محادثات مباشرة بين واشنطن وحماس في الدوحة.. كواليس المفاوضات والخيارات المطروحة
تفاصيل اللقاءات السرية بين الوفد الأميركي وقيادات حماس في قطر
كشفت صحيفة “واشنطن بوست” عن تفاصيل محادثات مباشرة جرت في العاصمة القطرية الدوحة بين الولايات المتحدة وحركة المقاومة الإسلامية (حماس). وأشارت الصحيفة، نقلاً عن مصدر دبلوماسي، إلى أن المبعوث الأميركي لشؤون الرهائن، آدم بوهلر، التقى بالقيادي في حماس، خليل الحية، خلال عدة جولات من المحادثات الثنائية. هذه اللقاءات جاءت في سياق الجهود الأميركية لإيجاد حلول للأزمة الإنسانية في غزة، وسط تصاعد التوترات الإقليمية.
مفاوضات مباشرة دون وساطة قطرية
أكد المصدر الدبلوماسي أن المحادثات بين الوفد الأميركي وحماس جرت بشكل مباشر، دون أي دور وساطة من الجانب القطري. هذه النقطة تمثل تحولًا لافتًا في نهج الولايات المتحدة، حيث كانت قطر تلعب دور الوسيط التقليدي بين الأطراف المتنازعة في السابق.
كما أضاف المصدر أن المحادثات تناولت عدة مقترحات تهدف إلى تحقيق تقدم في ملف الرهائن والوضع الإنساني في غزة.
العرض الأميركي.. مساعدات إنسانية مقابل تمديد وقف إطلاق النار
أشارت “واشنطن بوست” إلى أن الولايات المتحدة قدمت عرضًا يتضمن استئناف المساعدات الإنسانية لغزة، إضافة إلى تمديد وقف إطلاق النار لمدة شهرين. في المقابل، طلبت واشنطن إطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين، بمن فيهم رهينة أميركي.
وكان هذا المقترح واحدًا من عدة خيارات تمت مناقشتها خلال محادثات الدوحة، حيث تسعى الإدارة الأميركية إلى تحقيق انفراجة في الملف الإنساني، مع ضمان إطلاق سراح مواطنيها المحتجزين لدى حماس.
اجتماع مباشر وحيد.. تضارب في الروايات حول سير المفاوضات
في حين أكدت بعض المصادر أن المحادثات استمرت على مدار عدة جولات، نقلت الصحيفة عن مسؤول عربي أن الوفد الأميركي عقد اجتماعًا مباشرًا واحدًا فقط مع حماس. هذا التضارب في الروايات يثير تساؤلات حول مدى جدية المفاوضات وما إذا كانت مجرد اختبار للنوايا أم خطوة أولى نحو اتفاق محتمل.
حماس تدرس الخيارات.. بين المفاوضات مع واشنطن والموقف من إسرائيل
بحسب الصحيفة، فإن قيادة حماس تدرس بعناية الفوائد المحتملة لإبرام اتفاق مباشر مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب. إلا أن الحركة تصرّ على أن أي اتفاق يجب أن يشمل انسحابًا إسرائيليًا كاملًا من غزة، إضافة إلى إنهاء دائم للحرب، مع الإفراج النهائي عن جميع الأسرى والرهائن.
هذه الشروط تعكس موقف حماس الثابت بضرورة تحقيق مكاسب سياسية واضحة، وعدم الاكتفاء بتسويات مؤقتة قد لا تلبي تطلعاتها على المدى الطويل.
تمديد وقف إطلاق النار.. مقترح جديد مرفوض مبدئيًا
كشفت المصادر أن المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف طرح خيارًا آخر خلال المفاوضات، وهو تمديد وقف إطلاق النار الحالي لمدة 50 يومًا. رغم أن هذا المقترح قد يساعد في تخفيف التوترات، إلا أن حماس رفضته مبدئيًا ولم تعلن موقفها النهائي من بقية الخيارات المطروحة.
إسرائيل تحاول عرقلة المفاوضات.. مخاوف من تصعيد عسكري جديد
في تطور لافت، أشارت صحيفة “يديعوت أحرونوت” إلى أن مسؤولين أميركيين أكدوا أن إسرائيل حاولت إفشال المحادثات السرية التي أجرتها واشنطن مع حماس في الدوحة. هذه المحاولة جاءت بعد نجاح تل أبيب في تعطيل مفاوضات سابقة بين الطرفين.
ووفق المصادر ذاتها، فإن القرار الأميركي بالمضي قدمًا في المفاوضات جاء بعد ورود معلومات استخباراتية حول استعداد إسرائيل لتنفيذ عملية عسكرية جديدة في غزة. هذا التحرك دفع واشنطن إلى البحث عن حلول دبلوماسية لتجنب تصعيد قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية.
هل تقود المحادثات إلى تهدئة طويلة الأمد؟
رغم تعقيدات المشهد السياسي، فإن المحادثات المباشرة بين الولايات المتحدة وحماس تمثل تطورًا مهمًا في العلاقة بين الطرفين. إذ لم يكن من المعتاد أن تجري واشنطن حوارًا مباشرًا مع حماس، التي تصنفها كحركة “إرهابية”.
لكن التحدي الأكبر يكمن في مدى قدرة الطرفين على التوصل إلى تفاهمات تحقق الحد الأدنى من مطالب كل جانب. فبينما تسعى الولايات المتحدة إلى إطلاق سراح رهائنها، تصر حماس على ضرورة تحقيق مكاسب سياسية حقيقية.
هل نشهد اتفاقًا غير مسبوق؟
مع استمرار المحادثات، يبقى السؤال الأهم: هل سينجح الطرفان في التوصل إلى اتفاق يحقق مصالحهما، أم أن هذه الجولات ستنتهي دون نتائج ملموسة؟
المرحلة القادمة ستكون حاسمة، خصوصًا في ظل الضغوط الإسرائيلية المتزايدة والمخاوف من اندلاع مواجهة جديدة في غزة. وفي حال نجاح هذه المفاوضات، فقد يكون ذلك مقدمة لتحولات أوسع في العلاقة بين واشنطن وحماس، وهو ما قد يعيد رسم المشهد السياسي في المنطقة.
اقرأ كذلك: من يدير حماس وكتائب القسام بعد اغتيال كبار القادة؟
