعدالسكان الأميركيين تؤيد قرار الرئيس بايدن ببناء رصيف غزة العائم وتقديم المساعدات الإنسانية. ومع ذلك. تثير قرارات الإسرائيليين بإجراء فحوصات أمنية وعمليات تفتيش بعض الانتقادات والمخاوف بشأن تأخير تسليم المساعدات.

يهدف بناء الرصيف العائم في غزة إلى تسهيل نقل المساعدات الإنسانية والمواد الأساسية إلى السكان هناك. سيتم بناء الممر المؤقت بمساعدة القوات الأميركية ومن المتوقع أن يستغرق حوالي 60 يومًا للانتهاء منه. سيوفر الرصيف العائم حوالي مليوني وجبة يوميًا للسكان في غزة.

تعتبر الولايات المتحدة دعم إسرائيل حليفتها الرئيسية في المنطقة، ومع ذلك، قد تحدث اختلافات في الآراء والمواقف بين البلدين بشأن قضايا محددة. قد تشمل هذه الاختلافات النهج المطبق لنقل المساعدات إلى غزة ومدى التدقيق الأمني الذي يتم إجراؤه على المساعدات.

من الواضح أن هناك توترًا بين الجانبين بشأن الفحوصات الأمنية، حيث ترى الإدارة الأميركية أنها ضرورية لمنع تهريب الأسلحة إلى حماس، بينما يرى البعض الآخر أنها تُعرقل تسليم المساعدات بشكل غير مبرر.

مع مرور الوقت، قد يتطور المشهد وتتغير المواقف والتوترات بين الولايات المتحدة وإسرائيل. من المهم العمل على تعزيز التعاون والحوار بين الجانبين من أجل تسهيل نقل المساعدات وتلبية احتياجات السكان في غزة بطريقة فعالة وموثوقة.

اقرأ كذلك: توقعات بقرب تشغيل ميناء في غزة وتحذير من أهداف مستترة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

من فضلك يجب ايقاف مانع الاعلانات