هآرتس: إسرائيل تجهز لشن هجوم بري موسع على غزة
إسرائيل تستعد لتنفيذ هجوم بري واسع على غزة في إطار خطة عسكرية موسعة تشمل استدعاء قوات احتياطية وتكثيف العمليات، مع استمرار المفاوضات لإبرام صفقة للإفراج عن "الرهائن" في ظل تصاعد التصعيد العسكري وضغوط الحكومة لتوسيع رقعة القتال.

هآرتس: إسرائيل تستعد لشن هجوم بري واسع على غزة. في تقرير نشرته صحيفة هآرتس يوم الجمعة. نقلت مصادر أمنية إسرائيلية عن الاستعدادات الجارية لتنفيذ الخطة الكبرى التي وضعها رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير، والتي تهدف إلى شن هجوم بري واسع النطاق على قطاع غزة. تتضمن الخطة استدعاء عدد من الفرق العسكرية، بما في ذلك قوات احتياطية، حيث يتم تجهيز القوات الإسرائيلية بشكل مكثف لتنفيذ الهجوم. هذا التحرك العسكري يأتي في وقت حساس. إذ تواجه الحكومة الإسرائيلية ضغوطًا متزايدة من أجل توسيع نطاق القتال في القطاع. مما يثير تساؤلات حول النتائج المستقبلية لهذا التصعيد العسكري.
الاستعدادات العسكرية والتحركات الإسرائيلية
حسب المصادر الأمنية، فإن التحضيرات العسكرية التي تقوم بها إسرائيل تأتي في إطار خطة شاملة تهدف إلى توسيع العمليات البرية على قطاع غزة. تم التركيز في الخطة على استدعاء الفرق العسكرية المختلفة، حيث تشمل هذه الخطة عددًا من قوات الاحتياط التي يتم تحضيرها للانخراط في الهجوم المتوقع. وتحقيقًا لهذه الغاية، تعمل القوات الإسرائيلية على تعزيز استعداداتها على الأرض، بما في ذلك تجهيز المعدات العسكرية وتكثيف التدريب على العمليات الميدانية.
وتشير المصادر نفسها إلى أن إسرائيل، بالرغم من هذه التحضيرات العسكرية، لا تزال تترك الباب مفتوحًا للمفاوضات من أجل إبرام صفقة للإفراج عن بعض “الرهائن”. هذا التوجه يعكس رغبة في إيجاد حلول دبلوماسية لتخفيف حدة التصعيد العسكري الذي يتفاقم بشكل متسارع، خاصة في ظل تعقد الوضع الإنساني في القطاع. إلا أن الوضع يبقى معقدًا للغاية في ظل تطورات الأحداث المستمرة.
حالة التصعيد: هل يتفاقم النزاع؟
على الرغم من جهود إسرائيل للإبقاء على باب التفاوض مفتوحًا، يبدو أن التصعيد العسكري في غزة مرشح للاستمرار والتفاقم بشكل أكبر. وفقًا لما ذكرته الصحيفة، فإن هناك ضغوطًا حكومية متزايدة تدفع باتجاه توسيع رقعة القتال. تلك الضغوط تأتي من عدة جهات، بما في ذلك الأحزاب السياسية داخل الحكومة الإسرائيلية، التي تؤيد تكثيف العمليات العسكرية في غزة.
إن الوضع العسكري في غزة يزداد تعقيدًا، مع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية التي تشمل الهجمات الجوية والبرية، مما يؤدي إلى سقوط العديد من الضحايا الفلسطينيين. وقد اعتبرت الحكومة الإسرائيلية أن هذه العمليات ضرورية لتحقيق أهدافها الاستراتيجية، خاصة في مواجهة الفصائل الفلسطينية المسلحة، التي تواصل تهديداتها وأعمالها العسكرية ضد إسرائيل.
إسرائيل تخفي نواياها الحقيقية
وفقًا لما أوردته صحيفة هآرتس، فإن إسرائيل تبدو حريصة على إخفاء نوايا الحكومة والجيش في هذه الفترة. هذا التكتيم على النوايا العسكرية يثير العديد من الأسئلة حول الخطوات المقبلة. ففي حين تواصل إسرائيل الإعلان عن أهدافها الميدانية مثل استعادة السيطرة على بعض المناطق، فإن تفاصيل الخطط العسكرية المستقبلية تبقى غامضة.
من الواضح أن الحكومة الإسرائيلية تأمل في أن يساهم هذا الغموض في تحقيق بعض الأهداف الاستراتيجية، من خلال إرباك الفصائل الفلسطينية وجعلها تتردد في اتخاذ قرارات حاسمة. كما أن إسرائيل تسعى من خلال هذه الاستراتيجية إلى تعطيل أي محاولة لتشكيل جبهة موحدة في غزة لمواجهة التصعيد العسكري المستمر.
انتظار مفاوضات مشكوك في نتائجها
وفي الوقت الذي تتواصل فيه العمليات العسكرية على الأرض، يبدو أن إسرائيل في انتظار مفاوضات لا يبدو أن لها أفقًا واضحًا. وفقًا للمصادر الأمنية. تجرى المفاوضات بشكل متقطع، وقد تكون نتائجها غير مؤكدة في هذه المرحلة. وعلى الرغم من أن هناك جهات دولية تسعى للوساطة بين الجانبين. فإن فرص نجاح هذه المفاوضات تظل ضئيلة في ظل التصعيد العسكري المستمر.
وفي حال فشلت هذه المفاوضات في التوصل إلى اتفاق يوقف التصعيد. فإن الوضع في غزة مرشح للانتقال إلى مرحلة أكثر تطرفًا. وقد أشارت مصادر إسرائيلية إلى أن هناك استعدادات جارية لتنفيذ عمليات عسكرية واسعة في القطاع تشمل السيطرة على أراضٍ جديدة وتدمير المزيد من البنية التحتية لحركة حماس وغيرها من الفصائل الفلسطينية المسلحة.
التوسع في الهجوم العسكري: عملية الاحتلال الكامل؟
من جهة أخرى، أكدت الصحيفة أنه في الوقت الذي تتواصل فيه هذه المفاوضات المشكوك في نتائجها. تعمل القوات الإسرائيلية على تجهيز الأرضية لعملية واسعة تهدف إلى احتلال قطاع غزة بشكل كامل. هذه الخطط تشمل تنفيذ عمليات عسكرية متواصلة تستهدف جميع النقاط الاستراتيجية في القطاع. بما في ذلك المواقع العسكرية التابعة للفصائل المسلحة. وكذلك البنية التحتية التي تعتبرها إسرائيل منطلقًا لتهديدات أمنها القومي.
يعد هذا التحرك العسكري في حال حدوثه تصعيدًا غير مسبوق في النزاع القائم. حيث يسعى الجيش الإسرائيلي إلى تحقيق انتصارات ميدانية كبرى على الأرض. بما في ذلك تقليص قدرة الفصائل الفلسطينية على المواجهة. كما أن هذا التحرك يهدف إلى تقوية السيطرة الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية في غزة. وهو ما قد يساهم في تغيير موازين القوى في المنطقة.
عملية برية محدودة وتوسيعها تدريجيًا
في هذا السياق. كانت إسرائيل قد أعلنت يوم الأربعاء الماضي عن بدء عملية برية محدودة في قطاع غزة. استهدفت بشكل رئيسي محور نتساريم وسط القطاع. وقد جاء هذا الإعلان بعد تصاعد الهجمات الجوية على القطاع. حيث بدأت إسرائيل في تنفيذ غارات مكثفة على المواقع العسكرية التابعة لحركة حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى.
وبحسب التقارير. فإن هذه العملية البرية قد توسعت لاحقًا لتشمل مناطق أخرى من قطاع غزة. في وقت كان فيه التصعيد العسكري في ذروته. ويرجح العديد من المحللين العسكريين أن تكون هذه العملية جزءًا من خطة أوسع تهدف إلى استعادة السيطرة على الأراضي التي تمثل أهمية استراتيجية لإسرائيل.
الغارات الجوية ومضاعفاتها على الوضع الإنساني
مع تصاعد العمليات العسكرية على الأرض. تجددت الغارات الجوية الإسرائيلية على غزة. مما أسفر عن وقوع العديد من الضحايا الفلسطينيين. وبحسب تقارير منظمات حقوق الإنسان. فقد أسفرت هذه الغارات عن استشهاد أكثر من 600 فلسطيني خلال الأيام الأربعة الأخيرة من الهجوم الجوي. هذه الهجمات كانت تستهدف بشكل رئيسي البنية التحتية للفصائل الفلسطينية. بما في ذلك مستودعات الأسلحة والمخابئ العسكرية. إلا أن تأثيرها على المدنيين كان شديدًا.
على الرغم من الجهود الإسرائيلية لتقليص الخسائر البشرية بين المدنيين. فإن الوضع في غزة يبقى مأساويًا. حيث يعاني السكان من تدهور الوضع الإنساني بشكل متزايد. يشير العديد من الخبراء إلى أن استمرار التصعيد العسكري قد يؤدي إلى تدهور أكبر في الوضع الإنساني في القطاع. مما يعقد فرص التوصل إلى تسوية سلمية.
بناءً على ما نشرته صحيفة هآرتس. يبدو أن إسرائيل ماضية في تصعيد عملياتها العسكرية في قطاع غزة. سواء عن طريق تنفيذ هجوم بري واسع أو توسيع العمليات الجوية والبرية الحالية. وفي ظل الغموض الذي يكتنف نوايا الحكومة الإسرائيلية. وتزايد الضغوط العسكرية والسياسية. تظل حالة النزاع في غزة مرشحة للتفاقم. في الوقت نفسه. تبقى فرص التوصل إلى اتفاق تفاوضي غير مؤكدة. مما يزيد من تعقيد الوضع على الأرض ويهدد بزيادة معاناة المدنيين في غزة.
اقرأ كذالك:واشنطن تراقب “تصرفات” الحكومة السورية وتترقب رفع العقوبات