بوما تعلن انتهاء رعايتها للمنتخب الإسرائيلي لكرة القدم في العام القادم فما قصتها ؟
مطالب بمقاطعة شركة بوما الألمانية لدعمها الاحتلال الإسرائيلي تثير غضباً وتفاعلاً عالمياً وتشجيع لحملة المقاطعة في سبيل دعم القضية الفلسطينية

في إعلان رسمي أصدرته شركة “بوما” الألمانية للملابس الرياضية اليوم الثلاثاء. تم الإعلان عن قرارها بإنهاء رعايتها للمنتخب الإسرائيلي لكرة القدم في العام المقبل. يأتي هذا القرار بناءً على استراتيجية جديدة تبنتها الشركة في عام 2022 والتي تهدف إلى مواءمة جداول التصميم والتطوير لقمصان الفرق الوطنية.
وفيما يتعلق بالتحديثات الأخيرة للمنتخبات الوطنية. سيتم الإعلان عن توقيع عقود جديدة مع منتخبين وطنيين في وقت لاحق من هذا العام. بينما ستنتهي عقود عدة اتحادات وطنية، بما في ذلك إسرائيل وصربيا، في عام 2024.
تجدر الإشارة إلى أن هذا القرار تم الترويج له بواسطة صحيفة “فايننشال تايمز” في وقت سابق. وقد جاء بعد دعوات المقاطعة التي قادها الفلسطينيون لمقاطعة شركة “بوما” بسبب رعايتها السابقة للمنتخب الإسرائيلي. تزايدت هذه الدعوات بقوة وتوسعت لتشمل المزيد من الشركات والمنتجات بعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. الذي استمر لمدة 67 يومًا وأسفر عن وفاة أكثر من 18 ألف شهيد وإصابة عشرات آلاف آخرين بجروح متفاوتة الخطورة.
قصة تأسيس شركة بوما: من البدايات المتواضعة إلى الشهرة العالمية
في العام 1924، وُلدت شركة بوما من أصل ألماني بواسطة الأخوين رودلف دليسلر ورودي دايسلر في بلدة هوتسوغن آوراش الألمانية. كان والدهما صانع أحذية بسيط، ونشأا في أسرة فقيرة. تعلما صنعة والدهما وعملا في تصنيع الأحذية في ورشة متواضعة في بلدتهما. وبعد وفاة والدهما، قررا توسيع الأعمال وأسسا مصنعًا للأحذية باسم دايسلر في عام 1924.
في البداية، نجحا سويًا في تطوير أعمالهما. ولكن تحولًا كبيرًا حدث في تاريخهما في أولمبياد 1936 ببرلين، حين ارتدى بعض الرياضيين الأحذية التي صنعوها وفازوا بالميداليات الذهبية. منذ ذلك الحين، أصبحت أحذية دايسلر محط شغف العديد من الرياضيين.
بينما كانت الحرب العالمية الثانية تلوح في الأفق، انضم الأخوين إلى الجيش النازي الألماني. وفي هذا السياق، بقي أدولف في مصنع تصنيع الأسلحة الألماني، بينما ذهب رودلف لمحاربة الجيش الأحمر الروسي في الشرق. تعتقد بعض التقارير أن الخلاف بين الأخوين نشأ نتيجة تعاطف رودلف مع الأفكار النازية.
بعد انتهاء الحرب العالمية، انفصل الأخوين وقاما بتقسيم أصول شركة دايسلر في عام 1948. أطلق أدولف شركته الجديدة باسم “إدي ديس”، بينما اتجه رودلف إلى تأسيس شركة جديدة وأطلق عليها اسم “رو دا”. ومع مرور الوقت، قرر رودلف تغيير اسم الشركة إلى “بوما”.
في نفس العام الذي تأسست فيه شركة بوما، قامت بإنتاج أول كرة قدم تمتاز بالتسمية “THE atom”. ومنذ عام 1952، بدأت الشركة بإنتاج حذاء “Super Atom”، وهو أول حذاء لكرة القدم يحتوي على أزرار في أسفله. ثم أتبع ذلك إصدار حذاء “برازيل” الذي تم تحسينه بشكل مستمر.
بوما حققت شهرة عالمية عندما ارتدى المنتخب البرازيلي منتجاتها وفاز بكأس العالم عام 1958. وفي عام 1960، قامت الشركة بتقديم تقنية جديدة في صنع الأحذية تسمى “الفلكنة”، مما ساهم في تعزيز تواجدها في سوق الأحذية الرياضية العالمية.
خلال الستينيات والسبعينيات والثمانينيات، ارتدى العديد من الرياضيين المشهورين منتجات بوما، وكانت الشركة راعيًا لأهم الأحداث الرياضية في العالم. تميزت بوما بتقنياتها المبتكرة في التسويق، مما جعلها تحافظ على مكانتها البارزة في صناعة الملابس والأحذية الرياضية.
اتهامات لشركة “بوما” الألمانية بدعم الاحتلال الإسرائيلي تثير غضباً عالمياً وتشجيع لحملة المقاطعة
شهدت مواقع التواصل الاجتماعي تفاعلاً كبيرًا مع وقفات احتجاجية تطالب بمقاطعة شركة “بوما” للملابس الرياضية، بسبب اتهامها بدعم الاحتلال الإسرائيلي بعد رعايتها لاتحاد كرة القدم الإسرائيلي.
تفاعل الناشطون عبر وسم #BoycottPUMA أو “مقاطعة بوما”، ونظموا حملة تغريدات عالمية، حيث طالب العديد منهم بمقاطعة منتجات الشركة حتى تتوقف عن دعم الاحتلال الإسرائيلي.
حركة مقاطعة إسرائيل (BDS)، التي تنشط على الصعيدين الوطني والدولي، أصدرت بيانًا داعية فيه الجميع للمشاركة في حملة المقاطعة للشركة الألمانية.
وأكدت الحركة في بيانها أن “العدو الإسرائيلي ما زال يرتكب جرائمه ضد الشعب الفلسطيني، ويواصل المجازر في قطاع غزة الذي يعيش تحت الحصار منذ أكثر من 15 عامًا”. وأشارت إلى أن “شركة بوما الألمانية تعتبر واحدة من الشركات التي تتواطأ مع العدو الإسرائيلي من خلال رعايتها لاتحاد كرة القدم الإسرائيلي”.
إلى جانب الحملة على وسائل التواصل الاجتماعي، نُظمت وقفات احتجاجية في عدد من الدول. في برلين، نظمت مؤسسة “بي دي إس” وقفة احتجاجية أمام فرع لشركة بوما، حيث رفع المشاركون لافتات تندد بممارسات الشركة.
من جهتهم، دعم بعض الأشخاص الحملة، مثل محمد الخايفي الذي كتب: “نعم للمقاطعة والبديل جاهز في كل الأسواق”.
وفيما يتعلق برأي آخر، عبّر عمرو حسن عن رأيه بقوله: “الرياضة بعيدة عن السياسة، وبوما شركة مثل العديد من الشركات التي تتبع هذا المبدأ. لماذا لا نفهم ذلك؟ حملات المقاطعة لا تخدم هذا الفكر”.
مع ذلك، رد نور السيد بقوله: “لا يجب فصل الرياضة عن السياسة، ونعم لمقاطعة شركة بوما والعدو المحتل”.
وأشار محمد إشرين إلى أهمية الحملة قائلاً: “المقاطعة أمر مهم جدًا، وعلينا دائمًا أن نتعامل بحذر عند شراء أي منتج، وعلينا متابعة صفحات مثل BDS لمعرفة الشركات المشاركة. إذا كنتم تشترون منتجات بوما، من الأفضل ألا تفعلوا ذلك مرة أخرى”.
سعود الفياض شدد على أهمية القضية قائلاً: “تدّعي شركة بوما توفيرها لفرص للجميع من أجل التنافس في الرياضة، لكن دعمها للعدو الإسرائيلي يعني العكس تمامًا. يجب أن نتوقف عن دعمهم الآن!”
اقرأ أيضاً: عقود رياضية بأرقام ضخمة في تاريخ الرياضة