العالم

وصية حمزة الأخيرة لوالده وائل الدحدوح مراسل قناة الجزيرة القطرية قبل يوم واحد من استشهاده

استشهاد الصحفيين مصطفى ثريا وحمزة نجل وائل الدحدوح جنوب غزة يثير موجة من الغضب والحزن ويزيد من مأساة الصحفيين في المنطقة.

في هذه الكلمات العاطفية والمؤثرة، وجه الصحفي حمزة الدحدوح رسالة إلى والده صحفي الجزيرة وائل الدحدوح. يوم السبت الماضي – عبر صفحاته على وسائل التواصل الاجتماعي. قال فيها: “إنك الصابر المحتسب يا أبي. فلا تيأس من الشفاء ولا تقنط من رحمة الله، وكن على يقين أن الله سيجزيك خيرًا لما صبرت”. ولم يكن حمزة يدرك أن هذه الرسالة ستكون آخر تواصل بينه وبين والده في هذه الدنيا.

مأساة جديدة في غزة: استشهاد صحفيين بينهما حمزة الدحدوح

تُضاف جريمة حرب جديدة إلى سجلّ الاحتلال الإسرائيلي الإجرامي، حيث تعرضت سيارة تقل مجموعة من الصحفيين. بمن فيهم حمزة الدحدوح ومصطفى ثريا، لقصف من قبل القوات الإسرائيلية في منطقة خان يونس. كانوا يعملون ضمن طاقم الجزيرة في هذه المنطقة التي نزح إليها مدنيون بسبب القصف الإسرائيلي على مناطق متعددة في القطاع. ونتج عن هذا القصف استشهاد حمزة وزميله مصطفى.

انتشرت مقاطع فيديو تظهر لحظة استهداف سيارتهم وإخراج الجثث منها على منصات التواصل الاجتماعي. كما بثت الجزيرة مقاطع أخرى تظهر وداع مدير مكتبها في غزة وائل الدحدوح لابنه حمزة. يُذكر أن الدحدوح فقد منذ أسابيع أفرادًا من عائلته جراء قصف إسرائيلي على المنزل الذي نزحوا إليه وسط قطاع غزة في مخيم النصيرات.

شهدت مواقع التواصل الاجتماعي تفاعلاً كبيرًا من الحزن والغضب بعد انتشار خبر استشهاد نجل وائل الدحدوح.

وداعًا لحمزة الدحدوح: قصة ألم وصمود في وجه الاحتلال

تداولت صفحات محلية صورًا مؤثرة لوداع وائل الدحدوح وابنه حمزة. بعد استشهاد أفراد آخرين من عائلته يوم 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي. أُذكرت جملة وائل الشهيرة التي قالها في ذلك الوقت: “بينتقموا منا بالولاد، معليش”.

بعض المغردين أعادوا نشر رسالة كتبها حمزة في بداية العام الجديد لوالدته، التي استشهدت أكتوبر/تشرين الأول الماضي. في هذه الرسالة، أعبر حمزة عن مشاعره قائلًا: “عام جديد سيقرع أبوابه، لكن حربنا يا أمي ما زالت طبولها أقوى. عام جفت به كل أيامه، وتوقفت ساعاته عند تلك اللحظة وعند تلك النظرة، باتت أيامنا واحدة؛ لا لون لها لا طعم لها دونكم. فأنتم أيامنا وأنتم سعادتنا وثنايا الخير فيها، هنيئًا لكم ما تبوأتم، وصبرًا لنا على فراقكم، أعوامنا توقفت بتوقف نبضكم. إلى لقاء قريب يوم يوعدون”.

ومع ذلك، لم يمهل الاحتلال الإسرائيلي حمزة لإكمال عامه الجديد وتغطيته للعدوان الإسرائيلي على القطاع. الذي استمر لمدة 93 يومًا. حيث انضم حمزة إلى والدته وإخوته وابنه الذي دفنه قبل أسابيع في رحيل مؤلم جديد يضاف إلى قائمة الألم والصمود في وجه الاحتلال.

حمزة الدحدوح: قصة صحفي وابن وائل الدحدوح الذي فقدناه في حرب غزة

حمزة وائل حمدان الدحدوح، المولود في غزة في السابع من يوليو/تموز عام 1996، كان صحفيًا ومصورًا مخلصًا. تميز بعمله كجزء من فريق الجزيرة في قطاع غزة منذ بداية الحرب، وهو أكبر أبناء الصحفي الزميل وائل الدحدوح.

باستشهاد حمزة وزميله مصطفى ثريا، يرتفع عدد الصحفيين الشهداء إلى 109 منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. تاركين وراءهما ذكرياتهما وجهودهما الشجاعة في توثيق الأحداث في ظروف صعبة وخطرة.

وائل الدحدوح يعبر عن حزنه وفقدانه بعد استشهاد نجله حمزة في هجوم إسرائيلي جنوبي قطاع غزة

بعد استشهاد نجله البكر حمزة في هجوم إسرائيلي جنوبي قطاع غزة يوم الأحد. أعرب الزميل وائل الدحدوح عن مشاعره الصادقة والحزن العميق. قال وائل: “ماضون رغم الحزن والفقد. باقون على العهد في هذا الطريق الذي اخترناه طواعية وسقيناه بالدماء”.

وأضاف وائل: “الإنسان يحزن ويتألم للفقد، فكيف إذا كان الولد البكر؟”، مشيراً إلى أن نجله حمزة كان كل شيء بالنسبة له. وتابع بقوله: “هذه دموع الحزن والفراق وليست دموع الخوف والجزع. إنها دموع الإنسانية التي تفرقنا عن أعدائنا. نرجو أن يرضى الله عنا ويكتبنا مع الصابرين”.

وأشار وائل إلى أن هذا الوضع ليس محصورًا على أسرته فقط. بل هو واقع يواجهه الفلسطينيون الذين يودعون أحباءهم الشهداء. وناشد العالم أن يلقي نظرة على ما يجري في قطاع غزة وما يتعرض له الناس والصحفيون هناك. داعيًا إلى وقف هذه المجزرة قائلاً: “أتمنى أن تكون دماء ابني حمزة آخر الدماء من بين الصحفيين والناس في القطاع”.

استشهاد الصحفيين مصطفى ثريا وحمزة نجل الزميل وائل الدحدوح في غزة

اليوم الأحد، شهدنا فاجعة استشهاد الصحفيين مصطفى ثريا وحمزة نجل الزميل وائل الدحدوح في غزة. تعرضت السيارة التي كانا يستقلانها لهجوم بصاروخ من طائرة مسيّرة إسرائيلية قرب منطقة المواصي جنوبي غربي قطاع غزة. وفقاً لتقرير مراسل الجزيرة.

وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة أن استشهاد الصحفيين حمزة ومصطفى يرفع عدد الشهداء الصحفيين بغزة إلى 109 منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع. وناشد المكتب جميع الاتحادات الصحفية والهيئات الإعلامية والحقوقية والقانونية بالتصديق على هذه الجريمة والتنديد بتكرارها في المنطقة.

اقرأ كذلك: لماذا لا يتم ترحيل المستوطنين بدلاً من الفلسطينيين ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

من فضلك يجب ايقاف مانع الاعلانات