تأملات في بداية خلق الملائكة
الملائكة لا يعصون الله تعالى، ويفعلوا ما يأمرهم الله به، فمنهم حملة العرش، وخزنة للجنة. وخزنة النار، فلا يحصيهم سوا الله تعالي.
متى خُلِقت الملائكة؟
قال تعالى في كتابه الكريم: “وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة” [البقرة:30]. مما يدل على خلق الملائكة قبل الإنسان.
مما خلقوا ؟
عن عائشة رضي الله عنها قالت: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:” خلقت الملائكة من نور. وخلق الجان من مارج من نار، وخلق أدم مما وصف لكم” ولا يجب الخوض في ماهية هذا النور. فهذا النور مخلوق أيضا ليس من ذات الله سبحانه وتعالى، كما ورد في بعض الآثار أنهم خلقوا من نور العزة، أو نور الصدر والذراعين. أو نور العرش وكل هذه الروايات مغلوطة.
صفات الملائكة
قال تعالى:” يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودُها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون”. عظم خلقهم، فهم لا يعصون الله سبحانه وتعالى.
وقد جاء في القرآن والسنة، وصف لجبريل عليه السلام، ووصف لأحد حملة العرش.
فقال الله سبحانه وتعالى في وصف جبريل عليه السلام:” إنه لقول رسول كريم. ذي قوة عند ذي العرش مكين” فيما معناه أنه شديد الخلق والبطش والفعل، وله مكانه عند الله ومنزلة رفيعة. كما أن له ستمائة جناح.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في وصف جبريل عليه السلام:” رأيته منهبطًا من السماء سادا عظم خلقه ما بين السماء والأرض”
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حملة العرش:” أذن لي أن أحدث عن أحد حملة العرش. ما بين شحمة أذنه وعاتقه مسيرة سبعمائة عام”. فقال الله سبحانه وتعالى:” الحمد لله فاطر السماوات والأرض جاعل الملائكة رسلًا أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء إن الله على كل شيء قدير” فقد دل ذا أن لهم أجنحة. عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: رأى جبريل في صورته وله ستمائة جناح، كل جناح منها قد سد الأفق. يسقط من جناحه التهويل من الدر واليواقيت”.
يوصف الملائكة بالذكورة أم بالأنوثة؟
لا يمكن وصفهم بالذكورة أو بالأنوثة على الإطلاق، فنهى الله عن اعتقاد مشركي العرب بأن الملائكة إناث. فقال الله تعالى:” وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا أشهدوا خلقهم وستكتب شهادتهم ويسألون” [الزخرف:19]
ما طعام الملائكة؟
فعندما جاء الملائكة ضيفانًا على إبراهيم في صورة بشر وقدم إليهم الطعام؛ لم يأكلوا منه. فخاف منهم فقالوا له أرسلنا الله إلى يوم لوط. فقال الله تعالى: فلما رأى أيديهم لا تصل إلى ذكرهم وأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف إنا أرسلنا إلى يوم لوط” [هود : 70]
قدرتهم على التشكل بغير أشكالهم؛ فمن ضمن ذلك:
1- جبريل عندما جاء إلى مريم في صورة بشر؛ فقال الله سبحانه وتعالى:” واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكانا شرقية، فاتخذت من دونهم حجابا فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا. قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا، قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا”
2- كما ورد أن جبريل يأتي للنبي في صورة رجل يسأل عن أمور الدين؛ عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم. إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثر السفر. ولا يعرفه منا أحد، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان والإسلام والإحسان. وعلامات الساعة، ثم قال صلى الله عليه وسلم: هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم”
3- وقد تنزل الملائكة عند سماع القرآن في مثل الظلة فيها أمثال السرج. عرجت في الجو ما أراها؛ فقال الرسول صلى الله:” اقرأ يا ابن حضير، تلك الملائكة كانت تستمع لك، ولو قرأت لأصبحت يراها الناس ما تستتر منهم”
ما عدد الملائكة ؟
الملائكة خلق كثير لا يحصيهم إلا الله: فمنهم حملة العرش، ومنهم خزنة الجنة، وخزنة النار، والحفظة والكتبة، وملائكة في السماء، وملائكة في الأرض، فأعلمنا الله ببعض منهم مثل:
1- جبريل عليه السلام وهو الموكل بالوحي إلى الأنبياء والرسل.
2- ميكائيل عليه السلام وهو الموكل بالقطر والنبات.
3- إسرافيل عليه السلام وهو الموكل بالنفخ في الصور، فينفخ النفخة الأولى، وهي نفخة الصعق، والنفخة الثانية هي نفخة البعث.
4- مالك خازن النار، ووكله الله بالنار
5- رضوان، خازن الجنة، ووكله الله بالجنة.
6- ملك الموت الموكل بقبض الأرواح عند الموت.
7- الملائكة الموكلون بحفظ بني آدم وكتابة أقوالهم وأعمالهم.
8- الموكلون بالأجنة في الأرحام، يكتبون بأمر الله رزق الإنسان وعمله وأجله وشقي أو سعيد.
7- الموكلون بسؤال الميت في قبره، فهم أزرقان أفرقان، لهما أنياب، وأشكال مزعجة، وأصوات مفزعة، أجرنا الله من عذاب القبر.