للأمهات الجدد .. معلومات يجب أن تعرفيها عن زهرة الحليب
التفريق بين "عد الوليد" و"عد الرضيع": معرفة العلامات ومتى يصبح من الضروري طلب العون الطبي
صديقتي المحبة، التي استقبلت مولودتها الأولى مؤخرًا، تشاركني يوميًا صورًا. كل بقعة صغيرة، كل احمرار، أو طفح جلدي على بشرة صغيرتها الرقيقة والذي يثير قلقها. الحب والسعادة بقدوم المولود الجديد يتحولان سريعًا إلى قلق عميق. كل تغير، مهما كان صغيرًا، يبدو مقلقًا للوالدين الجدد، اللذين يجهلان تفاصيل هذا الكائن الجديد وتقلباته، التي قد تكون في الحقيقة طبيعية تمامًا.
تُظهر الإحصاءات أن حوالي 20٪ من المواليد الجدد يعانون من بثور صغيرة حمراء وبيضاء، محاطة بجلد محمر، تشبه إلى حد كبير حب الشباب الذي يظهر في سن المراهقة. يُطلق على هذه الحالة طبيًا اسم “عد الوليد”. هذه البثور عادة ما تظهر على الخدين، الأجفان، الأنف، وأحيانًا على الجبهة، الذقن، الفروة، وحتى الصدر والظهر. قد تظهر هذه البثور مباشرة بعد الولادة، لكن في الغالب تتأخر لأسبوعين أو حتى بضعة أسابيع.
السبب الدقيق لظهور “عد الوليد” غير معروف. يُعتقد أن هرمونات الأم، التي تنتقل إلى الطفل في نهاية الحمل، قد تحفز الغدد الدهنية لدى الوليد بشكل زائد، أو ربما تكون استجابة التهابية لنمو نوع معين من الفطريات على الجلد. أيضًا، قد يكون سببها روتين عناية خاطئ ببشرة الطفل، مثل استخدام مرطبات ذات قوام زيتي. مع ذلك، وعلى الرغم من مظهره المخيف، يُعد “عد الوليد” حالة غير ضارة ولا تتطلب علاجًا، ولا تسبب أي أذى أو إزعاج للطفل.
مدة الشفاء من “عد الوليد” للمواليد الجدد
“عد الوليد”، هذه الحالة الجلدية التي تظهر على الرضع، عادة ما تزول بمفردها. في الغالب، يتحسن الوضع خلال بضعة أسابيع. ومع ذلك، في بعض الحالات، قد يستغرق الأمر عدة أشهر حتى يشفى تمامًا.
نصائح للتعامل مع “عد الوليد” عند الرضع
للتعامل مع “عد الوليد” بشكل فعّال، اتبعي هذه الخطوات البسيطة. ابدئي بغسل وجه طفلك يوميًا باستخدام صابون لطيف وماء دافئ. تجنبي الفرك واختاري التربيت اللطيف لتجفيف الوجه. من المهم مسح اللعاب من وجه الطفل فورًا لأنه قد يهيج البشرة ويفاقم الحالة.
يمكنك تجربة وضع قليل من حليب الثدي على المناطق الملتهبة. على الرغم من عدم وجود أبحاث تؤكد فعاليته، يُعرف حليب الأم بخصائصه المضادة للالتهاب والجراثيم. استخدمي منتجات العناية بالجلد الخالية من المعطرات لتجنب تهييج بشرة طفلك.
اغسلي ملابس طفلك باستخدام مساحيق لطيفة وغير معطرة. في حال عدم توفرها، تأكدي من شطف الثياب جيدًا بالماء لإزالة أي بقايا صابون. اختاري الأقمشة الناعمة والمريحة مثل القطن لملابس طفلك.
أخيرًا، تحلي بالصبر. “عد الوليد” ليس حالة مقلقة وعادة ما لا يسبب أي إزعاج لطفلك. لذلك، حافظي على هدوئك ولا تدعي القلق يتمكن منك.
إرشادات هامة لتجنب المضاعفات مع “عد الوليد”
عند التعامل مع “عد الوليد”، هناك بعض الأمور المهمة التي يجب تجنبها. أولًا، تجنبي فرك الجلد المصاب. الحبوب التي تظهر ليست نتيجة الأوساخ على سطح البشرة. في الواقع، الفرك قد يؤدي إلى تهيج البشرة أكثر.
ثانيًا، لا تستخدمي علاجات حب الشباب. في العادة، “عد الوليد” لا يتطلب علاجًا خاصًا. إذا كان العلاج ضروريًا، يمكن للطبيب أن يصف مضادًا فطريًا مناسبًا لطفلك.
ثالثًا، تجنبي وضع مرطبات زيتية على بشرة الطفل. هذه المنتجات قد تفاقم الحالة وتجعل الحبوب أسوأ.
أخيرًا، لا تحاولي عصر الحبوب. هذا الفعل قد يؤدي إلى عدوى جرثومية أو تهيج إضافي للبشرة. تذكري دائمًا أن الرفق واللطف هما مفتاح العناية الجيدة ببشرة طفلك.
متى تحتاج لاستشارة الطبيب بشأن حبوب الرضع؟
في حالات معينة، قد تحتاج لمراجعة طبيب الأطفال بخصوص “عد الوليد” أو الحبوب التي تظهر على بشرة الطفل. إذا لاحظت أن الحبوب لم تختفِ خلال بضعة أشهر، من الحكمة طلب استشارة طبية للتأكد من عدم وجود مشكلة أكبر تحت السطح، ولو أن هذا نادر الحدوث.
إذا بدأت الحبوب تلتهب أو تمتلئ بالقيح، أو إذا ظهرت رؤوس سوداء، هذه علامات قد تشير إلى عدوى، ويصبح من الضروري مراجعة الطبيب.
من الجدير بالذكر أيضًا وجود حالة تسمى “عد الرضيع”، والتي تظهر بعد حوالي ست أسابيع من ولادة الطفل. على عكس “عد الوليد”، يمكن أن تستمر هذه الحالة لفترة أطول، حتى نهاية السنة الأولى من عمر الطفل. تتميز بظهور حبوب ورؤوس سوداء أشد، وقد يكون الأطفال المصابون بها أكثر عرضة لتطور حب الشباب الشديد في سن المراهقة. في حالات نادرة جدًا، قد يكون “عد الرضيع” علامة على وجود أورام، لذا فإن مراقبة الأعراض والتشاور مع الطبيب عند الحاجة أمر بالغ الأهمية.
اقرأ كذلك: خمول الطفل يهدد بهذين المرضين الخطيرين