مدونات

توقعات كاتب تركي .. واقع سوريا في عام 2024 لن يكون كالأعوام السابقة

"تطور العلاقات التركية السورية وتأثير الأحداث المستقبلية على السياسات الإقليمية والتحالفات"

يقول الكاتب التركي سرهان أركمان. إنه لا توجد مؤشرات ملموسة تشير إلى أن هذا العام سيمر في سوريا كما في الأعوام السابقة. ويتوقع تغيير العوامل الداخلية والخارجية التي أدت إلى الهدوء النسبي السابق لتحل محلها ديناميات جديدة.

في تقرير نشره على موقع “فكرتورو” التركي، أوضح أركمان أن الوضع لم يستقر بعد، على الرغم من عودة سوريا من حافة الانقسام. وأشار إلى أن تكلفة الحرب في سوريا تجاوزت 1.2 تريليون دولار، مما سيتطلب منها عقودًا عديدة لاستعادة اقتصادها.

وتتفاقم الحالة الاقتصادية بشكل خاص في المناطق التي تخضع لسيطرة النظام. حيث أصبحت الهجرة الداخلية تسببها تدهور الوضع الاقتصادي بدلاً من الأمان. وتؤثر هذه المشكلة الاقتصادية في جميع أنحاء البلاد من خلال أجور منخفضة وأسعار مرتفعة جدًا ونقص في فرص العمل والاستثمار.

ويُشير أركمان إلى دور البرنامج العالمي للأغذية التابع للأمم المتحدة في منع حدوث مجاعة في سوريا. حيث يعاني 12.9 مليون شخص من مشاكل في الوصول إلى المواد الغذائية، ويواجه 2.6 مليون نسمة خطر المجاعة. ومع ضعف التمويل، سيتوقف توزيع المواد الغذائية في عام 2024، مما يزيد من تحديات الأمن الغذائي في سوريا.

تنبؤات بتصاعد أزمة النزوح إلى تركيا في إدلب

وفقًا لبيانات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية. يُتوقع أن يواجه سكان المخيمات مشكلات كبيرة فيما يتعلق بالغذاء ابتداءً من يناير/كانون الثاني الجاري. سيضطرون مئات الآلاف منهم إلى الانتقال إلى مناطق أخرى، ولا سيما تركيا، من أجل البقاء على قيد الحياة. بالإضافة إلى النزوح الداخلي، يعتبر انتقال السكان إلى تركيا بشكل متزايد واحدًا من السيناريوهات الممكنة.

وفي توقعاته، أشار الكاتب إلى أن إدلب ستتأثر في عام 2024 ليس فقط بضغوط دمشق. وإنما أيضًا بالوضع الجديد الذي تواجهه “هيئة تحرير الشام” أثناء تعزيز سيطرتها. ورغم تعزيز سلطة زعيم الهيئة. أبو محمد الجولاني، إلا أنه شن سلسلة من العمليات العسكرية للاستيلاء على مناطق سابقة تسيطر عليها المعارضة مثل عفرين وجرابلس وأعزاز وكوباني.

أركمان أوضح أن هيئة تحرير الشام وقعت في نفس الخطأ الذي ارتكبته تنظيم الدولة وحزب العمال الكردستاني وجبهة النصرة في الماضي وهو التوسع المفرط. وأشار إلى عدة مشكلات تواجه الهيئة، بما في ذلك القصف المدفعي من قبل دمشق على إدلب وقطع إمدادات الغذاء إلى سوريا. بالإضافة إلى الصراعات الداخلية في صفوفها. هذا الوضع يفتح الباب أمام النظام السوري لتغيير توازن القوى في إدلب بتكلفة أقل من شن عملية عسكرية ضخمة.

العلاقات التركية السورية: التحولات المستقبلية

بالنسبة للعلاقات بين سوريا وتركيا، يرى أركمان أن هناك احتمالًا لإعادة ضبط هذه العلاقات في المستقبل. من الممكن أن يكون التعامل مع قضايا حزب العمال الكردستاني وفرعه السوري، “الاتحاد الديمقراطي”. هو محور هذه العلاقات. كما يُظهر أركمان استشعارًا بأن دمشق ستواجه تهديدات متزايدة من “الاتحاد الديمقراطي” في عام 2024.

ويُشير أركمان إلى أن النظام السوري سيكتشف أنه لن يحصل على دعم من إيران بسبب تصاعد التوتر بينها وبين الولايات المتحدة وإسرائيل في لبنان والعراق. سيجد النظام نفسه مضطرًا إلى الاعتماد على الشريك الوحيد الذي يمكنه التعاون معه في مواجهة التحديات المشتركة، وهو تركيا.

اقرأ كذلك: سوريا.. طلبة الطب يحصلون على شهادات في اللغه التركية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

من فضلك يجب ايقاف مانع الاعلانات