أعياد غير المسلمين وحكم المشاركة فيها كالكريسماس وغيرها
الصراع بين الحق والباطل هو جزء لا يتجزأ من وجودنا في هذه الدنيا. يستمر هذا الصراع طوال الزمن. ويشمل اتباع بعض الفئات من أمة محمد صلى الله عليه وسلم الباطل في مختلف أنحاء العالم. بما في ذلك اليهود والنصارى والمجوس وعباد الأوثان وغيرهم. وعلى الجانب الآخر. يبقى بعض الأفراد والجماعات ملتزمين بالحق رغم مواجهتهم للضغوط والمضايقات. كل هذا يعكس قوانين كونية مقدرة ومكتوبة.
رغم وجود هذا الصراع، فإنه يجب على المسلمين أن يظلوا ثابتين على دينهم مهما زاد عدد الزائغين والمنحرفين. الرسول صلى الله عليه وسلم حذرنا من الانحراف عن الحق وأمرنا بالثبات عليه. وقد أشار إلى أن الشخص السعيد هو من يظل ثابتًا على الحق حتى وإن تغيرت الظروف.
تزداد التحديات في العصر الحديث مع انتشار التغير والتبديل والتنكر لدين محمد صلى الله عليه وسلم. يتبع بعض المسلمين أعداء الإسلام في بعض طقوس دينهم تحت مظاهر التقدم والحضارة والتعايش السلمي. هذا يتضمن أيضًا المشاركة في أعياد دينية غير إسلامية.
من بين الأعياد التي يمكن أن يشارك فيها بعض المسلمين هي أعياد الكفار. مثل عيد ميلاد المسيح وعيد رأس السنة الميلادية. ينبغي على المسلمين أن يتفهموا خطورة المشاركة في هذه الأعياد. حيث يمكن أن يكون ذلك مشاركة في شعائر دين الآخرين وتعزيزها. الشارع الإسلامي يجب أن يكون على دراية بأنواع هذه الأعياد وشعائرها لتجنبها وللتحذير منها.
لماذا يجب علينا معرفة أعياد الكفار؟
غالباً ما يتم الاتفاق على أن المسلمين لا يحتاجون إلى معرفة تفاصيل حياة الكفار أو شعائرهم. ما لم يكن هناك دعوة إلى الإسلام. ومع ذلك، قد تكون هناك حالات يجب فيها على المسلمين معرفة تلك الشعائر الكفرية. وذلك لتجنب الانخراط فيها أو الوقوع فيها بالخطأ.
تزداد حاجة المسلمين إلى معرفة أعياد الكفار في العصر الحديث بسبب زيادة مستوى الاختلاط بينهم وبين غير المسلمين. سواء كان ذلك بسبب السفر للدراسة أو العمل أو السياحة. في بعض الأحيان. يمكن أن يتأثر المسلمون بشعائر الكفار ويبدأون في محاكاتهم فيها.
تزيد خطورة معرفة أعياد الكفار في العصر الحديث بسبب وسائل الإعلام والانتشار الواسع للمعلومات. يمكن لوسائل الإعلام نقل شعائر الكفار إلى المسلمين بكل سهولة، وقد تصبح هذه الشعائر مشهورة بفضل وسائل الإعلام.
بعض الأعياد التي كانت تعتبر شخصية أصبحت في العصر الحاضر مواضيع لاجتماعات عامة تشارك فيها شرائح كبيرة من المجتمع. يمكن للمسلمين أن يشاركوا في هذه الاجتماعات دون أن يدركوا أنها تمثل شعائراً دينية كفرية.
المعرفة بأعياد الكفار تصبح ضرورية للمسلمين من أجل الحذر والتوعية. يجب على المسلمين أن يعرفوا الشر ليتجنبوه ويحترسوا من الوقوع فيه. الحذر من المعرفة بأعياد الكفار يساعد على الحفاظ على عقيدتهم وإيمانهم.
المسلمون يجب أن يكونوا على دراية بشعائر الكفار لمواجهة الدعايات والدعاوى التي تهدف إلى تشويه الإسلام وترويج أفكار منحرفة. من خلال معرفتهم بأعياد الكفار، يمكن للمسلمين إبطاء هذه الدعايات والكشف عن أوهامها.
أعياد الفراعنة واليونانيين: تاريخ وتأثير على المجتمعات الحالية
أحد أهم الأعياد التي كانت تحتفل بها الفرقة الفرعونية القديمة هو “عيد شم النسيم”. كان هذا العيد مرتبطًا بتقديس بعض الأيام بتفاؤل أو تزلفًا إلى الآلهة التي كانوا يعبدونها بجوار الله. وفي هذا العيد. كانت تشهد المزارع والخلوات تجمعات كبيرة من الأشخاص الذين كانوا يمارسون السلوكيات الفاسدة مثل الزنا وشرب المسكرات. وكان هؤلاء الأشخاص يعتقدون أن في هذا اليوم يسمح لهم بفعل كل أنواع الخبائث.
وكان لدى الفراعنة بعض العادات والخرافات في هذا العيد، مثل وضع البصل تحت رأس النائم وتعليقه على الأبواب معتقدين أن ذلك يمكن أن يبعد عنهم الكسل والوخم. وعلى الرغم من أن هذه العادات لها جذور قديمة. إلا أن بعضها ما زال يُمارسه بعض الأقباط في مصر ويشارك فيها بعض المسلمين.
في اليونان القديمة، كانت هناك العديد من الأعياد المرتبطة بشعائر دينهم الوثني الذي كان يعتمد على تعدد الآلهة. كانت هذه الأعياد تحمل صبغة وطنية وقومية وكانت تشمل فحشًا وعهرًا وسكرًا. حيث كانوا يسمحون لأنفسهم بالمشاركة في سلوكيات حيوانية.
أحد أهم أعياد اليونان كان “عيد الأولمبياد”، وكان يُقام في إليس كل أربع سنوات. كان هذا العيد يحمل صبغة وطنية قوية وكان يجمع بين الشباب والكهول والنساء. ولا يزال الأولمبياد حتى يومنا هذا تقليدًا رياضيًا عالميًا.
على الرغم من مرور العصور، إلا أن بعض هذه الاحتفالات لا تزال مستمرة في مجتمعاتنا الحالية. فعلى سبيل المثال. الألعاب الأولمبية تستمر في الاحتفال بها وتنظيمها بوجود مشاركة دولية كبيرة. ومع ذلك، يجهل العديد من المشاركين في هذه الألعاب الأصول التاريخية لهذا العيد وتراثه الوثني.
أعياد الرومان وتأثيرها على الاحتفالات الحالية
الرومان كانوا من الأمم الأولى التي احتفلت بالعديد من الأعياد، حيث كان لديهم أكثر من مائة يوم مقدس يُعتبرونها أعياداً. بعض هذه الأعياد كانت مخصصة لتقديس الموتى وأرواح العالم السفلي. وكانوا يعتقدون أنها تساعد في استرخاء الموتى وتهدئة غضبهم.
بعد اليونان، سادت الإمبراطورية الرومانية وارتبطت بشعائر وعادات اليونان. استمرارية هذه الثقافة والاحتفالات أثرت على العديد من العادات والتقاليد في العالم الغربي.
أحد أشهر أعياد الرومان هو “عيد الحب” الذي يحتفلون به في 14 فبراير. هذا العيد يعكس مفهوم الحب الإلهي في ديانتهم الوثنية. وبدأ هذا العيد قبل قرون عديدة في فترة كانت الوثنية سائدة في روما. ورغم أنه كان عيداً وثنياً في الأصل، إلا أنه تحول بمرور الوقت إلى مناسبة للاحتفال بالحب والصداقة في العديد من الثقافات.
يبدو أن هذا العيد تطور من مفهوم عيد الحب الروماني. إنه عيد الزوجين أو الصديقين المتحابين ويحتفل به في يوم ذكرى زواجهما أو في يوم خاص بينهما. انتقلت هذه العادة إلى بعض المجتمعات الإسلامية بسبب التأثر بالثقافة الغربية.
تعرف على أهم أعياد اليهود ومعانيها
عيد رأس السنة العبرية (هيشا)
أحد أهم أعياد اليهود هو عيد رأس السنة العبرية الذي يأتي في الأول من تشرين الأول. يعتقدون أنه في هذا اليوم تم فداء الذبيح إسحاق، وهو عيد يشبه عيد الأضحى لدى المسلمين.
عيد صوماريا والغفران
يعتبر عيد صوماريا أو الكيبور هو يوم الغفران عند اليهود.
عيد المظلل أو عيد صوم مريم العذراء
يأتي يوم 15 تشرين حيث يظللون أنفسهم بأغصان الشجر في هذا العيد، ويعرف أيضاً باسم “عيد صوم مريم العذراء”.
عيد الفطير (عيد الفصح)
يحتفلون به في 15 نيسان ليذكروا هروب بني إسرائيل من الاستعباد في مصر. يستمر الاحتفال لثمانية أيام ويأكلون خبزاً غير مخمر.
عيد الأسابيع (العنصرة)
في هذا اليوم، يعتقدون أن الله تكلم موسى.
يوم التكفير في الشهر العاشر
تسمى هذه الأيام أيام التوبة ويقوم الأفراد بالتعبد والصيام لتكفير ذنوبهم.
الاحتفال بالهلال الجديد
كانوا يحتفلون بميلاد كل هلال جديد بتنفيخ الأبواق وإشعال النيران في بيت المقدس.
عيد اليوبيل
عيد اليوبيل المنصوص عليه في سِفْر اللاويين يحتفل به أيضًا.
بجانب هذه الأعياد، هناك أعياد أخرى في تقاليد اليهود مثل عيد الفوز (البوريم) وعيد الحنكة وعيد التبريك.
تعرف على أهم أعياد النصارى وتقاليدهم
عيد القيامة (عيد الفصح)
أحد أهم الأعياد السنوية للنصارى هو عيد القيامة، الذي يأتي بعد الصوم الكبير الذي يستمر لمدة أربعين يوماً. يُحتفل في هذا العيد بقيام المسيح بعد صلبه، ويتضمن عددًا من الطقوس والأحداث المهمة.
يتضمن عيد الفصح عددًا من الأحداث المهمة في التقاليد النصرانية، منها بداية الصوم الكبير، وبالأخص يوم أربعاء الرماد. ثم يأتي يوم العنصرة الذي يأتي بعد خمسين يومًا من الصوم. وهناك أسبوع الآلام ويشير إلى الأحداث التي أدت إلى موت المسيح. ثم يأتي يوم الأحد الذي يسبق عيد الفصح ويشير إلى دخول المسيح بيت المقدس. وهناك خميس العهد أو الصعود ويشير إلى العشاء الأخير للمسيح واعتقاله وسجنه. ويتبع ذلك الجمعة الحزينة التي تذكر موت المسيح على الصليب. يليها سبت النور الذي يسبق عيد الفصح، ويشير إلى موت المسيح ويُعد يوم الانتظار لقيام المسيح.
كذلك تتضمن تقاليد عديدة في هذه الأعياد، بما في ذلك جمع ورق الشجر واستخدامه في الاحتفالات. وتنقيع الورق والاكتحال به. وكان لهم أيضاً تقاليد أخرى مثل استخدام الماء في الاحتفالات والاعتقاد بأنه له تأثير شفائي. يعتبرون يوم الفصح يوم الفطر بعد صومهم الكبير. ويرونه ذكرى قيامة المسيح وخلاص آدم من الجحيم ويحتفلون به بعدد من الطقوس.
كما وتمتاز الكنائس الشرقية الأرثوذكسية بتأخير احتفالها بعيد الفصح مقارنةً بباقي النصارى. يُحتفل به في أوائل الربيع ويمتد لمدة فصل كامل من السنة النصرانية.
أعياد ميلاد المسيح وعيد الغطاس في تقاليد النصارى
عيد ميلاد المسيح – عليه السلام – يُحتفل به في يوم 25 ديسمبر لدى معظم النصارى، وفي 29 كيهك لدى الأقباط. يُشكل هذا العيد ذكرى ميلاد المسيح ويُعتبر أحد أهم الأعياد الدينية في التقويم المسيحي. يُحيون هذا اليوم بالعديد من الشعائر والعبادات في الكنائس والأماكن المقدسة. تضم قصة ميلاد المسيح في أناجيلهم الإنجيليين لوقا ومتى. واحتفال به بدأ عام 336 ميلادي. تأثرت هذه الاحتفالات بشعائر وثنية كانت تُقام في أوروبا قبل انتشار المسيحية. ومن أهم تلك الشعائر كانت الاحتفالات بإله الضوء وإله الحصاد. واستمر هذا التأثير حتى أصبح الميلاد من أبرز الاحتفالات السنوية في أوروبا، حيث تمثل الشموع والهدايا جزءًا كبيرًا منه.
انتشرت تقاليد احتفال عيد الميلاد بين بعض المسلمين في مختلف البلدان. حيث يقومون بتبني بعض عادات وشعائر هذا العيد. تجد هدايا البابا نويل والاحتفال بقدومها في المحلات والمتاجر التي يديرها في كثير من الأحيان مسلمون. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
عيد الغطاس هو عيد مسيحي يحتفل به في 19 يناير (أو 11 من شهر طوبة لدى الأقباط)، وله أصول دينية. يعود أصل اسم العيد إلى اللغة اليونانية ويعني “الظهور”، ويشير إلى ظهور الروح القدس عند معمودية المسيح في نهر الأردن. يشهد هذا العيد احتفالات مميزة تتضمن غمس الأطفال في الماء والتوجه إلى النهر. يُذكر أنه في مصر وبعض البلدان. يعتقد المسلمون أن غسلهم في هذا اليوم يمنحهم الشفاء والبركة.
تشمل احتفالات عيد الميلاد لدى النصارى أيضًا تقاليد مثل حرق جذع شجرة عيد الميلاد والاحتفاظ بجزء غير محروق منه. حيث يعتقدون أن هذا العمل يُحقق الحظ الجيد. تلك التقاليد تُمثل جزءًا من تراث متنوع وغني في طقوس عيد الميلاد بين الثقافات والطوائف المسيحية المختلفة.
معنى كلمة “غطاس”
تعود كلمة “غطاس” إلى اللغة اليونانية وتشير إلى الظهور أو الاستعراض. يُستخدم هذا المصطلح في السياق الديني للإشارة إلى ظهور الروح القدس في مراسم معمودية المسيح في نهر الأردن. وهو مصطلح يرتبط بالعقائد والشعائر المسيحية.
عيد رأس السنة الميلادية: تقاليد واعتقادات
تحتل عيد رأس السنة الميلادية مكانة خاصة في هذه الأزمنة، حيث تُحتفل به في الدول النصرانية وبعض الدول الإسلامية. تعكس هذه الاحتفالات التنوع والتواصل الثقافي في عالمنا الحديث، حيث ينتقل الاحتفال بالصوت والصورة الحية عبر العالم. وتكون هذه الاحتفالات عادة محط أنظار وسائل الإعلام والصحف والمجلات. يعيش البعض تلك اللحظات بفرح وسرور. ولكن يجد آخرون نفسهم في مواجهة تحديات أخلاقية ودينية تتعلق بمشاركتهم في هذه الاحتفالات.
لدى النصارى، يُعتقد أن ليلة رأس السنة في 31 ديسمبر تحمل معها باطلات وخرافات تتعارض مع التعاليم الدينية. تُشجع هذه الاعتقادات من قبل الشركات الراغبة في تسويق احتفالات رأس السنة على نطاق واسع. يُعتقد أن من يشرب آخر كأس من الكحول بعد منتصف الليل سيكون محظوظًا. وأن العازبين سيجدون شريك حياتهم في العام الجديد إذا كانوا يحتسون في تلك الليلة. هناك أيضًا اعتقادات بأن دخول المنزل في يوم رأس السنة دون أن يتم تقديم هدية سيجلب الحظ السيء. تشمل تلك الاعتقادات غسل الثياب والصحون يوم رأس السنة لتجنب الشؤم. ويتمسك البعض بإبقاء النار مشتعلة طوال الليل للحفاظ على الحظ السعيد.
بالإضافة إلى احتفالات رأس السنة، لدى النصارى العديد من الأعياد الأخرى التي تمثل أجزاء مختلفة من تراثهم الديني والثقافي. تشمل هذه الأعياد تقاليد متنوعة ، منها ما هو قديم ومنها ما هو محدث. تأخذ هذه الاحتفالات أشكالًا مختلفة في مختلف الكنائس والمذاهب المسيحية. يتفق البروتستانت على بعض الأعياد الرئيسية مثل عيد الفصح والميلاد ورأس السنة والغطاس. ولكن يختلفون في تقديم هذه الاحتفالات وشعائرها ومراسمها.
أعياد الفرس: احتفالاتهم ومعانيها
1 – عيد النيرو: النيروز، كلمة تعني “الجديد”، وهو احتفال فارسي يمتد لستة أيام. خلال الأيام الخمسة الأولى. كان الناس يقضون حاجاتهم، بينما كان اليوم السادس مخصصًا للاحتفال بأنفسهم ومميزينهم، ويعرفونه باسم “النيروز الكبير”. ويعتبرونه أهم احتفالاتهم.
أصول النيروز تشير إلى أن أول من اعتمد عيد النيروز هو الملك حمشيد. ويروى أن هود عليه السلام بعث في زمان حمشيد، وحينها تغيرت الديانة. وعندما تولى حمشيد الحكم. قام بتجديد الدين وتطهيره من الانحرافات، وأقيم الاحتفال بهذا اليوم في السنة الجديدة للدين، وأطلق عليه اسم “النيروز”. وعندما بلغ حمشيد سن السبعمائة سنة دون أن يمرض أو يعاني من أي أمراض، تجبر واستكبر. فصار يجلس على عرش الملك في صورة تمثال له، وبدأ العوام بعبادته. ومن ثم، تطورت هذه العبادة لتصبح عبادة لأصنام. وفيما بعد، هاجمه الضحاك العلواني وقتله.
عيد النيروز الشمسي يُحتفل به في (21 مارس)، وهو يوم رأس السنة الفارسي ويتزامن مع توقف الشمس في السماء. تقوم التقاليد بإشعال النيران في ليلة النيروز ورش الماء في صباحه.
النيروز لدى البهائيين: يحتفل به في (21 مارس) كذلك، ويعتبر اليوم الأخير من صيامهم البالغ 19 يومًا.
النيروز لدى الأقباط: يُعرف عند الأقباط بـ”عيد شم النسيم”، ويمتد لستة أيام تبدأ في (6 إبريل).
2 – عيد المهرجان: كلمة “مهرجان” تأتي من مفردتي “المهر” و”الجان”، وتعني “سلطان الوفاء”. يحتفل به لمدة ستة أيام تنتهي بالمهرجان الكبير في (26 تشرين الأول). و يهدون فيه العطور والمسك والعنبر والعود الهندي والزعفران والكافور.
تشبه المسلمين بالكفار في أعيادهم: التشبه ومفهومه
التشبه هو مصطلح يُستخدم للدلالة على الاقتراب أو المماثلة بين شخصين أو مجموعتين في سلوكهم أو طريقة حياتهم. في اللغة، يمكن وصف التشبه بأنه مثل أو شبيه بشخص آخر. وهو مصطلح يتضمن العديد من الكلمات المرتبطة مثل المماثلة، المحاكاة، والتقليد.
التشبه في الاصطلاح: تعريف ومفهومه
في الاصطلاح، يُعرف التشبه عادة على أنه محاولة للشخص أن يقتدي بسلوك أو مظهر شخص آخر. ويسعى لتكرار ما يفعله هذا الشخص أو التشبه بخصائصه. إنها محاولة لتقليد شخص آخر بطريقة تجعلهم يبدون متشابهين في أحد الجوانب المعينة.
في هذا السياق، يشير المصطلح إلى تشابه المسلمين بالكفار في طريقة الاحتفال بالأعياد. يمكن أن يكون هذا التشبه في الطقوس، والاحتفالات، والعادات التي يتبعها المسلمون خلال أعياد الكفار. وهذا التشبه يمكن أن يشمل التصرف بطريقة تجعلهم يبدون مماثلين للكفار في تلك الأوقات.
حكم التشبه بالكفار
تمثل الحفاظ على الهوية الإسلامية أحد الأسس العظيمة لدين المسلمين. وذلك من خلال الولاء للإسلام وأهله والبراءة من الكفر وأهله. ومن ضمن مبادئ هذه البراءة تميز المسلمين عن أتباع الكفر والاعتزاز بدينهم وفخرهم بإسلامهم. بغض النظر عن قوة أو ضعف المسلمين مقارنة بأتباع الكفر. إنه لا يجوز بأي حال من الأحوال للمسلمين أن يتشابهوا أو يقلدوا أو يقتدوا بأتباع الكفر. بغض النظر عن أي اعتبارات تتعلق بالقوة أو التقدم أو التفوق الحضاري.
الأصل في التميز بالإسلام:
المسلمون يجب أن يحملوا راية الإسلام بفخر ويفتخروا بدينهم في كل الأوقات، حتى إذا كانوا في أوضاع ضعف أو تخلف. القوة والتقدم لأتباع الكفر لا تبرر التشبه بهم أو التقليل من هويتنا الإسلامية. النصوص الشرعية تحرم التشبه بأتباع الكفر وتحذر من تقليدهم سواء كانت المسلمين في حالة قوة أو ضعف.
النصوص الشرعية:
القرآن الكريم والسنة النبوية تحتوي على العديد من النصوص التي تنهى عن التشبه بأتباع الكفر وتحذر من تقليدهم. فمنها قوله تعالى: “ولا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم” [المائدة: 51]. وكذلك قوله تعالى: “لا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات” [آل عمران: 105]. هذه النصوص تجعل من واجب المسلمين أن يتميزوا عن أتباع الكفر وأن يحافظوا على هويتهم الإسلامية.
التحذير من مودة الكفار:
يجب على المسلمين أن يتجنبوا مودة وموالاة أتباع الكفر، وأن يتجنبوا التشبه بهم في مظاهر الحياة. يجب أن يكونوا حذرين من الوقوع في هذا الخطأ، وأن يعيشوا حياتهم وفقًا لتعاليم الإسلام وشرائعه.
صور التشبه بالكفار في أعيادهم
يحتفل الكفار بأعياد متنوعة، سواء كانت دينية تتعلق بأديانهم أو احتفالات اجتماعية تمثل عاداتهم ومناسباتهم. في هذا السياق، يتميز الكفار بتنوع أعيادهم ومناسباتهم التي يحتفلون بها. سنسلط الضوء في هذا النص على صور التشبه بأتباع الكفر في أعيادهم والأساليب التي يمكن أن يقترفها المسلمون بهذا الصدد.
كذلك تشمل أعياد الكفار مجموعة متنوعة من الأحداث والمناسبات. بدءًا من الأعياد الدينية مثل عيد الغطاس والفصح والفطير وعيد ميلاد المسيح عليه السلام وغيرها. وهناك أيضًا الاحتفالات الوطنية والقومية والأحداث الاجتماعية التي يحتفل بها الكفار.
أولاً : المشاركة والنقل في أعياد الكفار:
أحببنا أن نلقي الضوء في هذا النص على مسألة المشاركة في أعياد الكفار ونقلها إلى بلاد المسلمين. يُعتبر هذا الموضوع مهمًا في تفهم كيفية التعامل مع أعياد الآخرين والحفاظ على الهوية الإسلامية. سنتناول فيما يلي مواضيع تتعلق بهذه المسألة:
المشاركة في أعياد الكفار:
يتمثل أحد أوجه التشبه بأعداء الإسلام في المشاركة في احتفالاتهم وأعيادهم. يمكن أن يحدث ذلك إذا احتفلت بعض الطوائف والأقليات غير المسلمة في بلاد المسلمين بأعيادها. وقام بعض المسلمين بالمشاركة فيها. ومن المهم أن نعلم أن هذا التصرف يُعتبر مشابهة للكفار في شعائر دينهم ويمكن أن يكون محرمًا. بالإضافة إلى ذلك، يُحذر من السفر إلى بلدان الكفار بغرض حضور تلك الاحتفالات والمشاركة فيها. سواء كانت دوافع هذا الحضور شهوانية أم استجابة لدعوات الكفار. هذا النوع من المشاركة يمكن أن يؤدي إلى الانخراط في شعائر دينهم ويعرّض للخطر الانتماء الديني.
نقل احتفالات الكفار إلى بلاد المسلمين:
فيما يخص نقل احتفالات الكفار وشعائرهم إلى بلاد المسلمين. فهذا يمكن أن يكون أخطر وأقبح من المشاركة فيها في بلدانهم. فإذا قام بعض المسلمين بحضور أعياد الكفار وأعجبتهم احتفالاتهم، قد يقومون بنقل بعض هذه الاحتفالات والتقاليد إلى بلاد المسلمين. على الرغم من أن هؤلاء المشاركين قد يكونوا غافلين عن وضعهم الديني وقلة علمهم. إلا أن نقل هذه الأعياد يعد انتهاكًا خطيرًا للهوية الإسلامية والقيم الدينية. على سبيل المثال، احتفال برأس السنة الميلادية في بلاد المسلمين يمكن أن يكون تجسيدًا لهذا النوع من التشبه.
ثانياً: الأعياد التي كانت أصلها من شعائر الكفار. ثم تحولت إلى عادات واحتفالات عالمية
في هذا القسم، سنتناول الأعياد التي كانت في الأصل من شعائر الكفار وكيف تحولت إلى أحداث رياضية عالمية. مثل الأولمبياد الذي يعقد في اليونان. في هذا العصر. يُعتبر الأولمبياد تظاهرة رياضية عالمية تشهد مشاركة العديد من الدول، وهناك اثنين من الجوانب المهمة فيما يتعلق به:
1. حضور تنظيماتها ومراسمها وشعائرها في بلاد الكفار: تشمل هذه المشاركة إرسال وفود رياضية من الدول الإسلامية للمشاركة في مختلف الألعاب.
2. نقل هذه الأعياد إلى بلاد المسلمين: بعض الدول الإسلامية تبدي رغبة في تنظيم الألعاب الأولمبية في بلادها.
ومن الهامش لاحظنا أن المشاركة في هذه الأعياد أو تنظيمها تعد محرمة في بلاد المسلمين، وذلك للأسباب التالية:
- أصل هذه الألعاب الأولمبية كان عيدًا وثنيًا في اليونان، وكانت أهم وأعظم عيد عند الأمة اليونانية. ومن ثم ورثه الرومان والنصارى.
- تحمل هذه الألعاب نفس الاسم الذي كانت تعرف به في أيامها كعيد لليونان.
ولا يمكن نفي أصل هذه الألعاب الوثني بالنظر إلى أصلها وتسميتها ودلالتها. وقد أورد الحديث الشريف مثالًا على ذلك حينما سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً نذر أن ينحر إبلا في بوانة. ولكن النبي صلى الله عليه وسلم استفسر عما إذا كانت هذه البوانة كانت تعبد فيها الآلهة أثناء الجاهلية أو كان هناك عيد خاص بهم في تلك المنطقة. وبعدما تبين أن ذلك لم يكن كذلك، نبه النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن نذره ليس مقبولًا في معصية الله.
بناءً على ذلك، يمكن الاعتبار بأن النبي صلى الله عليه وسلم اعتبر هذا النوع من الألعاب عيدًا وثنيًا. وهذا يشير إلى أن تحريم الذبح في مثل هذه البقاع مرتبط بكونها مكانًا لعيد الكفار وأيضًا بكونها مكانًا لشعائرهم الوثنية. وبالتالي. لا يجوز للمسلمين المشاركة في هذه الأعياد الرياضية أو تنظيمها. حيث يمكن اعتبارها عيدًا وثنيًا باعتبار أصلها واسمها وأعمالها. والدليل على ذلك هو الشعلة الأولمبية التي تشكل رمزًا لهذا العيد وتجري في زمانه. وبالتالي، يعتبر المشاركة في هذه الأحداث مشاركة في عيد وثني ينتقل بسبب طلب تنظيمها في بلاد المسلمين.
ثالثًا: الأعياد والأسابيع التي ابتدعها الكفار تنقسم إلى قسمين
في هذا القسم سنتحدث عن الأعياد والأسابيع التي ابتدعها الكفار، ونقسمها إلى قسمين بناءً على أصلها وتصنيفها:
1. الأعياد ذات الأصل الديني والتحول إلى عادات دنيوية:
هذا القسم يشمل الأعياد التي كانت لها أصل ديني لدى الكفار، ثم تحولت إلى عادات ترتبط بمصالح دنيوية. على سبيل المثال، عيد العمال الذي ابتدعه عباد الشجر وأصبح فيما بعد عيدًا وثنيًا لدى الرومان. ثم انتقل إلى الفرنسيين وارتبط بالكنيسة، وأخيرًا تبنته الاشتراكية وأصبح عالميًا ورسميًا في العديد من الدول الإسلامية. تجدر الإشارة إلى أن اعتبار هذه الأعياد عيدًا وتعطيل الأعمال فيها يعتبر حرامًا لأسباب منها:
- كونها عيدًا دينيًا وثنيًا في أصل نشأتها.
- تحديد يوم معين في السنة للاحتفال بها.
- خطر التشبه بالكفار من خلال اعتماد هذه العادات.
2. الأعياد والأسابيع التي ليس لها أصل ديني:
هذا القسم يشمل الأعياد والأسابيع التي ليس لها أصل ديني. مثل يوم الصحة العالمي ويوم مكافحة المخدرات ويوم محو الأمية، وما شابهها من الأيام الجديدة التي لم تكن جزءًا من التقاليد الدينية. في هذا السياق، يمكن تصنيف هذه الأعياد إلى حالتين:
أ. الأعياد ذات الثبوت الزمني:
تشمل هذه الفئة الأيام أو الأسابيع التي تكررت بشكل ثابت في تقويم العالم. مثل عيد البنوك وما شابهه من الأيام الثابتة. ومن المهم ملاحظة أن هذه الأعياد تتسم بثبوت يوم معين في السنة. مما يجعلها تشبه الأعياد من حيث العودة الدورية. ولكن يمكن الجدل حولها فيما يتعلق بالتشابه مع الكفار والمسلمين في الاحتفال بها.
ب. الأعياد غير الثابتة:
هذا النوع يشمل الأعياد والأسابيع التي ليس لها ثبوت زمني معين في التقاويم، وتعتمد على تنظيم أو مصلحة محددة. يمكن تصنيفها على أنها غير ثابتة في الزمن وتختلف حسب التنظيم أو الغرض. يمكن النقاش فيما إذا كانت مشاركة المسلمين في هذه الأعياد تشكل تشبهًا محرمًا أو لا. وهذا يعتمد على عدة عوامل منها عدم ثبوتها في أيام معينة تعود كلما عادت وعدم تسميتها أعيادًا أو احتفالاتًا. ولكن يجب مراعاة المصلحة والضرر في التقديرات المستقبلية بشأن مشاركة المسلمين في هذه الأيام التنظيمية العالمية.
رابعًا: صور التشبه بالكفار فيما يتعلق بأعياد المسلمين
إذ يمكن أن نرصد تغيرًا ملحوظًا في أسلوب الاحتفال بالأعياد وشكلها بين المسلمين في بعض الأقطار. ففي السابق، كانت أعياد المسلمين تميزت بأنها فرصة للتعبير عن شكرهم وتقديرهم لله تعالى. حيث كانت تحمل شعائرها رسالة تدل على تعظيم الله وحمده والامتنان لنعمه. وكان الفرح في هذه الأعياد يكون بسبب نعم الله وليس من خلال استغلال هذه النعم في معصية الله.
وعلى الجانب المقابل، فإن أعياد الكفار تميزت دائمًا بأنها تعظيم لشعائر باطلة وعبادة أوثان لا معنى لها. وغالبًا ما تتضمن استهلاكًا للشهوات والمحرمات.
ومن الأمور المؤسفة، أن بعض المسلمين في بعض الأماكن قد بدأوا في تحويل أعيادهم إلى شبهات تشبه بأعياد الكفار. حيث تجد أن ليالي العيدين تحولت إلى فترات مليئة بالمعازف والغناء والفجور. وتقام حفلات مختلطة لا تليق بالقيم والمبادئ الإسلامية. وهذا التحول يعبر عن بعض المسلمين عن طريقه عن سعادتهم بالعيد. وهو تشابه واضح مع أسلوب الكفار في الاحتفال بأعيادهم بما فيه من فجور ومعصية.
الواجب فيما يتعلق بأعياد الكفار
1: وجوب اجتناب حضور أعياد الكفار
هو موضوع اتفق عليه أهل العلم بشكل عام. وذلك لأنه يتعارض مع مبادئ الإسلام والتشبه بالكفار فيها يعد ممنوعًا. هذا المذهب متبني من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة.
هناك العديد من الأدلة التي تشير إلى تحريم حضور أعياد الكفار. منها النهي عن التشبه بالكفار والاجتماع معهم في شعائرهم. وكانت هناك توجيهات وتعليمات من الصحابة بعدم المشاركة في أعياد الكفار.
قد ورد قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه بأنه لا يجب أن نتعلم عادات الأعاجم ولا ندخل إلى كنائسهم في أيام أعيادهم. وكذلك قال عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما إن من بنى في أرض الكفار وشاركهم في أعيادهم سيكون معهم في يوم القيامة.
يجب أن نفهم أن حضور أعياد الكفار والمشاركة فيها يعكس تشبهًا بأساليبهم وعاداتهم التي لا تتفق مع قيم الإسلام ومبادئه. وبالتالي، ينبغي على المسلمين الابتعاد عن مثل هذه الممارسات والاحتفال بأعيادهم الخاصة بطرق تعبير تتلاءم مع تعاليم دينهم.
2: تجنب موافقة المسلمين لأفعال الكفار
قد يجد بعض المسلمين أنفسهم غير قادرين على حضور أعياد الكفار. ولكنهم قد يميلون إلى ممارسة نشاطات تشبه تلك الأعياد. يجب أن نفهم أن هذا التشبه يعد من الأمور المحرمة والمذمومة في الإسلام.
شيخ الإسلام ابن تيمية أوضح أنه لا يحق للمسلمين أن يتشابهوا مع الكفار في شيء من أمور أعيادهم. سواء كان ذلك في الأكل أو اللباس أو الاحتفالات أو غير ذلك. يجب عليهم أن يحافظوا على تميزهم الإسلامي وعدم المشاركة في شعائر الأعياد الكفرية.
الذهبي أشار إلى أنه عندما يكون للنصارى واليهود أعياد خاصة بهم، يجب أن يكونوا مختصين بها. وأن المسلمين لا ينبغي لهم مشاركتهم في تلك الأعياد بأي شكل من الأشكال.
يُذكر أن بعض المسلمين قد يميلون إلى محاكاة الكفار في أعيادهم، مما يتضمن توسعًا في النفقات وإخراج العائلة. ولكن ينبغي للمسلمين أن يتجنبوا مثل هذا التصرف. وأن يحافظوا على تميزهم الإسلامي وعدم المشاركة في أعمال تشبه تلك الأعياد الكفرية.
3: تجنب ركوب المراكب لحضور أعياد الكفار
فيما يتعلق بتجنب المسلمين للمشاركة في أعياد الكفار. يُشدد على ضرورة تجنب ركوب المراكب التي يستخدمها الكفار لحضور أعيادهم. وهذا الأمر يأتي من مخافة نزول السخطة واللعنة على المسلمين بسبب المشاركة في هذه المراسم الكفرية.
مالك بن أنس أكد على تحريم ركوب المراكب مع الكفار عندما يستخدمونها لحضور أعيادهم. وذلك لمنع السخطة واللعنة من الوقوع على المسلمين بسبب مشاركتهم في هذه الأعياد الكفرية.
ابن القاسم أيضًا أكد هذا التحريم وأوصى بتجنب ركوب المراكب التي يستخدمها النصارى للذهاب إلى أعيادهم. هذا التصرف يأتي من مخافة نزول السخطة على المسلمين بسبب مشاركتهم في شرك الكفار ومشاركتهم في أعيادهم.
4: عدم إعانة المسلم المتشبه بهم في عيدهم
يُجدد التأكيد على عدم مساعدة المسلم المتشبه بالكفار في أعيادهم. وفي هذا السياق. يقول شيخ الإسلام إبن تيمية أنه لا ينبغي للمسلم أن يقدم أو يشارك في أعمال غير معتادة خلال أعياد الكفار. بل يجب أن يتجنب ذلك ويمتنع عن مساعدة أو مشاركة الكفار في تلك الأنشطة.
5: عدم تهنئة المسلمين بأعياد الكفار
تُسلط الضوء على الحكم الشرعي بشأن التهنئة بأعياد الكفار. حيث يُشدد على أن التهنئة بشعائر الكفر المختصة بها تُعتبر حرامًا بالإجماع.
يُستشهد بكلام ابن القيم الجوزية الذي يبين أن التهنئة بأعياد الكفار تُعتبر ممنوعة وأنها تعبر عن القبول والرضا بشعائر الكفر.
يُبين أن هذا النهج يُطبق على جميع المسلمين بغض النظر عما إذا كانوا مشاركين في الأعمال المرتبطة بتلك الأعياد أم لا.
يُشير إلى أن التهنئة بأعياد الكفار تعتبر فعلًا ضارًا ومدمرًا للدين، ويُجب على المسلمين تجنبها وعدم المشاركة فيها.
مسائل مهمة حول التشبه بأعياد الكفار
هل يجوز للمسلم أن يحتفل بطريقة مماثلة للاحتفالات الدينية لغير المسلمين. ولكن يختار تأجيل هذا الاحتفال أو تقديمه بعيدًا عن أيام الاحتفال الرسمية لتجنب التشابه؟
يجب أن نفهم أن هذا الأمر يعد تشابهًا، والتشابه في الشرع الإسلامي يعد أمرًا محرمًا. لأن التشابه يمكن أن يؤدي إلى تبني عادات وتقاليد دينية غير إسلامية. بالنسبة لأيام العيد. فإن تحريمها يشمل الأيام التي يحتفل فيها المسلمون بالأعياد والأماكن التي تُقام فيها الاحتفالات وكل ما يتعلق بالأعمال والأنشطة التي تجري في تلك الأيام.
لذلك، ينبغي على المسلم أن يتجنب إجراء أي نشاط يشبه الاحتفالات الدينية للآخرين في أيام عيدهم. على سبيل المثال، يمكن للبعض أن يمتنعوا عن إقامة فعاليات خاصة في يوم الخميس. الذي يُعتبر في بعض الأديان الأخرى كيوم مهم، مثل عيد القيامة للنصارى. وفي هذه الحالة. يمكن للشخص أن يعدل على الفعاليات ويؤجلها إلى أيام أخرى خلال الأسبوع أو الشهر. بدلاً من الاحتفال في يوم يوجد فيه احتفال للآخرين.
بالإضافة إلى ذلك، ينبغي على المسلمين تجنب استخدام تسميات أو مصطلحات تعبدية ترتبط بأديان أخرى إلا إذا كان ذلك ضروريًا. على سبيل المثال، يجب تجنب استخدام مصطلح “المهرجان” لوصف تجمع أو احتفال كبير. حيث يُستخدم هذا المصطلح في العادة لوصف الأعياد الدينية للفرس. وهذا يعود إلى التحذيرات التي قام به الصحابي علي بن أبي طالب رضي الله عنه من تقليدهم في هذا الشأن.
باختصار، يجب على المسلم أن يكون حذرًا وواعيًا فيما يتعلق بالتشابه مع الاحتفالات الدينية للآخرين واستخدام تسميات ومصطلحات تعبدية ترتبط بأديان أخرى، وينبغي أن يتجنب ذلك إلا إذا كان هناك ضرورة ملحة.
بالنسبة لقبول هدايا الكفار في أعيادهم، هناك مسائل مهمة يجب النظر فيها:
أولاً، تم التأكيد سابقاً على أنه لا يجوز قبول الهدايا في أعيادهم. وذلك لأنه يمكن أن يكون ذلك مساعدة لهم في إحياء باطلهم. وأيضاً لأن قبول هدية من مسلم يحتفل مثل احتفالهم يمكن أن يُفهم على أنه يؤيد تلك الاحتفالات ويوافق عليها. وهذا يعد محرماً.
ثانياً، إذا كانت الهدية من كافر وقدمت في وقت عيدهم، فإن هذا الأمر يحظى بآراء متنوعة في الفقه الإسلامي. يُعتبر في العام أن قبول الهدية في هذه الحالة مثل قبول هدية في أيام أخرى، لأنه لا يشجب فيها على تشبه معهم في الاحتفالات. وهناك اختلاف في الفقهاء حول مسألة قبول هدية الكافر الحربي والذمي.
وبالنسبة لأنواع الهدايا التي يمكن تقديمها في أعيادهم، هناك تفاوت في الرأي الفقهي. يُمكن قبول هدايا مثل الحلوى والفواكه وما شابه ذلك من الأشياء التي لم تُذبح لأجل الاحتفالات الدينية للكفار. وهناك دلائل تشير إلى جواز قبول مثل هذه الهدايا. مثل ما ورد عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وما ذُكر عن امرأة استفسرت من عائشة رضي الله عنها.
أما إذا كانت الهدية تتضمن لحوماً تم ذبحها لأجل عيدهم، فإنه يجب تجنب تناولها. وهذا يعود إلى ما ذكرته عائشة وأبو برزة رضي الله عنهما، ولأنها تمثل تقليداً لشعائر الكفر.
بالنسبة لمسألة صيام أعيادهم، هناك اختلاف في الرأي بين العلماء. بعضهم يرون أنه يجوز صيام أعيادهم كوسيلة لمخالفتهم، ولكن هذا الرأي ضعيف. بينما الرأي الأصح هو أنه لا يجوز تخصيص أعيادهم بالصيام، لأن هذه الأعياد تعتبر مكانة مهمة لديهم. وبالتالي يجب تجنب تخصيصها بالصيام دون سائر الأيام.
المنافقون وأعياد الكفار:
1 – في إحدى الدول العربية، قام حزب البعث الاشتراكي بمحاولة إلغاء عيد الأضحى بحجة الجوع والجفاف. قاموا بوضع لافتات كبيرة تدعو إلى التبرع بقيمة خروف الأضحية من أجل الجوعى والفقراء والعراة. تمت هذه الحملة في مجلة “الاستجابة” في ربيع الثاني عام 6041 هـ. ورغم أن عيد الأضحى مر بسلام وقام المسلمون بتضحياتهم في ذلك البلد. إلا أنه عندما اقترب عيد الميلاد ورأس السنة النصرانيين، بدأت الاستعدادات للاحتفالات. وفي هذا الوقت، شهدنا الاحتفالات الرسمية والحفلات الباهظة والسهرات المميزة. وما لفت الانتباه أكثر هو أن قادة حزب البعث الاشتراكي الذين كانوا يطالبون بإلغاء عيد الأضحى تحولوا إلى محتفلين بأعياد الميلاد النصرانية، دون أن يتذكروا أحوال الجوعى والفقراء والعراة إلا في أعياد المسلمين!
2 – هناك أيضًا كتابة في إحدى الزوايا الأسبوعية بعنوان “تسامح”. تناول الكاتب في هذه المقالة موضوع التسامح ودعا إلى التسامح بمناسبة عيدي الميلاد ورأس السنة النصرانيين. وقد قال إن هذا التسامح يعبر عن الإنسانية والعدالة، وأن التفرقة والعداوة تحدث فقط في حالات الاقتتال. وأيضًا أن الاختلاف في الأديان يعود إلى عدالة الله يوم القيامة. وأن التسامح هو الأسلوب الصحيح للتعايش بين الأديان.
3 – لكن هذه المقالة تثير تساؤلات كبيرة حول تشكيكها في الإسلام وتصحيحها للكفار. ومن ثم، يجدر بنا الانتباه إلى هذه الكلمات ومحاولة فهم الرسالة التي يحاول الكاتب إيصالها. يمكن أن نتساءل إذا كان هذا التسامح الذي يُدعى إليه هو مجرد محاولة للتشكيك في الإسلام وتصحيح الكفار. وهذا يعد أمرًا خطيرًا.
4 – في الحلقة الثالثة من سلسلته التسامحية، يتحدث الكاتب عن موضوعات مثل الإرهاب والتطرف وسفك الدماء. ويتهم أولئك الذين لا يوافقون على فكره بأنهم متطرفون وإرهابيون. وأيضا، يُشير إلى أنه يعتقد بأن هؤلاء الأشخاص يعانون من مشاكل صحية في القلب وضعف في الدين. ويبدو أن هذا التسامح الذي يُطلق عليه يأتي في سياق احتفالات عيدي الميلاد ورأس السنة النصرانيين، ويتجاوز مفهوم التسامح الحقيقي إلى تبرير مشاركة المسلمين في هذه الاحتفالات.
وهذا النوع من التسامح الذي يظهر في هذه المقالة يثير الكثير من التساؤلات حول مدى التزام الكتاب بمبادئ دينهم وقيمهم، وإلى أي مدى يمكن للمسلمين المشاركة في احتفالات تعارض معتقداتهم وقيمهم. كما يثير تساؤلات حول دور الإعلام والصحافة في تشكيل وجهة نظر الجمهور وتوجيههم في قضايا دينية وثقافية حساسة.
ومن الممكن أن يظهر مثل هؤلاء المنتقدين توجيهًا للمسلمين بإشارة إلى فتاوى معممة مُعدة مسبقًا تبرر مشاركتهم في احتفالات غير متوافقة مع معتقداتهم. يُلاحظ أن الصحفيين الذين يروِّجون لهذه الآراء قد يقومون بنشر أقاويل كاذبة بكميات كبيرة لإقناع المسلمين بأن الإسلام يسمح بمشاركتهم في طقوس دينية مخالفة. يُستخدم ذلك كوسيلة لتجنب إثارة مشاعر الكفار وللمحافظة على صورة الإسلام كدين متسامح. وفي الوقت نفسه، يُظهر هذا النوع من التسويق الإعلامي تجاهلًا للتاريخ والحقائق، حيث تعرف القرون الوسطى بالصراعات الدينية التي شهدتها المعمورة، والتي أسفرت عن تسفيك كميات كبيرة من الدماء في حروب عقائدية بين اليهود والنصارى والمسلمين. ومثل هذه الاحتفالات غالبًا تثير التساؤلات حول دور الإعلام والصحافة في توجيه وجهات نظر الجمهور وتوجيههم في قضايا دينية وثقافية حساسة.
اقرأ كذلك : كيفية تحقيق نقاء القلب ليكون مستعدًا للقاء الله؟