هل تؤثر ممارسة التمارين الرياضية على شعور الجوع؟

يُعد التحكم في الجوع أحد أصعب المعضلات عند محاولة إنقاص الوزن والحصول على جسم رشيق وصحي. إذ يمكن للشخص أن يعدل نظامه الغذائي ويمارس التمارين الرياضية مكثفة. ولكن إذا لم يكن قادرًا على التحكم في شهيته. فلن يتمكن أبدًا من الوصول إلى الوزن المثالي.

وما بين تناول الطعام اليقظ، وخدع تقديم الطعام للتحكم في كمية الأكل في الوجبات، بداية من حجم الصحن ولونه. وصولاً إلى اختيار منتجات غذائية معينة تسهم في الشعور بالشبع. تظل هذه التقنيات قادرة على المساعدة في خسارة بضعة كيلوغرامات فقط، ولا يمكن الاعتماد عليها بشكل طويل المدى.

وفي المقابل، يتضح أنه عند ممارسة التمرينات الرياضية بصورة محددة. لن يحرق الشخص سعرات حرارية ويكسب عضلات فحسب، بل يمكنه أيضًا التحكم في شهيته وشعوره بالجوع أو الشبع. مما يساعد في خسارة الوزن بشكل صحي وفعال.

وقد أظهرت الدراسات أن التمارين الرياضية النموذجية، مثل التمارين المكثفة لمدة تتراوح بين 30-60 دقيقة على الأقل يوميًا. يمكن أن تزيد من إفراز هرمونات معينة في الجسم تؤثر على الشهية. مما يجعل الشخص يشعر بالشبع لفترات أطول ويقلل من الجوع غير المبرر.

وبالتالي، يتضح أن وقف إطلاق النار من خلال ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، بجانب توجيهات غذائية صحية. يمكن أن يكون الطريق الأمثل لتحقيق فقدان الوزن بشكل دائم وصحي. مع الحفاظ على شعور الشبع والراحة النفسية.

الشهية تحت السيطرة: كيف تؤثر التمارين الرياضية على شعورك بالجوع؟

نوع التمرين الذي تمارسه يؤثر على مدى شعورك بالجوع بعده. أظهرت الأبحاث العلمية أن بعض التمارين تحفز الرغبة في تناول الطعام الصحي، بينما تزيد غيرها من شهوتك للسكريات والدهون.

على سبيل المثال. السباحة لفترة طويلة في مياه باردة تعزز الجوع والرغبة في الأطعمة الدسمة بفعل هرمون الجريلين. وبالمقابل. يمكن أن يخفف الجري في أجواء دافئة من الشهية.

وإضافة إلى ذلك، التمارين المعتدلة مثل المشي لا تؤثر على هرمون الجريلين. مما يعني استمرار شعورك بالجوع بنفس الدرجة.

تأثيرات التمارين على الشهية ترجع أيضًا إلى جهد الجسم في تنظيم حرارته. حيث يُعطى الأولوية لتوجيه الدم إلى العضلات أثناء التمرين. مما يقلل من شعورك بالجوع بسبب انشغال الجسم بوظائف أخرى.

تأثير أنواع تمارين الرياضية على الشعور بالجوع

كشفت الدراسات العلمية المختصة في تأثيرات تمارين الرياضية على الجهاز الهضمي والشعور بالجوع أن التمارين المعتدلة يمكن أن تخفف الجوع عبر زيادة هرمون “الببتيد” الذي يثبط الشهية لفترة تصل إلى حوالي 12 ساعة.

وفي هذا السياق، تشير بعض الأبحاث إلى أن ممارسة تدريبات القوة يمكن أن تزيد من الشهية بشكل كبير. ولذلك من المهم مراعاة هذا الأمر إذا كنت تسعى لخسارة الوزن بشكل رئيسي.

إذا كان هدفك هو بناء العضلات وزيادة كتلة الجسم الخالية من الدهون. فمن المحتمل أنك ستحتاج إلى جهد إضافي لاستهلاك سعرات حرارية أكثر، ليس فقط لبناء الأنسجة الجديدة. ولكن أيضًا لتعويض السعرات الحرارية المحروقة أثناء التدريب. بعد فقدان الدهون، يمكن البدء في العمل على خطة لخسارة الوزن بشكل عام.

على الجانب الآخر. قد تؤدي تمارين المقاومة إلى تقليل فقدان العضلات وتباطؤ عملية التمثيل الغذائي التالية لفترة فقدان الوزن. مما يجعلها تؤثر سلبًا على عملية الخسارة الشاملة.

تمارين التمدد واليوغا: طرق فعالة لمقاومة الجوع

تساعد تمارين التمدد واليوغا في تحقيق مستوى ممتاز من مقاومة الجوع. يقوم التمدد بتحويل انتباهك بعيدًا عن الطعام. مما يساعد في فصل التحفيز الناجم عن الرغبة في تناول الطعام غير الصحي. بالإضافة إلى ذلك. يعزز التواصل مع الجسم والشعور بالحواس بشكل أفضل.

أظهرت الدراسات أن ممارسة اليوغا تقلل من الشهية بنسبة تصل إلى 51% عند تناول الطعام. يرجع ذلك إلى تأثير اليوغا على الإحساس باليقظة والانتباه المبكر عندما تصل إلى شعور الشبع. مما يساعد في السيطرة على مدى استهلاك الطعام بشكل صحي.

بالتالي، يُعتبر استمرار ممارسة تمارين التمدد واليوغا جزءًا مهمًا من استراتيجية مقاومة الجوع والحفاظ على نمط حياة صحي ومتوازن. تلك التمارين لا تعزز فقط اللياقة البدنية والمرونة. بل تلعب أيضًا دورًا حاسمًا في تنظيم الشهية وتحفيز اتخاذ القرارات الغذائية الصحيحة.

تمارين الرياضية وتأثيرها على الشعور بالجوع

لم يُقتصر تأثير الرياضة على نوعيتها وكثافتها فحسب. بل يظهر أن بعض الأنشطة يمكن أن تزيد أو تنقص الشعور بالجوع عند ممارستها.

أظهرت الأبحاث أن التمارين الرياضية الكثيفة، مثل الجري السريع وركوب الدراجات. والسباحة في الحرارة المعتدلة إلى المرتفعة، تقلل الشهية من خلال تغيير مستويات الهرمونات التي تسبب الجوع في الجسم.

يُعتقد أن ارتفاع حرارة الجسم أثناء ممارسة هذه التمارين يلعب دورًا في إرسال إشارة إلى الدماغ بضرورة تقليل الشهية لمعادلة الشعور بالحرارة. ويُعتقد أيضًا أن هذه العملية تشابه ما يحدث في الجسم عند تناول الأطعمة الغنية بالتوابل.

بالإضافة إلى ذلك، تُظهر الدراسات أن السباحة وركوب الدراجة بانتظام يساهمان في تعزيز لياقتك البدنية وصحتك العامة. وهما جزء أساسي من أسلوب حياة نشط وصحي.

تمارين الرياضية المكثفة وتأثيرها على الشهية

ارتبطت التمارين المكثفة مثل الجري على جهاز المشي بسرعة عالية، وركوب الدراجة بسرعة عالية. ورفع الأثقال بشكل منتظم لعدة أسابيع بشكل وثيق بعادات الأشخاص الغذائية.

يتضح أن التمارين المكثفة قد تنتج المزيد من اللاك-في. وهو مزيج من مركبات اللاكتات والفينيل التي لها تأثير في التحكم في شهية الجسم أيضًا.

تلك الأنشطة الرياضية المكثفة تعمل على زيادة استهلاك الطاقة وتنمية العضلات بشكل فعال. مما يؤدي إلى زيادة إفراز هرمونات تنظيم الجسم مثل اللاك-في. هذه المركبات تؤثر على نظام الشهية والشبع. مما يجعل الشخص يشعر بالشبع بسرعة أثناء تناول الطعام.

بالإضافة إلى ذلك، تمتلك التمارين المكثفة العديد من الفوائد الصحية المثبتة علميًا. مثل تحسين القوة واللياقة البدنية وتحسين وظائف الجهاز القلبي الوعائي. تنصح الدراسات بضرورة ممارسة تمارين الرياضية المكثفة بانتظام للحفاظ على صحة جسدية وعقلية متوازنة.

تأثير تمارين المقاومة على الشهية: دراسات تبين التباين

تظهر الأبحاث الحديثة أن تمارين المقاومة، المعروفة أيضًا بـ “Resistance Exercise”. قادرة على تحديد مستويات الهرمونات المسؤولة عن الشعور بالجوع وحجم الوجبات بعد انتهاء التمرين. وعلى الرغم من ذلك. فإن النتائج تظهر تباينًا في تأثيرات هذه التمارين، حيث تشير دراسات أخرى إلى أن التمارين ذات الكثافة العالية يمكن أن تؤثر بشكل أكبر على الشهية وتثير الرغبة في تناول المزيد من السعرات الحرارية.

بشكل عام، توضح الدراسات أن التمارين الرياضية بأنواعها تميل إلى أن تمتلك تأثيرًا إيجابيًا نسبيًا على الشهية لدى معظم الأشخاص. ومع ذلك. يجب ملاحظة أن تعديلات الشهية تختلف من شخص لآخر بناءً على عدة عوامل مثل طبيعة الجسم، ونوع التمرين. ودرجة حرارة الجسم. وبالتالي، ينبغي عدم الانتظار للحصول على نتائج مماثلة بنسبة مئوية لجميع الأفراد.

اقرأ كذلك: صعود السلالم خمس مرات يومياً .. طريقك السري لتحسين الصحة