نشر موقع أكسيوس الأميركي تقريرًا مفصلًا حول الخطط التي يستعد الرئيس المنتخب دونالد ترامب لتنفيذها في يومه الأول داخل البيت الأبيض، المتوقع أن يكون في يناير/كانون الثاني المقبل. التقرير أوضح أن ترامب يسعى لإطلاق حملة قرارات ذات طابع “الصدمة والترويع” التي تهدف إلى تحديد ملامح سياساته خلال السنوات الأربع المقبلة.
يوم أول “عاصف” في البيت الأبيض
يتوقع أن يكون اليوم الأول لترامب مليئًا بالقرارات التنفيذية الجريئة. وأشار التقرير إلى عزمه إصدار عفو شامل عن أنصاره المتورطين في حادثة اقتحام مبنى الكابيتول في 6 يناير/كانون الثاني 2021. كما ينوي إغلاق الحدود الجنوبية للولايات المتحدة لمواجهة الهجرة غير النظامية.
إلى جانب ذلك، يخطط ترامب لإلغاء أو تقليص العديد من السياسات التي أقرّتها إدارة بايدن، ما سيؤثر بشكل مباشر على قطاعات واسعة من الاقتصاد الأميركي.
محاور رئيسية لوعود ترامب
بحسب تحليل موقع أكسيوس لمئات الخطب والمقابلات التي أدلى بها ترامب، فإن أجندته ليومه الأول تتركز على ثلاثة محاور أساسية:
1. الهجرة والسياسات الحدودية
تعد الهجرة قضية محورية في أجندة ترامب السياسية. فقد تصاعدت عمليات عبور الحدود بشكل ملحوظ خلال فترة إدارة بايدن، وهو ما عزز تركيز ترامب على هذه القضية. من أبرز الخطوات التي يخطط لها:
- منع الرحلات الجوية التي تنقل المهاجرين إلى الولايات المتحدة.
- إعادة العمل بقرار حظر السفر على مواطني بعض الدول ذات الغالبية المسلمة، مع توسيع نطاق هذا الحظر.
- إصدار أمر تنفيذي ينهي حق المواطنة بالميلاد، مما قد يفتح الباب لصدام دستوري حول التعديل الرابع عشر.
2. إرضاء أنصار حركة “ماغا”
يسعى ترامب أيضًا لإشباع تطلعات حركة “لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى” (ماغا) من خلال اتخاذ قرارات تعزز الحروب الثقافية المحافظة. تشمل الأولويات:
- حظر برامج التنوع والشمول في الحكومة الفيدرالية.
- منع المتحولين جنسيًا من المشاركة في الرياضات النسائية.
- تبني سياسات تعزز القيم التقليدية التي تروق لأنصاره المحافظين.
3. الشركات الكبرى والاقتصاد
يركز المحور الثالث على تعزيز ثقة الشركات الكبرى والمستثمرين في سياساته. يخطط ترامب لاتخاذ خطوات جذرية لدعم قطاع الأعمال:
- إلغاء 10 لوائح تنظيمية مقابل كل لائحة جديدة أقرتها إدارة بايدن.
- تسريع إصدار تصاريح التنقيب والتكسير الهيدروليكي.
- خفض أسعار الطاقة بنسبة 50% خلال عام واحد.
استهداف سياسات بايدن المناخية
ينوي ترامب إلغاء الدعم المقدم للسيارات الكهربائية والتراجع عن معايير الانبعاثات التي فرضتها إدارة بايدن. كما يسعى للحد من توظيف السياسات المؤثرة سلبًا على شركات صناعة السيارات.
فرض عقوبات على إيران
جزء من خطط ترامب يشمل فرض عقوبات مشددة على إيران. بالإضافة إلى ذلك، فإنه يعتزم وضع عقوبات جنائية على الإدارات المستقبلية التي قد تختار فتح الحدود الأميركية.
سياسات حمائية جديدة
يتجه ترامب نحو تبني سياسات تجارية “حمائية” من خلال فرض تعريفات جمركية شاملة على شركاء الولايات المتحدة التجاريين. هذه الخطوة قد تثير جدلًا دوليًا، لكنها تتماشى مع رؤيته لتعزيز الصناعة الأميركية.
وعود تواجه عقبات قانونية
على الرغم من كثرة الوعود التي أطلقها ترامب، يشير التقرير إلى أن العديد منها يتطلب موافقة الكونغرس، وهو ما قد يمثل تحديًا أمام تنفيذها. كما أن بعضها يتضمن مبالغات، وهو ما اعترف به ترامب نفسه خلال تصريحات سابقة.
تحديات تحقيق السلام في أوكرانيا
فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، خفف ترامب من حدة وعده السابق بإنهاء الصراع بين روسيا وأوكرانيا خلال 24 ساعة من توليه المنصب. في تصريح حديث، أقر بأن السلام في أوكرانيا قد يكون أكثر صعوبة من حل الصراع بين إسرائيل وحركة حماس.
رؤية ترامب للأربع سنوات المقبلة
مع التركيز على هذه المحاور، يسعى ترامب لتقديم نفسه كقائد يعيد رسم السياسات الأميركية داخليًا وخارجيًا. يومه الأول يمثل بداية حملته لتحقيق التغيير الذي وعد به أنصاره، لكن تحقيق هذه الوعود يواجه تحديات قانونية وسياسية قد تؤثر على مدى نجاحه في تنفيذها.
يعكس التقرير استعداد ترامب للعودة إلى البيت الأبيض بسياسات حازمة تهدف إلى تغيير قواعد اللعبة. قراراته في يومه الأول تهدف لإحداث صدمة سياسية واقتصادية، مع التركيز على الهجرة، الحروب الثقافية، ودعم قطاع الأعمال. لكن نجاحه في تنفيذ هذه الأجندة يعتمد على مدى تجاوب المؤسسات السياسية والقانونية في الولايات المتحدة مع هذه التحركات الجريئة.
اقرأ كذلك: ابراهيم قالن: مايسترو الاستخبارات التركية ودوره المحوري في التحولات الإقليمية
