أغنية “يابا مشتاق” لابن مصور الجزيرة في غزة الشهيد سامر أبو دقة تحقق شهرة واسعة
إدانات ومطالبات بالعدالة تتوالى بعد جريمة اغتيال الصحفي سامر أبو دقة في غزة
في موقع التواصل الاجتماعي، تم تداول أغنية سابقة للطفل زين أبو دقة. ابن الصحفي في قناة الجزيرة المرموقة سامر أبو دقة، الذي استشهد في قطاع غزة يوم الجمعة الماضي. تعبر هذه الأغنية عن اشتياق زين الشديد لوالده الذي كان يعمل في غزة، في حين تقيم أسرته في بلجيكا.
في كلمات الأغنية التي قدمها زين قبل عامين، يعبّر عن مشاعره قائلاً: “يابا شقد مشتاق.. عذبني الفراق”. كان هذا الطفل الصغير غير مدرك لما ستحمله له الأيام من تحديات.
أصبح زين معروفًا على مواقع التواصل الاجتماعي بفضل أدائه لأغنية “شدوا بعضكم يا أهل فلسطين”. والتي لاقت إعجابًا كبيرًا خلال الفترة الماضية.
شهادة والد زين تحمل قلوب عائلته، ويزن يشعر بالفخر والمسؤولية
في مقابلة مع قناة الجزيرة، أبدى يزن، شقيق الطفل زين الأكبر سنا، مشاعره بشأن استشهاد والده بكل صراحة. أكد أن النبأ كان صعباً جداً على الأسرة، وذلك في الوقت الذي تواجه فيه العائلة فترة صعبة منذ سماع هذا الخبر المؤلم.
يشارك يزن أيضًا شعوره بالفخر لوالده الذي استشهد أثناء أداء عمله بإخلاص. وأضاف أن آخر مكالمة أجراها والده معه كانت قبل استشهاده بيوم واحد فقط. حيث طلب منه بعناية أن يعتني بإخوته كما اعتاد أن يفعل كل يوم منذ تركهم. هذا الواجب المفروض يضع على عاتق يزن مسؤولية كبيرة في الاعتناء بأخوته ومواصلة دعمهم في هذه اللحظة الصعبة.
استهداف مصور الجزيرة سامر أبو دقة: مأساة تتسبب في تصاعد الاستنكار الدولي
تعرض مصور قناة الجزيرة في قطاع غزة، سامر أبو دقة. لحادث استهداف مروع من قبل الجيش الإسرائيلي أثناء تغطيته لقصف مدرسة في مدينة خان يونس جنوبي القطاع. تم استخدام قذيفة طائرة مسيرة في الهجوم. وأصيب أيضًا مراسل القناة وائل الدحدوح بجروح.
وكانت محاولة إنقاذ أبو دقة قد أسفرت عن استشهاد 3 من رجال الدفاع المدني. حيث عرقل الجيش الإسرائيلي وصول فرق الإسعاف إليه وتركه ينزف لمدة تقارب 6 ساعات حتى فارق الحياة كشهيد. بذلك انضم إلى قائمة الصحفيين الشهداء الذين فارقوا الحياة بنيران الاحتلال منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حيث بلغ عددهم 89 صحفيًا.
شبكة الجزيرة أدانت بشدة هذه الجريمة وحمّلت إسرائيل المسؤولية الكاملة عنها. كما طالبت المجتمع الدولي ومنظمات الدفاع عن حقوق الصحفيين والجنائية الدولية باتخاذ إجراءات لمحاسبة الاحتلال على هذا الاستهداف الممنهج للعاملين مع الجزيرة وعائلاتهم.
جريمة اغتيال تكشف عن بطولة زميل الشهيد وفشل الإسعاف بسبب القصف
في مأساة مروعة، تعرض الصحفي سامر أبو دقة لجريمة اغتيال من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي أثناء تغطيته لقصف مدرسة في مدينة خان يونس بقطاع غزة. وبينما كان أبو دقة يصاب ويبقى ملقى على الأرض ينزف. تعذر على فرق الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليه وإجلاؤه بسبب القصف المتواصل.
زميله وائل الدحدوح نجح في البقاء على قيد الحياة بعد إصابته، وسار على قدميه مئات الأمتار للعثور على سيارة إسعاف. وفي شهادته على الجريمة، أشار الدحدوح إلى أن الاستهداف جاء بعد مرافقتهما لسيارة إسعاف تقوم بإجلاء عائلة محاصرة. ثم قاموا بتصوير حالة الدمار الكبيرة التي خلفها القصف الإسرائيلي ووصلوا إلى مناطق لم تصلها أي كاميرا من قبل.
بعد الانتهاء من التصوير. عاد الدحدوح وفريقه سيرًا على الأقدام بسبب الدمار الذي منع سيارات الإسعاف من الوصول إلى تلك المناطق. وأثناء العودة. تعرض لإصابة في كتفه وذراعه وشعر بالدوار والدوخة.
وعلى الرغم من إصابته. سار الدحدوح مئات الأمتار حتى وصل إلى نهاية الشارع حيث عثر على رجال من الدفاع المدني الذين ساعدوه. وبينما طلب منهم العودة لإنقاذ زميله أبو دقة الذي كان يصرخ، أخبروه بأنه لا يمكنهم ذلك بسبب الوضع الصعب للغاية. وسوف يتم إرسال سيارة إسعاف أخرى.
أخيرًا، أكد الدحدوح أن قوات الاحتلال أطلقت النار على سيارات الإسعاف التي حاولت إنقاذ الزميل أبو دقة. الذي استشهد بسبب استهدافه عن عمد.
سامر أبو دقة – سيرة حياة صحفي مخلص وأب مؤثر
سامر أبو دقة، وُلد في عام 1978 في بلدة عبسان الكبيرة بقطاع غزة. يعتبر سكان بلدته مشهورين بعملهم في مجال الزراعة، وعائلته تعتبر واحدة من أشهر العائلات في هذه البلدة. حيث شهدت تلك العائلة العديد من الشهداء والجرحى خلال الحروب الإسرائيلية على غزة.
كان سامر متزوجًا وأبًا لثلاثة أولاد وبنت، وقد قرر أن ينضم إلى عائلته في بلجيكا بعد الحصول على موافقة “لم شمل”. كان يخطط للسفر إليهم بعد انتهاء الحرب الإسرائيلية على غزة.
انضم الشهيد إلى فريق الجزيرة كمصور وفني مونتاج في عام 2004. وكان لديه علاقات قوية مع زملائه في العمل، الذين فاجأهم رحيله في عملية اغتيال غادرة.
على منصات التواصل الاجتماعي. انتشرت صور سامر أبو دقة برفقة منشورات مؤثرة تعبيرًا عن الحزن والوداع من قبل أصدقائه وزملائه. كما تمت مشاركة أغنية يؤديها ابنه زين، تعبر فيها عن اشتياقه الكبير لوالده وحنينه لرؤيته.
ونشر الصحفيون مقطع فيديو يظهر سامر أبو دقة وهو ينعى ببالغ الألم زميله محمد أبو حطب. مراسل تلفزيون فلسطين الرسمي، الذي استشهد مع أسرته في غارة جوية أدت إلى تدمير منزلهم في مدينة خان يونس. تلك اللحظات أظهرت مدى تأثر سامر وكم من الدموع كانت في عينيه.
إدانات دولية وفلسطينية تتوالى لجريمة اغتيال الصحفي سامر أبو دقة
استحدث استشهاد الصحفي سامر أبو دقة موجة من الإدانات على نطاق واسع. حيث أدانته دول وحكومات، وفصائل فلسطينية، وهيئات صحفية وحقوقية عربية وفلسطينية ودولية.
حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أعربت عن تعازيها لذوي الشهيد ولعائلته ولقناة الجزيرة وللأسرة الصحفية في غزة، مطالبة بـ “محاسبة الكيان وقادته النازيين الجدد على ما يرتكبونه من جرائم حرب فظيعة ضد شعبنا الفلسطيني وجميع الفئات المحمية قانونيًا، وعلى رأسهم الصحفيين والأطقم الطبية والإنسانية”.
من جهته، أكد مكتب الإعلام الحكومي في غزة أن “جيش الاحتلال استهدف بشكل متعمد طاقم قناة الجزيرة للمرة الرابعة على التوالي، في جريمة تكتمل بها الأدلة والأركان وتتنافى مع القوانين الدولية”، ودعا الاتحادات الصحفية والهيئات الإعلامية والحقوقية والقانونية إلى إدانة هذه الجريمة.
وأضاف المكتب في بيانه أن استهداف طاقم الجزيرة يأتي في سياق “ترهيب وتخويف الصحفيين، ومحاولة فاشلة لطمس الحقيقة ومنعهم من التغطية الإعلامية”، وشدد على أن جيش الاحتلال قتل 89 صحفيًا خلال الحرب على غزة واعتقل 8 آخرين، وأصاب العديد منهم.
اقرأ كذلك : نساء أجنبيات يعتنقن الإسلام بسبب صمود الفلسطينيين في غزة