نادي أنطاليا سبور التركي يطالب لاعبًا إسرائيليًا بسداد 400 ألف يورو
الخلافات المتصاعدة بين أنطاليا سبور ولاعبه السابق الإسرائيلي: مطالب مالية واتهامات بالتحريض على الكراهية تُشعل الجدل في الأوساط الرياضية التركية
استمرار الخلاف بين نادي أنطاليا سبور التركي ولاعبه الإسرائيلي حول 400 ألف يورو لا تزال التوترات قائمة بين نادي أنطاليا سبور التركي ولاعبه السابق الإسرائيلي ساجيف جيهزكيل، وسط جدل واسع أثارته تصريحات وتصرفات اللاعب. ووفقًا لموقع “واي نت نيوز” (ynetnews)، القضية تتعلق بمطالبة النادي التركي بتعويض مالي من اللاعب، بقيمة 400 ألف يورو، بسبب خلافات تتعلق بخرق بنود العقد المبرم بينهما.
خلفية القضية
القصة بدأت أثناء مباراة بالدوري التركي الممتاز في الموسم الماضي، عندما واجه أنطاليا سبور فريق طرابزون سبور. سجل جيهزكيل هدفًا لصالح أنطاليا سبور، واحتفل به بطريقة أثارت جدلًا كبيرًا داخل تركيا وخارجها. كتب اللاعب عبارة “100 يوم، 7.10” على معصمه بجانب شعار نجمة داود اليهودية.
وفقًا لمصادر إعلامية، كان الهدف من الرسالة الإشارة إلى هجوم المقاومة الفلسطينية حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي. هذا التصرف أدى إلى استياء كبير في الأوساط الرياضية والسياسية داخل تركيا، حيث اعتُبر استفزازيًا ويتعارض مع الحساسيات الثقافية والسياسية للبلاد.
مطالبات أنطاليا سبور
نادي أنطاليا سبور أكد أن تصرف اللاعب خالف شروط العقد بين الطرفين، وألحق أضرارًا مالية ومعنوية بالنادي. وأوضح النادي أن تصرف جيهزكيل ساهم في خلق بيئة عدائية داخل النادي، مما أدى في النهاية إلى الاستغناء عن خدماته. بناءً على ذلك، يطالب النادي اللاعب بتعويض مالي بقيمة 400 ألف يورو.
قرار الفيفا ورد فعل النادي
الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) تدخل في القضية وأصدر قرارًا يلزم نادي أنطاليا سبور بدفع مبلغ 100 ألف يورو للاعب جيهزكيل كتعويض. ورغم هذا القرار، أبدى النادي التركي اعتراضه عليه، مؤكدًا عزمه على استئناف الحكم أمام محكمة التحكيم الرياضية (CAS).
اعتقال اللاعب وتداعيات الحادثة
في يناير/كانون الثاني الماضي، تصاعدت القضية عندما اعتقلت الشرطة التركية اللاعب بتهمة “تحريض الناس على الكراهية والعداء”. كان السبب وراء هذا الاتهام يتعلق بالرسالة التي كتبها جيهزكيل على معصمه. إلا أن السلطات أفرجت عنه لاحقًا بعد تحقيق قصير، دون توجيه اتهامات إضافية.
في تصريحاته للإعلام التركي، حاول جيهزكيل الدفاع عن نفسه، مؤكدًا أنه لم يقصد التحريض أو إثارة الاستفزاز. قال اللاعب: “لم أتصرف بهدف استفزاز أو تحريض أحد. أنا لست مؤيدًا للحروب”.
توترات إضافية مع لاعبين إسرائيليين
هذه الحادثة ليست الوحيدة التي شهدتها الساحة الرياضية التركية مؤخرًا. في سياق منفصل، أعلن نادي باشاك شهير، أحد أندية الدوري التركي الممتاز، عن اتخاذ إجراءات تأديبية ضد لاعب خط الوسط الإسرائيلي إيدن كارتسيف.
وفقًا لما نقلته وسائل الإعلام الرسمية، جاء هذا القرار بعد منشور على وسائل التواصل الاجتماعي اعتُبر مسيئًا و”مضرًا بالقيم الحساسة” في تركيا. أُحتجز كارتسيف لفترة وجيزة يوم الاثنين الماضي للتحقيق في الواقعة، ثم أُفرج عنه بعد استكمال الإجراءات القانونية.
تأثير القضايا على العلاقات الرياضية
القضايا المرتبطة بلاعبين إسرائيليين في الأندية التركية أصبحت نقطة خلاف متكررة، مما يضع ضغطًا إضافيًا على العلاقات الرياضية بين الطرفين. هذه التوترات تتزايد في ظل الأوضاع السياسية الراهنة والحساسيات الثقافية، حيث يُتوقع من اللاعبين الأجانب احترام القيم والمعايير المحلية للدول التي يلعبون فيها.
الجانب القانوني والتأثير المستقبلي
القضايا القانونية بين اللاعبين وأنديتهم تسلط الضوء على أهمية الوضوح في بنود العقود الرياضية، خاصةً في ظل التصعيد السياسي والثقافي الذي قد يؤثر على الرياضة. من المتوقع أن تسهم محكمة التحكيم الرياضية في تقديم حكم نهائي بشأن القضية، ولكن الخلافات تعكس الحاجة إلى سياسات واضحة تمنع استغلال الرياضة كمنصة للصراعات السياسية.
مستقبل اللاعب ونادي أنطاليا سبور
رغم التحديات، يبقى مستقبل جيهزكيل في الملاعب رهنًا بتطورات هذه القضية. يلعب حاليًا في صفوف مكابي تل أبيب، ويبدو أنه يحاول الابتعاد عن أي مواقف مثيرة للجدل. من جهته، يركز نادي أنطاليا سبور على استعادة حقوقه القانونية والمالية في القضية.
تعد هذه القضية مثالًا على التداخل بين الرياضة والسياسة، حيث أصبحت الملاعب مسرحًا للتعبير عن المواقف الشخصية والسياسية. تبقى الحاجة ملحة لفصل الرياضة عن السياسة وتعزيز قيم الاحترام والتفاهم بين الثقافات المختلفة.
اقرأ كذلك :نيمار لاعب الهلال السعودي يمتلك عقارات تقدر بعشرات ملايين الدولارات