عشرات الشهداء في رفح وخان يونس والاحتلال يشن توغلاً في محورين
تصعيد إسرائيلي خطير في غزة: غارات دامية وتوغل بري واسع

الجيش الإسرائيلي ينفذ غارات دموية على خان يونس ورفح ويبدأ توغلاً في محورين. نفذ الجيش الإسرائيلي، صباح اليوم الأحد، سلسلة من الغارات الجوية المكثفة على مناطق مختلفة من قطاع غزة، خاصة في مدينتي خان يونس ورفح. أسفرت هذه الغارات عن استشهاد وإصابة العشرات من الفلسطينيين، بينهم أطفال ونساء، في ظل تصعيد عسكري متواصل. كما أعلن الجيش الإسرائيلي بدء توغله العسكري في محورين في جنوبي وشمالي قطاع غزة، وهو ما يزيد من معاناة المدنيين المحاصرين في تلك المناطق. هذا التصعيد يأتي في وقت يعاني فيه القطاع من حصار شامل، ويعيش فيه مئات الآلاف من الفلسطينيين في ظروف إنسانية غاية في الصعوبة.
حصيلة الشهداء والجرحى في خان يونس ورفح
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أن عدد الشهداء منذ فجر اليوم ارتفع إلى 41 شهيداً، بينما تجاوز عدد الجرحى 61 شخصاً. كما أضافت الوزارة أن هناك عدداً غير معروف من الضحايا الذين لا يزالون تحت الأنقاض وفي الطرقات. فرق الإسعاف والدفاع المدني لم تتمكن من الوصول إلى العديد من المواقع بسبب القصف المكثف، ما يزيد من صعوبة تقديم المساعدة الإنسانية للمصابين.
وتواصلت الغارات الجوية على رفح منذ الساعات الأولى من فجر اليوم، مما أسفر عن تدمير العديد من المنازل والمرافق العامة. وكان من بين المناطق المستهدفة في المدينة، أحياء تل السلطان والنصر والجنينة والزهور، حيث تعرضت لأقوى وأشد الغارات التي نفذتها الطائرات الحربية والمسيّرات الإسرائيلية.
الغارات الجوية المكثفة على رفح
في مدينة رفح، تعرضت عدة مناطق لغارات إسرائيلية مكثفة. مصادر فلسطينية أكدت أن القصف بالطائرات الحربية والطائرات المسيّرة أسفر عن استشهاد وإصابة العديد من المدنيين في أحياء تل السلطان والنصر والزهور. في حي النصر، استشهد 8 فلسطينيين، بينهم أطفال ونساء، في غارة جوية استهدفت المنطقة بشكل مباشر. في الوقت نفسه، أسفرت غارة أخرى على منطقة الحشاشين عن استشهاد فلسطينيين آخرين.
استمرار الهجمات الإسرائيلية على رفح أسفر أيضاً عن نزوح العديد من السكان من حي تل السلطان، بعد أن تلقت العائلات إنذارات من القوات الإسرائيلية تطلب منها إخلاء المنطقة تمهيداً لعملية توغل عسكري في المنطقة. وكان مشهد النزوح الجماعي لأهالي تل السلطان مؤلماً، حيث تجمع السكان في الأماكن المفتوحة في محاولة للهروب من القصف المتواصل.
في نفس السياق، أكد مراسل الجزيرة أن الجيش الإسرائيلي يحاصر مئات العائلات في حي تل السلطان، حيث تدور مواجهات عنيفة بين القوات الإسرائيلية والمقاتلين الفلسطينيين. القصف المدفعي والاشتباكات المسلحة في المنطقة أسفرت عن استشهاد 3 فلسطينيين، بالإضافة إلى العديد من المصابين.
الهلال الأحمر الفلسطيني يستنكر الحصار على الطواقم الطبية
من جهته، قال الهلال الأحمر الفلسطيني إن قوات الاحتلال الإسرائيلي حاصرت عدداً من مركبات الإسعاف أثناء تواجدها في منطقة رفح المستهدفة. وأضاف الهلال الأحمر أن عدداً من المسعفين أصيبوا جراء القصف، بينما انقطع الاتصال مع طاقم آخر من المسعفين الذين لا يزالون محاصرين منذ ساعات، ما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني في المنطقة.
يعتبر استهداف الطواقم الطبية جزءاً من الاستراتيجية الإسرائيلية الهادفة إلى تدمير البنية التحتية الطبية في غزة، وهو ما يعكس التصعيد الخطير في سياسة الاحتلال. وقد أعلنت العديد من المنظمات الإنسانية أن الوضع في غزة قد أصبح كارثياً، وأن الظروف الحياتية للمواطنين الفلسطينيين في القطاع وصلت إلى مستويات غير مسبوقة من الصعوبة.
غارات إسرائيلية على خان يونس ومناطق أخرى
في خان يونس، تعرضت العديد من الأحياء لغارات جوية مكثفة. من بين المناطق المستهدفة كانت الحي الياباني ومنطقة المواصي الغربية، التي تضم أعداداً كبيرة من النازحين الفارين من مناطق أخرى في القطاع. كما استهدفت الغارات أيضاً منطقة السطر الشرقي وبلدة عبسان. في الحي الياباني. استشهدت سيدة وطفلة في قصف جوي عنيف استهدف منزلاً في المنطقة.
وفي منطقة المواصي، كان من بين الشهداء عضو المكتب السياسي لحركة حماس، صلاح البردويل. وزوجته. كما أصيب عدد من أفراد عائلته في الغارة التي استهدفت المكان الذي كان يقيم فيه مع أسرته. وفي وقت لاحق، أكدت حركة حماس أن البردويل قد اغتيل نتيجة القصف الجوي على الخيمة التي كان يقيم فيها.
استشهاد الفلسطينيين في الهجمات المتواصلة على عبسان
وفي تطور آخر، استشهد 3 فلسطينيين في قصف جوي استهدف سيارة تابعة لبلدية عبسان الكبيرة شرق خان يونس. وكان هذا القصف جزءاً من الحملة العسكرية الإسرائيلية المتواصلة على المنطقة. كما أكدت مصادر فلسطينية أن القصف المدفعي والجوي على المناطق الشرقية لخان يونس استمر بالتوازي مع التوغل البري لقوات الاحتلال في المنطقة.
الحملة العسكرية الإسرائيلية على خان يونس أسفرت عن تدمير العديد من المنازل والمنشآت العامة. بينما استمر النزوح الجماعي للسكان في مختلف المناطق المحاصرة. وفي ظل هذا الوضع الكارثي، أصبح من الصعب تأمين الاحتياجات الأساسية مثل الغذاء والماء، ما يزيد من معاناة المدنيين.
حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة
منذ استئناف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. استشهد ما لا يقل عن 50,021 فلسطينياً، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية. هذه الحصيلة تشمل الشهداء الذين سقطوا في عمليات القصف الجوي والمدفعي، فضلاً عن القتلى الذين قضوا في توغلات القوات الإسرائيلية البرية. كما أكدت الوزارة أن ما لا يقل عن 673 فلسطينياً استشهدوا منذ أن رفضت إسرائيل الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.
الحصار الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، والذي تزامن مع الهجمات العسكرية المتواصلة. جعل الحياة في القطاع شبه مستحيلة. فقد أصبحت المستشفيات والمرافق الطبية عاجزة عن استيعاب الأعداد الكبيرة من المصابين، كما ارتفعت معدلات البطالة والفقر بشكل غير مسبوق. هذا الوضع قد يؤدي إلى كارثة إنسانية حقيقية، ويجعل من الصعب على السكان الصمود في ظل هذا العدوان المستمر.
التوغلات البرية الإسرائيلية في قطاع غزة
في وقت مبكر من اليوم الأحد، صدّق المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية على مواصلة الضغط العسكري والحصار على قطاع غزة. القرار جاء في وقت يتواصل فيه التوغل البري الإسرائيلي في عدة مناطق بالقطاع، وخاصة في الجنوب. وتزامن ذلك مع بدء الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية برية في منطقة تل السلطان في رفح، حيث طلب الجيش من السكان إخلاء المنطقة بالكامل.
كما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه بدأ عملية برية في منطقة بيت حانون بهدف تدمير البنية التحتية لحركة حماس وتوسيع المنطقة الآمنة، حسب تعبيره. في الساعات الأخيرة، توغلت القوات الإسرائيلية في بلدة عبسان الكبيرة شرق خان يونس. مما يزيد من تعقيد الوضع الميداني.
التهديدات الإسرائيلية بمواصلة الحرب على غزة
في تصريحات له، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الحرب على قطاع غزة ستستمر حتى “تدمير حركة حماس”. واعتبرت هذه التصريحات خطوة تصعيدية تشير إلى نية إسرائيل في توسيع نطاق العمليات العسكرية. وقد أفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي يجهز لخطة واسعة تشمل إرسال فرق عسكرية إضافية إلى غزة. بما في ذلك قوات احتياط.
الاستعدادات لتنفيذ عملية واسعة في غزة
وفي الوقت نفسه، نقلت صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن مصادر أمنية أن الاستعدادات جارية لتنفيذ خطة رئيس الأركان إيال زامير بشن هجوم بري واسع على قطاع غزة. كما أشارت الصحيفة إلى أن هذه العملية قد تشمل احتلال القطاع بالكامل. في الوقت ذاته، تترقب إسرائيل نتائج مفاوضات بشأن تبادل الأسرى. وهو ما يعتبره البعض خطوة مؤقتة قبل الهجوم الواسع على غزة.
وفي الختام، تستمر المعاناة الإنسانية في قطاع غزة وسط تصعيد عسكري لم يعرف له مثيل. في ظل استمرار الحصار والعدوان الإسرائيلي الذي يدمر البنية التحتية للقطاع ويزيد من معاناة المدنيين.
اقرأ كذالك:هآرتس: إسرائيل تجهز لشن هجوم بري موسع على غزة