مقارنة شاملة بين كيليان مبابي وكريستيانو رونالدو بعد 75 مباراة مع ريال مدريد
من مبابي إلى رونالدو: تحليل الأداء التهديفي والأرقام القياسية في ريال مدريد
منذ وصول كيليان مبابي إلى ملعب سانتياغو برنابيو، أثبت نفسه سريعًا كلاعب مؤثر في الفريق. سجل الفرنسي أهدافًا أكثر من أي لاعب آخر في الفريق، وأصبح اللاعب الأبرز في التشكيلة الأساسية لريال مدريد. هذا الأداء اللافت دفع النقاد والجماهير على حد سواء لمقارنته بالبرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي يعتبر أحد أعظم المهاجمين في تاريخ النادي.
يتصدر مبابي حاليًا جدول ترتيب هدافي الدوري الإسباني برصيد ثلاثة عشر هدفًا، بفارق ستة أهداف عن أقرب منافسيه، جوليان ألفاريز مهاجم أتلتيكو مدريد وروبرت ليفاندوفسكي لاعب برشلونة. هذا التفوق الواضح يظهر قدرة مبابي على التأقلم سريعًا مع أسلوب لعب ريال مدريد، سواء كان في مركز الهجوم أو على الأطراف.
ويظل الجدل قائمًا حول مركز مبابي المثالي في الفريق، ولكن بغض النظر عن موقعه، فإنه غالبًا ما يجد طريقًا للشباك، مؤكدًا قدرته على إنهاء الهجمات بكفاءة عالية.
الأداء التهديفي في الموسم الأول
خلال موسمه الأول مع ريال مدريد، سجل مبابي أربعة وأربعين هدفًا في تسع وخمسين مباراة، وهو معدل رائع يضعه في مصاف أفضل هدافي النادي عبر التاريخ. ولم يتوقف تألقه عند هذا الحد، بل واصل التسجيل في موسم 2025-2026، حيث أحرز ثمانية عشر هدفًا في ست عشرة مباراة، ليصبح أحد أكثر اللاعبين تألقًا في العالم خلال الفترة الحالية.
تحدث تشابي ألونسو، مدرب ريال مدريد، عن مبابي وقال للصحفيين: “نحن سعداء للغاية بأداء كيليان. الأهداف تحسم المباريات، ولكن الفريق يعمل بشكل جماعي، ولا نعتمد على لاعب واحد فقط”. هذا التصريح يعكس أهمية العمل الجماعي في ريال مدريد رغم بروز نجم مبابي كهداف رئيسي.
مقارنة الأرقام بين مبابي ورونالدو
على الرغم من بداية مبابي القوية، فإن أرقامه لا تزال أقل من تلك التي سجلها رونالدو بعد 75 مباراة. ففي هذه المرحلة، وصل مبابي إلى 62 هدفًا وسبع تمريرات حاسمة، بينما سجل رونالدو 70 هدفًا وعشرين تمريرة حاسمة في أول 75 مباراة له مع ريال مدريد.
تفوق رونالدو في تقديم التمريرات الحاسمة يعكس دوره الشامل في اللعب الجماعي، بينما يركز مبابي غالبًا على التسجيل المباشر، ما يعكس أسلوبه الفردي في إنهاء الهجمات.
كما تُظهر الإحصاءات الدقيقة أن متوسط دقائق مبابي لكل هدف يبلغ 99.1 دقيقة، بينما يبلغ متوسط دقائق رونالدو لكل هدف 91.8 دقيقة، مما يوضح تفوق البرتغالي في الفعالية التهديفية المباشرة.
عند حساب متوسط دقائق كل هدف من غير ركلات الجزاء، نجد أن مبابي يحتاج إلى 125.4 دقيقة، مقارنة بـ108.9 دقيقة لرونالدو. أما متوسط دقائق كل هدف أو تمريرة حاسمة، فيصل إلى 89.1 دقيقة لمبابي مقابل 71.4 دقيقة لرونالدو، ما يوضح تفوق الأخير في مساهمة الفريق بشكل أكبر.
التحدي لتحقيق أرقام رونالدو
إذا أراد مبابي الوصول إلى رقم رونالدو القياسي البالغ 450 هدفًا مع النادي، فإنه يحتاج إلى تسجيل 388 هدفًا آخر في المواسم المقبلة، أي بمعدل حوالي خمسين هدفًا في كل موسم خلال المواسم الثمانية المقبلة.
هذا الرقم يبدو تحديًا هائلًا، ولكنه يعكس الإمكانيات الهائلة لمبابي، الذي يملك القدرة على تطوير مستواه وترك بصمة قوية في تاريخ ريال مدريد.
العلاقة بين مبابي ورونالدو
لم يخفي مبابي إعجابه الكبير بالأسطورة البرتغالية، لكنه يؤكد على رغبته في شق طريقه الخاص داخل ريال مدريد. وقال لشبكة موفيستار: “لطالما كان كريستيانو قدوة لي. أنا محظوظ بما يكفي للتحدث معه، فهو يقدم لي النصائح وقد ساعدني كثيرًا. إنه مرجع للاعبي ريال مدريد، وقد حقق الكثير”.
وأضاف مبابي: “لا يزال المشجعون يحلمون بكريستيانو، لكنني أريد أن أسير على طريقي الخاص”. هذا يعكس طموح اللاعب الفرنسي في أن يكتب تاريخًا جديدًا في مدريد، مستندًا إلى إمكانياته الفردية وأسلوبه الخاص في اللعب.
تحليل الأداء الفردي والجماعي
رغم التفوق الواضح لمبابي في بعض الأرقام، يظل رونالدو متفوقًا في المشاركة الشاملة مع الفريق من خلال التمريرات الحاسمة، ما يجعله لاعبًا متكاملاً أكثر من حيث التأثير على مجريات المباراة.
يظهر أداء مبابي سرعة تكيفه مع أسلوب ريال مدريد، كما أن قدرته على تسجيل الأهداف من مواقع مختلفة في الملعب تجعله لاعبًا صعب المراقبة من قبل الدفاعات المنافسة. هذا التنوع في الأداء يعكس تطوره المستمر كلاعب عالمي قادر على مواجهة التحديات الكبيرة.
الأرقام التفصيلية بعد 75 مباراة
أرقام كيليان مبابي:
-
المباريات: 75
-
الأهداف: 62
-
التمريرات الحاسمة: 7
-
الأهداف + التمريرات الحاسمة: 69
-
ركلات الجزاء: 13
-
متوسط دقائق لكل هدف: 99.1
-
متوسط دقائق لكل هدف من غير ركلات الجزاء: 125.4
-
متوسط دقائق لكل هدف أو تمريرة حاسمة: 89.1
أرقام كريستيانو رونالدو:
-
المباريات: 75
-
الأهداف: 70
-
التمريرات الحاسمة: 20
-
الأهداف + التمريرات الحاسمة: 90
-
ركلات الجزاء: 11
-
متوسط دقائق لكل هدف: 91.8
-
متوسط دقائق لكل هدف من غير ركلات الجزاء: 108.9
-
متوسط دقائق لكل هدف أو تمريرة حاسمة: 71.4
على الرغم من تألق مبابي اللافت في بداية مسيرته مع ريال مدريد، تظل أرقام رونالدو القياسية صعبة المنال. ومع ذلك، يمتلك مبابي القدرة والإمكانيات للوصول إلى مستويات أعلى، مع استمرار تطوره كلاعب محوري في الفريق.
كما يوضح الأداء الحالي للمهاجم الفرنسي أن كرة القدم الحديثة تعتمد على اللاعبين القادرين على الجمع بين الفعالية الفردية والعمل الجماعي، وهو ما يظهر في مقارنة الأرقام بين مبابي ورونالدو.
في نهاية المطاف، يظل مبابي لاعبًا طموحًا يسعى لتحقيق إنجازات كبيرة، مستندًا إلى مهاراته الفريدة وإرث أسطورة ريال مدريد كريستيانو رونالدو، ليكتب اسمه في سجل النادي العريق.
اقرأ كذلك: العراق ضد الإمارات في ملحق كأس العالم 2026 .. صراع الأمل الأخير نحو المونديال

