متى يجب إجراء استئصال المرارة؟
أهمية اتباع النظام الغذائي الصحي بعد استئصال المرارة للوقاية من زيادة الوزن وتعزيز التعافي
أمراض المرارة تؤثر على عدد كبير من الأشخاص، مما يمكن أحيانًا أن يستدعي استئصالها. تعتبر هذه الأمراض شائعة في الجهاز الهضمي. فمتى يكون الاستئصال ضروريًا؟ وما هي المضاعفات المحتملة؟
المرارة: وظيفتها وأمراضها المحتملة
المرارة عضو صغير يقع على الجانب الأيمن من البطن، ودوره الرئيسي هو إفراز وتخزين المادة الصفراوية لمساعدة الهضم. تؤثر أمراض المراره على نسبة تصل إلى 20% من الأشخاص، وهي جزء من الأمراض الشائعة للجهاز الهضمي، مع انتشار أكبر بين الإناث. خطورة الإصابة بتلك الأمراض تزداد مع التقدم في العمر وفي حالات اختلال دهنيات الدم والسمنة وتناول حبوب منع الحمل أو اتباع نظام غذائي غير صحي. وتشمل المشاكل الصحية المحتملة للمرارة التهابها الحاد أو المزمن وحصى المراره أو القناة الصفراوية.
الأعراض التي قد تشير إلى مشاكل في المرارة
المرارة تعمل على تخزين العصارة الصفراوية للمساعدة في هضم الطعام، ولكن قد تتعرض لمشاكل مثل تكوين الحصى بأشكال متنوعة. الأعراض تشمل ألماً في الجانب الأيمن العلوي من البطن، وقد ينتقل إلى الظهر أو الكتف.
الحصى وتأثيرها على الصحة
الدكتورة العساسفة توضح أن سبب استئصال المرارة الرئيسي يعود إلى وجود الحصى. إذا لم تسبب الحصى أعراضًا، فقد لا يكون هناك حاجة للجراحة، ولكن إذا سدت أحد الحصى القنوات الصفراوية، فقد يتطلب ذلك العملية بسبب الألم الشديد في البطن الذي يمكن أن يستمر لساعات.
مضاعفات عدم علاج حصى المرارة
الدكتورة العساسفة تشدد على أهمية عدم تجاهل علاج حصى المرارة؛ لأن تركها قد يتسبب في مشاكل أكثر خطورة، مثل التهاب المرارة، التهاب البنكرياس، والتهاب القناة الصفراوية.
تشخيص وعلاج المشاكل في المرارة
يشرح الدكتور طوطح أن تشخيص المشاكل في المرارة يتم عبر الفحوص المخبرية والصور التلفزيونية، وفي بعض الحالات يحتاج المريض للرنين المغناطيسي للقنوات المرارية والكبد لتحديد المشكلة، سواء كانت حصى داخل المرارة، أو نتوءات لحمية، أو التهابًا حادًا أو مزمنًا. ويؤكد أن معظم المرضى يتعافون بدون مضاعفات بعد العلاج.
العملية الجراحية ومضاعفاتها المحتملة
يشير الدكتور طوطح إلى أن استئصال المرارة يتم عادة بالمنظار الجراحي من خلال ثلاثة أو أربعة ثقوب صغيرة في جدار البطن، مما يجعل العملية سهلة وبسيطة، مع شفاء أسرع مقارنة بالفتح الجراحي التقليدي. ينبه أيضًا إلى أن بعض الأشخاص قد يعانون من عسر في الهضم أو الإسهال بعد العملية، نتيجة لعدم جاهزية الجسم لكميات العصارة الصفراوية، ويتم عادة معالجة هذه الأعراض بإعطاء الدواء المناسب لتخفيف الإسهال.
الأعراض والتدابير المطلوبة
تلاحظ الدكتورة العساسفة أن الأعراض بعد الجراحة عادة ما تستمر لعدة أشهر وتكون طفيفة، ولكن في حال استمرارها، يُنصح بزيارة الطبيب لاستكمال علاج الحصوات المتبقية أو وصف دواء لتخفيف الأعراض. الكبد يستمر في إنتاج العصارة الصفراوية لكن بشكل مختلف، وتعود عملية الهضم تدريجياً إلى طبيعتها. على الرغم من تكييف الكبد مع التغييرات، إلا أنه قد يواجه صعوبة في هضم بعض الأطعمة في البداية، إلا أن هذه الأعراض تتلاشى بشكل عام بعد حوالي شهر من الجراحة، مما يسمح للشخص بالعودة إلى تناول الطعام بشكل طبيعي دون مشاكل.
نصائح لفترة ما بعد استئصال المرارة
الدكتورة العساسفة تنصح المرضى باتباع التعليمات التالية بعد جراحة استئصال المرارة:
– الأكل بشكل تدريجي، مع التركيز على الأطعمة الغنية بالألياف وتجنب الدهون.
– الحركة: المشي لمسافات قصيرة وتجنب القيادة وحمل الأشياء الثقيلة لمدة من 3 إلى 5 أيام.
– الأدوية: اتباع الجرعات الموصوفة من الطبيب بعد الجراحة.
– التعامل مع الألم: قد يشعر المريض بألم في العضلات والكتف الأيمن بسبب استخدام مادة ثاني أكسيد الكربون في الجراحة، وتختفي هذه الأعراض عادة خلال أيام قليلة.
– النوم: قد يكون النوم صعبًا بسبب الألم، لذا ينصح بتناول المسكنات وتجنب النوم على البطن.
– متابعة الطبيب: يجب على المريض الالتزام بالمواعيد المحددة للمراجعة الدورية مع الطبيب بعد الجراحة.
النظام الغذائي بعد جراحة الاستئصال
تشير العساسفة إلى أنه في الأيام الأولى بعد العملية يفضل تجنب الأطعمة الصلبة والاكتفاء بتناول السوائل والشوربة، مع إضافة الطعام تدريجياً. يجب على المريض تجنب الأطعمة الدهنية والاعتماد على الأطعمة الغنية بالألياف. كما يُنصح باتباع نظام غذائي صحي وتجنب الأطعمة الغنية بالدهون، حيث يُساهم ذلك في حماية المريض من زيادة الوزن بعد جراحة استئصال المرارة.
اقرأ كذلك: كيفية الحفاظ على صحة البنكرياس ؟