لماذا يجب عليك دعم طفلك في كتابة القصص منذ صغره؟
كيف يمكن تشجيع طفلك على كتابة أول قصة؟ نصائح لتنمية مهارات الحكي والإبداع لدى الأطفال
في عام 1885، عندما كانت ديزي أشفورد تبلغ من العمر أربع سنوات فقط، كان لديها الشغف والموهبة للكتابة. طلبت من والدها كتابة رواية بعنوان “حياة الأب ماكسويني”. هذه اللحظة البسيطة للصغيرة ديزي، التي ستصبح فيما بعد كاتبة مشهورة. تظهر لنا كيف يمكن للأطفال في سن مبكرة جدًا أن يثبتوا أن الكتابة في هذا العمر ليست فقط ممكنة. بل ضرورية أحيانًا، وهو ما يمكن تفسيره بواسطة أخصائيين نفسيين وعلماء اجتماع.
روائيون صغار عبر العصور: أشهر الكتّاب الأطفال في التاريخ
تمتد مرحلة الطفولة وفقًا لتعريف الأمم المتحدة حتى سن الثامنة عشرة. وهذه الفترة القصيرة شهدت بروز العديد من الأطفال الذين أثبتوا نفسهم في عالم الكتابة والأدب لاحقًا. لم يكن نجاحهم مجرد صدفة بسبب صغر أعمارهم، بل كان ذلك نتيجة للموهبة والجودة الفريدة لأفكارهم. بين هؤلاء الكتّاب الصغار، نجد:
- ديزي أشفورد (1881–1972): كتبت روايتها الأولى عندما كانت في الرابعة من عمرها عام 1885. واستمرت في كتابة الأعمال الأدبية لتصبح كاتبة مشهورة.
- أليك غريفين: بدأت كتابة كتبها في سن التاسعة وصارت فيما بعد واحدة من أكثر كتّاب المساعدة الذاتية شهرةً.
- نانسي يي فان: نشرت أول كتاب لها في سن الثانية عشرة واستمرت في كتابة القصص والروايات.
- جون توماس رومني روبنسون (1792 – 1882): بدأ كتابة قصائده في سن الثالثة عشرة.
- بالي هولد (1912 – 2010): كتب روايته الأولى في سن الخامسة عشرة.
- جلال الدين السيوطي (1445 – 1505): بدأ كتابة كتابه الأول في سن السابعة عشرة.
- إميلي بيبس (1833 – 1877): بدأت كتابة يومياتها عندما كانت في العاشرة من عمرها.
- كات تشانغ: بدأت كتابة ثلاثيتها في سن العشرين.
هؤلاء الأطفال الرائعين أثبتوا أن الكتابة ليست محصورة فقط للكبار. بل يمكن للأطفال أيضًا تحقيق النجاح والتألق في هذا المجال منذ سن مبكرة.
فوائد مذهلة لكتابة القصص للأطفال: 7 أسباب تجعلها ضرورية
في مقال بعنوان “7 فوائد.. لماذا يجب أن يكتب الأطفال قصصا؟”. تشير المختصة التربوية جيل تومبكينز إلى أهمية كتابة القصص للأطفال. بينما يمكن أن يكون بعض الأطفال متحمسين لكتابة الحكايات بإرادتهم. يجد البعض الآخر نفسهم مضطرين لفعل ذلك كجزء من واجب دراسي. ولكن سواء كانت الكتابة اختيارية أم إلزامية، هناك فوائد مذهلة تنتظر الأطفال في عالم كتابة القصص. وقد حاولت تومبكينز تسليط الضوء عليها في عام 1982:
- الترفيه: يجلب كتابة القصص للأطفال متعة كبيرة وقدرة على الاستمتاع بالمكافآت النفسية والمادية.
- تعزيز التعبير الفني: يمكن للأطفال تطوير مهارات التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم من خلال استخدام الخيال في إنشاء قصص تعبر عن عوالمهم الداخلية.
- استكشاف العقل والعالم: تمكن الكتابة الإبداعية الأطفال من استكشاف أفكارهم واهتماماتهم الشخصية وتوثيقها.
- تنمية الخيال والإبداع: يشجع عملية كتابة القصص الأطفال على استحضار العوالم والأفكار الغير ملموسة، واستكشاف المعاني العميقة وتفهم وجهات نظر الآخرين.
- توضيح الأفكار: يمكن للأطفال تنقية وتوضيح أفكارهم من خلال تقديمها في شكل حكايات.
- البحث عن الهوية: في سن الخمس إلى عشر سنوات، تساعد القصص في توجيه الأطفال لفهم مفاهيم مثل الصراع والخير مقابل الشر والبحث عن حلول.
- تعلم القراءة والكتابة: يمكن لكتابة القصص أن تسهم في تطوير مهارات القراءة والكتابة للأطفال وفهمهم للتهجئة وقواعد الكتابة بشكل أسهل وأكثر متعة.
باختصار، كتابة القصص للأطفال تعزز تنميةهم الشخصية والعاطفية وتساهم في تطوير مهاراتهم الأكاديمية بطريقة ممتعة وإبداعية.
فرص أكثر لتشجيع الأطفال على الكتابة: قصص تلهم الإبداع والتعبير
لتشجيع الأطفال على مهارة الكتابة، يُخصص “جائزة الدولة للمبدع الصغير” في مصر جائزة مالية تبلغ 40 ألف جنيه (تقريباً 1300 دولار أمريكي). وتشمل فرعًا للقصة القصيرة (بين 100 و 500 كلمة)، بهدف تشجيع الأطفال على التعبير والكتابة.
الدكتورة منى لملوم، استشارية نفسية وتربوية وكاتبة أدب الطفل، قادت مشروعًا بعنوان “قصتي” قبل عامين. بهدف إتاحة الفرصة للأطفال للتعبير عن مشاعرهم. تم دمج الأطفال ذوي الهمم في هذا المشروع في ورشة عمل حيث شاركوا برسوماتهم في مجموعة قصصية تحمل عنوان “سلم بين عالمين”، والتي تضمنت تسع حكايات.
تشير لملوم إلى أن تعليم الأطفال فن الحكي يبدأ بتقديم أمثلة لهم. لذلك، قامت ببدء القصة بنفسها وشجعت الأطفال على كتابة قصصهم الخاصة، دون أي تقييم أو توجيه. بعد ذلك، بدأت في مساعدتهم على تنمية مهاراتهم للتعبير من خلال مراعاة آراء الآخرين واستخدام لغة الجسد والعواطف.
توضح لملوم أن اختيار عنوان مجموعة “سلم بين عالمين” جاء من إحدى القصص التي تروي قصة طفلة تحب التحدث مع الأشياء من حولها، وكيف تصطدم هذه الطفلة بالواقعية الزائدة لأمها. وبالرغم من هذا التصادم، تنتهي القصة بطريقة سعيدة عندما تقرر الأم الانضمام إلى عالم الخيال الذي تحبه ابنتها.
كيف يمكن تشجيع طفلك على كتابة أول قصة؟
الكتابة لدى الأطفال يمكن أن تبدأ في أي عمر منذ أن يستطيعوا التحدث ولديهم ما يرغبون في مشاركته. الدكتورة منى لملوم تشير إلى أن دور الوالدين في هذه المرحلة يكمن في عدم اتهام الطفل بالكذب والاستماع إليه بعناية ومساعدته في تنظيم الأحداث والشخصيات لصياغة قصة واضحة.
أما الكاتب والباحث حسن الحلوجي، فيقول إن الحكي هو موهبة تتفاوت من شخص لآخر ولا يجب أن تكون متقنة في البداية. لذلك، يجب على الأهل أولاً التعرف على مهارات الحكي لدى طفلهم قبل البدء في تشجيعهم على الكتابة.
يمكن أن يكون التفاعل مع الأطفال من خلال مشاركتهم في ورش عمل أو نوادي أدب لتنمية مهاراتهم وتشجيعهم على التعبير بصراحة وإبداع.
الهدف هو تنمية خيال الطفل وتحفيزه على التعبير عن أفكاره ومشاعره بأي وسيلة تناسبه. سواء بالحكي، الرسم، أو الكتابة، وهذا يعزز مهاراتهم اللغوية والتعبيرية بشكل تدريجي.
اقرأ كذلك : هل تعاني من علاقة سيئة؟ 5 خطوات تهمك للتعافي بأقل ضرر