دبابات الاحتلال تتوغل في جنين لأول مرة منذ الانتفاضة الثانية
"التوغل العسكري الإسرائيلي في مدينة جنين: تصعيد واسع في الضفة الغربية يشمل دبابات الاحتلال وحظر التجول في قباطية وسط تهجير الفلسطينيين وتدمير المخيمات"
الدبابات الإسرائيلية تتوغل نحو مدينة جنين لأول مرة منذ الانتفاضة الثانية. قالت مصادر مطلعة للجزيرة إن الدبابات الإسرائيلية بدأت بالتقدم نحو مدينة جنين. في خطوة هي الأولى من نوعها منذ الانتفاضة الثانية، في تطور ميداني لافت. ويأتي هذا التوغل العسكري في إطار العمليات الواسعة التي تنفذها القوات الإسرائيلية في مختلف مناطق الضفة الغربية، وقد أوعز وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس. للجيش الإسرائيلي بالاستعداد لــ”بقاء طويل” في المخيمات الفلسطينية المستهدفة في الضفة الغربية.
وبالتوازي مع هذه العمليات العسكرية. فرض جيش الاحتلال حظر تجول على بلدة قباطية في محافظة جنين لمدة 48 ساعة. وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية عن محافظ جنين. كمال أبو الرب. هذا الحظر يهدف إلى تقليص الحركة في البلدة، وتطويق أية تحركات معارضة قد تحدث أثناء الحملة العسكرية.
يأتي هذا التطور في سياق التصعيد العسكري الذي ينفذه الجيش الإسرائيلي في شمال الضفة الغربية للشهر الثاني على التوالي، حيث أسفرت تلك العمليات عن استشهاد وإصابة العشرات من الفلسطينيين. إلى جانب تهجير عشرات الآلاف وتدمير العديد من المنازل والبنية التحتية في المنطقة.
تحركات الدبابات الإسرائيلية حول جنين
أفاد موقع “والا” الإسرائيلي بأنه تم رصد تحركات لدبابات تابعة للجيش الإسرائيلي في محيط مدينة جنين، وهو ما يعكس بدء توغل القوات الإسرائيلية في المدينة بعد فترة من الترقب. وقد أكدت المصادر الفلسطينية أن هذه التحركات تأتي بعد أيام من تصعيد العمليات العسكرية في شمال الضفة الغربية، والتي شهدت هجمات واسعة النطاق في عدة مدن وقرى فلسطينية، بما في ذلك جنين وطولكرم.
وفي السياق ذاته، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة اليامون الواقعة غربي مدينة جنين، وفقاً لتقارير إعلامية فلسطينية. وقد شهدت البلدة مواجهات عنيفة بين القوات الإسرائيلية والمواطنين الفلسطينيين، مما أسفر عن وقوع إصابات في صفوف الفلسطينيين. كما اندلعت اشتباكات عنيفة في منطقة السيلة الحارثية غربي جنين. إثر محاولة الجنود الإسرائيليين اقتحام المنطقة.
العمليات العسكرية في جنين
منذ 21 يناير الماضي، بدأ جيش الاحتلال شن هجوم واسع على مدينة جنين ومخيمها للاجئين، والذي يعتبر واحداً من أوسع الهجمات التي تشهدها المنطقة في الآونة الأخيرة. هذا الهجوم، الذي يركز على القضاء على أي معاقل للمقاومة الفلسطينية في المنطقة، يأتي في وقت حساس بعد أن شهدت المدينة تصاعداً في عمليات المقاومة ضد القوات الإسرائيلية.
وتستهدف العمليات العسكرية الإسرائيلية أساساً المناطق السكنية، إضافة إلى المخيمات الفلسطينية التي تُعد مناطق نفوذ لحركات المقاومة. وتزامن الهجوم مع فرض حظر تجول على العديد من القرى الفلسطينية، ما ساعد في محاصرة المناطق المستهدفة من قبل قوات الاحتلال.
تعزيزات عسكرية في طولكرم
في الوقت ذاته، عززت قوات الاحتلال من وجودها في مدينة طولكرم التي تتعرض لهجوم إسرائيلي مكثف لليوم الثامن والعشرين على التوالي. هذا الهجوم الذي تشنه القوات الإسرائيلية في المدينة يأتي ضمن استراتيجية أوسع تهدف إلى ضرب قدرة المقاومة الفلسطينية على العمل في مختلف أنحاء الضفة الغربية.
وبحسب المصادر الفلسطينية. تم توسيع الحصار على العديد من القرى المحيطة بمدينة طولكرم، مما أدى إلى تفاقم معاناة المدنيين الفلسطينيين، الذين يعانون من نقص في المواد الأساسية وارتفاع في معدلات الإصابات نتيجة للقصف الجوي والمدفعي المكثف.
التوجيهات العسكرية من وزير الدفاع الإسرائيلي
نقل موقع “والا” عن مصادر أمنية أن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس قد طلب من الجيش الإسرائيلي دراسة إمكانية إقامة مواقع ثابتة داخل المخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية. هذه الخطوة تهدف إلى تعزيز السيطرة العسكرية الإسرائيلية على تلك المناطق. ومنع أي هجمات محتملة ضد القوات الإسرائيلية.
وقد تزامن هذا التصريح مع إعلان المتحدث العسكري الإسرائيلي عن نية الجيش توسيع عملياته في شمال الضفة الغربية. وأضاف المتحدث العسكري أن وحدة من الدبابات ستتولى القيام بعمليات هجومية داخل مدينة جنين. وذلك للمرة الأولى منذ عملية “السور الواقي” في عام 2002. وهي عملية عسكرية كانت قد استهدفت تدمير البنية التحتية لحركات المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية.
خطة احتلالية طويلة الأمد
وفي تصريح لاحق. قال وزير الدفاع الإسرائيلي إن الجيش الإسرائيلي استعد لـ”بقاء طويل” في المخيمات المستهدفة في الضفة الغربية. مشيراً إلى أن العمليات العسكرية ستستمر حتى تحقيق أهدافها. وأضاف كاتس أن الجيش الإسرائيلي لن يسمح بعودة الفلسطينيين إلى المخيمات. بل سيعمل على تقويض أي شكل من أشكال المقاومة في تلك المناطق.
وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي أن “الإرهاب” في الضفة الغربية لن يُسمح له بالعودة أو النمو من جديد. مهدداً بمواصلة العمليات العسكرية حتى تدمير البنية التحتية للمقاومة في المنطقة. كما أشار إلى أن العمليات العسكرية ستشمل أيضاً بلدة قباطية. التي بدأت تشهد تصعيداً في الأحداث.
النزوح الفلسطيني وتدمير المخيمات
فيما يتعلق بالوضع الإنساني في المخيمات الفلسطينية، أفاد وزير الدفاع الإسرائيلي بأن نحو 40 ألف فلسطيني قد خرجوا من مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس جراء الهجوم العسكري المستمر. وقد أكد أن هذه المخيمات أصبحت خالية من السكان، فيما توقفت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين عن تقديم خدماتها في تلك المناطق.
يتزامن ذلك مع تدمير العديد من المنازل والبنى التحتية داخل المخيمات. حيث يواجه الفلسطينيون في هذه المناطق صعوبة في الحصول على المواد الأساسية مثل الغذاء والماء، نتيجة للحصار العسكري والإغلاق الكامل للمناطق المستهدفة.
تُظهر هذه العمليات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية تصعيداً خطيراً في الوضع الأمني والإنساني في المنطقة. وقد أسفرت هذه العمليات عن سقوط العشرات من الشهداء والجرحى الفلسطينيين. بالإضافة إلى تهجير آلاف المدنيين وتدمير العديد من المنازل والمرافق الحيوية. ومع استمرار الحملة العسكرية. يبدو أن الوضع في مدينة جنين والمخيمات الفلسطينية قد يتجه نحو مزيد من التصعيد. في ظل التصريحات الإسرائيلية التي تؤكد نية الجيش في توسيع عملياته في المنطقة.
بينما يواجه الفلسطينيون تحديات ضخمة نتيجة لهذا التصعيد العسكري. يبقى المستقبل غير واضح. في ظل غياب أي حلول سياسية أو دبلوماسية من شأنها إنهاء هذه الأزمة.
اقرأ كذلك :إسرائيل تضع شروطًا لإطلاق 600 أسير ومبعوث ترامب ينطلق في مهمة جديدة