تقليل نوع معين من الكوليسترول يقاوم تدهور الدماغ بسبب مرض الزهايمر
الجين "APOE4" وتأثيره على الدهون في الدماغ والخلايا الدبقية: دراسة تكشف عن ارتباط بين الجين وتراكم الدهون وتأثيرها على الالتهاب والتلف العصبي في الدماغ.
أظهرت دراسة حديثة أن خفض مستوى أحد أنواع الكوليسترول يمكن أن يلعب دورًا هامًا في منع التلف الذي يحدث في دماغ المصابين بمرض الزهايمر.
أجرى الباحثون هذه الدراسة في كلية الطب بجامعة واشنطن، حيث قاموا بإجراء التجارب على مجموعة من الفئران. تم نشر نتائج الدراسة في مجلة “نيورون” (Neuron) وتم تغطيتها أيضًا على موقع “يوريك أليرت” (EurekAlert).
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يتسبب التلف في الخلايا العصبية مع مرور الوقت في الإصابة بأمراض الخرف. وهذا التدهور غالبًا ما يتسبب في فقدان القدرة على التفكير بشكل سليم.
من بين أنواع الخرف، يُعد مرض الزهايمر الأكثر شيوعًا ويمكن أن يسهم في ما يصل إلى 60-70% من حالات الخرف. على الرغم من أن العمر هو عامل مؤثر بشكل كبير على احتمالية الإصابة بالخرف. إلا أنه ليس بالضرورة نتيجة للشيخوخة البيولوجية الطبيعية.
تشير الدراسات إلى أن الأفراد يمكنهم تقليل مخاطر الإصابة بالخرف من خلال ممارسة النشاطات البدنية والحفاظ على نمط حياة صحي.
تراكم البروتين “تاو” يكون السبب في تدهور الدماغ لدى مرضى الزهايمر
تشير الأبحاث إلى أن التدهور المعرفي الذي يلاحظ لدى مرضى الزهايمر والخرف المشابه له يعزى إلى حد كبير إلى تراكم كبير لبروتين “تاو” في الدماغ. ومع تراكم هذا البروتين، يبدأ النسيج الدماغي في التحلل ويتعرض للموت.
أظهرت الدراسة أن هناك تراكمًا متزايدًا لبروتين “تاو” في أدمغة الفئران المختبرة. وهذا التراكم تزايد بصورة أكبر عندما زاد تراكم إسترات الكوليستيريل، التي تعتبر نوعًا من الدهون. في الدماغ. بالإضافة إلى ذلك. كشفت الدراسة أن خفض مستوى هذه الدهون يمكن أن يسهم في الحد من التلف الدماغي وتحسين التغيرات السلوكية.
فيما يتعلق بهذا الاكتشاف، قال البروفيسور ديفيد إم هولتزمان، كبير الباحثين في هذه الدراسة. إن هذه النتائج تحمل أهمية كبيرة للبحث والعلاج المستقبلي لمرض الزهايمر.
ومع ذلك، يجب ملاحظة أن المركب الذي استخدم في الدراسة للحد من إسترات الكوليستيريل يمكن أن يتسبب في آثار جانبية غير مناسبة للاستخدام البشري.
تبقى الآمال معقودة على تطوير عقار يمكنه خفض إسترات الكوليستيريل داخل خلايا الدماغ دون آثار جانبية كبيرة. وهذا سيتيح اختباره على المرضى المصابين بأمراض تنكسية عصبية مثل الزهايمر.
يجب أن نعلم أن هناك عاملًا جينيًا يرتبط بشدة بحدوث مرض الزهايمر وهو الجين المعروف باسم “إيه بي أو إي” (APOE). يلعب هذا الجين دورًا في تنشيط الخلايا المناعية في الدماغ، وعندما يتم تنشيطه في الأماكن أو الأوقات غير المناسبة. يمكن أن يتسبب في تلف الدماغ.
بالإضافة إلى ذلك، يقوم البروتين “إيه بي أو إي”. بدور آخر مهم في الجسم حيث يحمل الكوليستيرول والدهون الأخرى في الدم، وهذا يعني أنه له دور في تصلب الشرايين.
من أجل فهم الارتباط بين البروتين “إيه بي أو إي” وإسترات الكوليستيريل وتلف الدماغ. أجرى الدكتور هولتزمان والباحثة الدكتورة ألكسندرا ليتفينشوك دراسة على فئران مختبرية تحمل جينات تجعلها عرضة لتراكم بروتين “تاو” في الدماغ.
الجين “APOE4” وتأثيره على الدهون في الدماغ والخلايا الدبقية
أظهرت الأبحاث أن الجين “APOE4” مرتبط بمشاكل في عملية أيض الدهون داخل الدماغ. تراكمت كميات كبيرة من الدهون بأنماط غير طبيعية في أجزاء محددة من أدمغة الفئران التي تحمل هذا الجين. وتم ملاحظة تغير في مستويات أكثر من 180 نوعًا من الدهون في هذه الأدمغة.
بالإضافة إلى ذلك، كشفت الدراسة أن الخلايا المناعية في الدماغ، والتي تُعرف بالخلايا الدبقية الصغيرة. امتلأت بإسترات الكوليستيريل. ولكنها لم تظهر نفس النتائج في الفئران التي تحمل الجين “APOE3”.
الدكتور هولتزمان أشار إلى أن هذه الخلايا الدبقية الصغيرة التي امتلأت بالدهون تعرضت للالتهاب بشكل مفرط. مما أدى إلى إفراز مركبات ضارة بالدماغ.
يمكن أن يكون التخلص من هذه الدهون خطوة مهمة لتقليل الالتهاب في الدماغ والحد من التلف العصبي. لاختبار هذا الأمر، تم إعطاء الفئران عقارًا تجريبيًا يسمى “GW3965″، والذي يعمل على تقليل محتوى الدهون داخل الخلايا.
أسفر استخدام هذا العقار عن تحسن واضح في حالة الفئران، ولكن يعيق إعطاء هذا العقار للبشر وجود آثار جانبية ضارة على الكبد.
توجد آمال كبيرة في أن تستمر الجهود الحثيثة للكيميائيين في تصميم مركب مماثل لهذا الدواء يمكن استخدامه بأمان من قبل البشر دون أن يترتب عليه آثار جانبية ضارة.
اقرأ كذلك : كيفية تعزيز قوة جهاز المناعة بعد سن الستين !؟