لماذا تقوم ألمانيا بفتح مخازنها لتزويد إسرائيل بالأسلحة؟ تفسير من قبل خبير عسكري
تحديات متزايدة وتوجهات سياسية جديدة: تأملات في الأمن القومي الإسرائيلي وتغيرات في السياسة الألمانية

قال الخبير العسكري والإستراتيجي في مركز راسام للدراسات، حاتم الفلاحي. إن قرار ألمانيا بفتح مخازنها لتزويد إسرائيل بالأسلحة يأتي كرد فعل على الاتهامات التي وجهت لألمانيا بالتخاذل في دعم أوكرانيا وتاريخها الهولوكوستي الثقيل. وتسعى ألمانيا من خلال هذا القرار إلى إثبات تغييرها.
وأشار الفلاحي في تصريحاته إلى أن مبيعات الأسلحة الألمانية لإسرائيل قفزت إلى مستويات قياسية بعد عملية طوفان الأقصى في أكتوبر 2023.حيث بلغت عشرة أضعاف الصادرات السابقة لنفس العام، وبلغت قيمتها بعد نهاية الحرب حوالي 323 مليون دولار.
يذكر أن مجلة دير شبيغل الألمانية أفادت في تقريرها أمس بأن الحكومة الألمانية تنظر في تسليم قذائف مدفعية لإسرائيل لدعمها في مواجهة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الحرب المستمرة في قطاع غزة منذ أكثر من 100 يوم. وأشار التقرير إلى أن صناعة الأسلحة الألمانية لا تستطيع توفير الذخائر دقيقة التوجيه بسرعة. مما دفع السلطات الألمانية إلى النظر في إرسال ذخائر من مخزونات الجيش الألماني لتلبية احتياجات إسرائيل بسرعة.
إسرائيل تبحث عن دعم متسارع لمواجهة التحديات: تحليل خبير عسكري
فيما يتعلق بطلب إسرائيل الأخير للحصول على كميات كبيرة من القذائف. أشار الخبير العسكري إلى أن هذا الطلب ليس الأول من نوعه الذي تقدمت به إسرائيل. فسابقاً. كانت قد طلبت ما يقرب من 45 ألف قذيفة من الولايات المتحدة، إلا أن واشنطن لم توافق على توريد إلا 14 ألف قذيفة فقط، مما أثار تساؤلات حول الحاجة الملحة لهذا النوع من الأسلحة في إسرائيل، والذي يتم استخدامه بشكل كبير في ساحات المعركة. وبالتالي، يتضح أن الوضع الحالي في قطاع غزة يشير إلى تصاعد التوترات.
ويجدر بالذكر أن هذا النوع من القذائف مخصص للاستخدام في الدبابات. ومن المعروف أن ألمانيا قامت بتوريد كميات كبيرة من هذه الأنواع إلى أوكرانيا في الفترة الأخيرة. ولذلك قد لا تكون لديها الكمية الكافية لتلبية احتياجات إسرائيل. وهذا يشير إلى أهمية قرار ألمانيا بفتح مخازنها لتلبية هذا الطلب الإسرائيلي بأسرع وقت ممكن. وفقًا لتقديرات الخبير العسكري.
إسرائيل تشعر بإلحاح ملح بالحصول على الأسلحة: تحليل إستراتيجي
الدافع وراء إلحاح إسرائيل للحصول على هذا النوع من القذائف يعود إلى تصاعد التهديدات التي تواجهها في الوقت الحالي. يقول الخبير الإستراتيجي إن إسرائيل تجد نفسها محاصرة من جبهات متعددة، فمن جهة تخوض معارك عنيفة في قطاع غزة. وهذا السلاح ضروري للاستمرار في مواجهة التحديات ولتحقيق الأهداف التي دفعت بها لإطلاق العمليات العسكرية في تلك المنطقة.
وفيما بعد، تأتي الجبهة الشمالية مع لبنان، حيث اتسعت دائرة التوترات بشكل كبير. خاصة بعد عمليتي اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، صالح العاروري. في الضاحية الجنوبية لبيروت في بداية الشهر الحالي، بالإضافة إلى اغتيال وسام طويل، قائد وحدة الرضوان في حزب الله. هذه الأحداث دفعت حزب الله لتصعيد عملياته، مما يجعل إسرائيل تواجه احتمالات دخولها في حروب جديدة في المنطقة. وهذا السيناريو يتطلب وجود كميات كبيرة من الأسلحة التي قد لا تكون متاحة بشكل كافي لإسرائيل في الوقت الحالي.
تحديات متعددة تهدد الأمن القومي الإسرائيلي وتغيير في السياسة الألمانية
بالإضافة إلى التحديات الداخلية التي تواجه إسرائيل في الضفة الغربية. تجد نفسها أيضًا مهددة بسبب تصاعد التوترات على العديد من الجبهات. هذا التعدد في الجبهات يشكل تهديدًا كبيرًا للأمن القومي الإسرائيلي. وبالتالي. تولي إسرائيل اهتمامًا كبيرًا لاحتمالات تصاعد النزاع في المستقبل. خاصة مع نضوب المخزون الإستراتيجي للأسلحة بشكل كبير نتيجة للاستخدام المكثف لهذه الأسلحة في قطاع غزة.
وفي ختام حديثه، أشار حاتم الفلاحي إلى وجود تغيير واضح في السياسة الألمانية. في الماضي. كانت ألمانيا تتميز بتحفظها فيما يتعلق بمسألة استخدام الأسلحة الألمانية أو توريدها إلى أطراف مشاركة في حروب أو نزاعات. ومع ذلك، فقد سمحت ألمانيا لإسرائيل باستخدام طائراتها المسيرة من نوع “هيروم بي تي” في النزاع الحالي “من أجل الدفاع عن نفسها”، وهذا يمثل تغييرًا ملحوظًا في موقفها السياسي.
اقرأ كذلك: تصاعد الأوضاع في غزة: تضاءل الدعم الدولي وتحول الاهتمام العربي … خطوة نحو التصحيح