تصل بعض العلاقات أحيانًا إلى نقطة اللاعودة “علاقة سيئة “، لذا من الأفضل تركها تمضي بدلاً من المضي قدمًا. لكن الانفصال صعب وله تكاليف نفسية باهظة.
كذلك من أصعب الأشياء في الحياة هو التخلي عن الأشخاص الذين نحبهم أكثر من غيرهم. والذين اعتدنا على وجودهم في حياتنا. فهذا الأمر كابوس لا نهاية له.
وبعض الناس يكون لديهم رد فعل معاكس عندما يشعرون وكأنهم في طريق مسدود. يصبح أكثر ارتباطًا بشريكه لدرجة أنه يهين نفسه وكرامته واحترامه لذاته. هنا ، يصبح التخلي عن الشريك ضرورة لا غنى عنها لاستمرار الحياة ، حتى لو مررت بفترة صعبة للغاية.
قال الطبيب النفسي الأمريكي تاي ديفيد ليرمان لمجلة كوزموبوليتان .: “غالبًا ما يستمر الناس كثيرًا لأنهم يخشون المجهول والوحدة والخسارة . لذا فإن الخطوة الأولى للخروج من العلاقة هي تحديد موعد المغادرة.
إدمان الألم ليس طبيعياً بعد علاقة سيئة
يقول علماء النفس إن الإنسان مدمن بشكل طبيعي على الحب . ولكن أيضًا مدمن على الأمل. في الواقع ، كل العلاقات تسبب الإدمان بطريقة أو بأخرى ، حتى العلاقات السامة.
وعندما تصبح العلاقة صعبة وصعبة للغاية ، فإننا نميل إلى التمسك بها . حتى لو فكرنا في الابتعاد ألف مرة في أذهاننا. لكننا لا نفعل ذلك . وما زلنا نعاني ونعاني من الاعتقاد بأنها مجرد مرحلة أو سحابة عابرة وأنه في النهاية سيعود كل شيء إلى طبيعته.
رأى موقع Minds Journal أن التعامل مع الألم والمعاناة أمر طبيعي مثل الكذب على النفس. “نحن نكذب على أنفسنا لا يوجد شيء طبيعي في الألم والمعاناة ، خاصة إذا استمرت لفترات طويلة من الزمن.”
في بعض الحالات لا يمكننا رؤية الحقيقة وتتحول مشاعر الحب إلى وهم يجعلنا مدمنين على “تسمم العلاقات”. مما يجعل من الصعب للغاية الابتعاد ، مهما كان الأمر مؤلمًا.
كذلك وجدت دراسة نشرت في مجلة Frontiers in Psychology. أن العوامل البيولوجية الشائعة قد تكون وراء استمرار علاقة سيئة و سامة. و الوقوع في الحب إدمان مثل المخدرات القوية.
وبحسب البحث ، فإن مسح الدماغ لكل من مدمني الكوكايين . والأشخاص الذين يحبونه يظهر زيادة مماثلة في النشاط في مراكز الدوبامين في الدماغ . وهي مراكز المتعة في الدماغ ، مشيرة إلى أن مشاعر الحب تنشط نفس المناطق في دماغنا.
لذلك ، عانى كلا النوعين من الأشخاص (المدمنين والمحبين) من انخفاض في نشاط الفص الجبهي من الدماغ. وهي المنطقة المسؤولة عن الإدراك. يشير هذا إلى أن الوقوع في الحب لا يجعلنا نشعر بالتحسن فحسب . بل يمكن أن يؤثر أيضًا بشكل عميق على قدراتنا المعرفية وقدرتنا على اتخاذ القرارات.
أفضل طريقة للخروج من علاقة سيئة
إذا كنت تشعر وكأنك في علاقة مسدودة ، فكيف يمكنك الخروج من العلاقات السامة والمسيئة؟. ما هي أفضل السبل للتخلص من العلاقات الفاشلة بأقل خسارة عاطفية ونفسية؟ كيف نتغلب على الألم ونواصل الحياة؟
تحدث HealthLine عن عدد من الخطوات التي تسهل التعافي من العلاقات السامة والضارة:
1- الإيجابية في مواجهة الأفكار المؤلمة
غالبًا ما ننشغل بأفكار مؤلمة وذكريات حزينة. لكن يجب ألا ننسى أن الطريقة التي نتحدث بها مع أنفسنا ضرورية للخلاص والمضي قدمًا في الحياة. أو البقاء عالقين حيث نحن حتى نجف ونموت. وفي كثير من الأحيان ، فإن وجود “تعويذة إيجابية” تقولها لنفسك أمر حاسم للخلاص.
الطبيب النفسي كارلا مانلي تقول ، “بدلاً من الغرق في الأفكار المظلمة ومحاولة فهم: كيف حدث هذا لي .؟ حاول أن تقول لنفسك: أنا محظوظة لأنني أستطيع أن أجد طريقة جديدة في الحياة. إنه جيد بالنسبة لي.” وتذكر أن الانفصال فرصة جديدة لك لبدء حياة مختلفة تمامًا ، بعيدًا عن كل الآلام السابقة.
2- البعد المكاني
ابتعد مكانيًا قدر الإمكان واترك مسافة بينك وبين الشخص الذي تغادره بعد علاقة سيئة . من الأفضل عدم الذهاب إلى الأماكن التي تجمعكما معًا. في هذا السياق ، قال عالم النفس الإكلينيكي د. راماني دورفاسولا. “إنشاء مسافة جسدية أو نفسية بيننا وبين الشخص الآخر مهم جدًا ويساعد كثيرًا في الشفاء” ، أو بعبارة “بعيدًا عن الأنظار”.
3- بعد العلاقة السيئة ركز على الحاضر
ركز على نفسك وحياتك ومستقبلك بدلاً من أن تكون عالقًا في الماضي. وعندما تتذكر شيئًا مؤلمًا ، عد إلى الحاضر وفكر في شيء لديك الآن بعيدًا عن ذكريات ماضيك المؤلم.
تقول ليزا أوليفيرا ، خبيرة الزواج والأسرة: “كلما زاد تركيزنا على الحاضر . قل تأثير ماضينا أو مستقبلنا علينا”. “عندما نركز على الحاضر ، يكون لدينا المزيد من الحرية في اختيار الطريقة التي نعيش بها حياتنا.”
4- لا تلوم نفسك وكن لطيفا معها
يلوم الكثير من الناس أنفسهم على فشل العلاقة ، وهذا ليس صحيحًا أبدًا. بغض النظر عن الشكل ، هناك دائمًا جانبان لأي علاقة. كن رحيمًا تجاه نفسك ولا تلومها على الفشل ، توقف عن انتقاد نفسك وسامح نفسك قبل أن تسامح الشخص الآخر.
يقول أوليفيرا: “لا تكن قاسيًا على نفسك ، عامل نفسك كصديق عزيز”. “صحيح أن المعاناة حتمية ، وقد لا نتمكن من الإفلات منها ؛ ولكن يمكننا أن نختار أن نعامل أنفسنا باللطف والحب والتسامح. ”
5- أحط نفسك بأصدقائك
يمكن أن تساعدك هذه النصيحة البسيطة والقوية في تحمل الكثير من الأذى. غالبًا ما ينسحب الأشخاص الذين يعانون من ألم الانفصال بعد علاقة سيئة ، ويعزلون أنفسهم عن عائلاتهم وأصدقائهم . ويعانون في صمت وحدهم هذا سلوك غير صحي. نحن كائنات اجتماعية ولا يمكننا العيش بمفردنا أو التعامل مع آلامنا بمفردنا.
دع عائلتك وأصدقائك يساعدونك و اعتمد عليهم في مشكلتك ؛ يعد دعمهم طريقة رائعة لتقليل الشعور بالوحدة والعزلة. ولكنه أيضًا طريقة رائعة لتذكيرنا بالطيبة التي بداخلنا كبشر وأشياء جيدة أخرى في الحياة مثل الأسرة والصداقة.
اقرأ أيضاً: 7 أسباب لبكاء الطفل بدون سبب؟
