مدونات

هل يتسع نطاق الصراع في البحر الأحمر بين الحوثيين وإسرائيل؟

**عنوان ثانوي طويل:** تأملات في سيناريوهات وتحديات مواجهة الحوثيين في اليمن: تحليل وجهود دبلوماسية مستقبلية تتضمن الضغوط العسكرية والسياسية

أعلنت القوات المسلحة اليمنية المرتبطة بجماعة الحوثيين عن موقف جديد يُزيد من التوتر في البحر الأحمر. يشمل هذا الموقف استهداف أي سفينة تتجه نحو الموانئ الإسرائيلية عبر ممرات بحرية حاسمة مثل خليج عدن ومضيق باب المندب والبحر الأحمر، بغض النظر عن جنسيتها.

كذلك يأتي هذا الإعلان في سياق دعم الحوثيين للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة. وقد ربطوا قرارهم بالحصار المفروض على القطاع الذي يمنع دخول المساعدات الإنسانية والأدوية. وبناءً على هذا القرار، أصبحت جميع السفن هدفًا مشروعًا للقوات المسلحة اليمنية.

هذا التطور يزيد من تعقيدات الصراع الجاري بين إسرائيل والحوثيين. حيث كانت الجماعة قد أعلنت سابقاً استهداف السفن التي تحمل العلم الإسرائيلي أو تتبع لإسرائيل.

من جانبها، أعلنت الولايات المتحدة عن تشكيل قوة عسكرية تضم 38 دولة لمرافقة السفن التجارية وتأمين الملاحة البحرية ردًا على تهديدات الحوثيين. وأكد مستشار الأمن القومي الإسرائيلي استعداد إسرائيل للتصعيد إذا فشلت جهود المجتمع الدولي في منع الحوثيين من تعطيل الملاحة في البحر الأحمر.

إسرائيل تطالب بالتدخل الدولي لإزالة هذا الحصار البحري وتعتبره قضيةً عالمية تتطلب تنسيقاً دولياً لمنع تصاعد التوترات وحماية حرية الملاحة في المنطقة.

تصاعد الأزمة: حوثيون يُفرضون حصارًا بحريًا على التجارة الإسرائيلية

في السنوات الأخيرة، عملت إسرائيل جاهدةً على تعزيز علاقاتها التجارية مع دول آسيوية كبيرة مثل الهند، الصين، اليابان، وسنغافورة. وتقدر قيمة التجارة بين إسرائيل وهذه الدول بمبلغ يصل إلى 40 مليار دولار سنويًا. بالإضافة إلى ذلك، يصل عدد السفن القادمة من آسيا إلى موانئ إسرائيل عبر البحر الأحمر إلى حوالي 278 ألف سفينة.

مع إعلان الحوثيين واستهدافهم للسفن الإسرائيلية في البحر الأحمر. من المتوقع أن تضطر هذه السفن لتغيير مسارها والسلوك طرقًا بديلة. مما سيؤدي إلى زيادة أسعار الشحن وتكلفة البضائع بنسبة لا تقل عن 9٪ على الأقل، وفقًا لمواقع تتبع حركة السفن التجارية.

إعلان الحوثيين الأخير يمثل تحديًا مباشرًا لإسرائيل، حيث يُعتبر عملية فرض حصار تجاري بحري من خلال البحر الأحمر. وفي ظل هذا التوتر، قرر بعض السفن المتجهة إلى إسرائيل تغيير مسارها واستخدام مسارات بحرية بديلة عبر البحر الأبيض المتوسط لتفادي هجمات الحوثيين.

هذا التطور يزيد من تعقيدات الوضع الاقتصادي في إسرائيل، حيث يعاني الاقتصاد الإسرائيلي من ركود كبير منذ أكتوبر. ولمواجهة هذه التحديات، قرر بنك إسرائيل المركزي الحفاظ على أسعار الفائدة عند مستويات مرتفعة. وارتفاع فاتورة التعويضات الحكومية التي تم تعهد الحكومة بها للمتضررين. وهذا من شأنه أن يؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع بنسبة تتراوح بين 30٪ و 40٪، وفقًا لتقديرات خبراء اقتصاديين.

خيارات الولايات المتحدة في مواجهة تصاعد التوترات بالبحر الأحمر

أكد متحدث وزارة الدفاع الأميركية، باتريك رايدر، أن الولايات المتحدة تسعى إلى إقامة تحالف دولي يتكون من 38 دولة. يُعرف بـ “قوة مهام بحرية”، بهدف مواجهة هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر.

تمثل هذه الخطوة محاولة أميركية لتجنب تحمل أعباء مهمة تأمين خطوط الملاحة البحرية في المنطقة والتصعيد المحتمل للصراع. تركز إدارة الرئيس بايدن حاليًا على تجنب فتح جبهات جديدة في المنطقة والتركيز على قضية قطاع غزة.

الإدارة الأميركية تؤكد على عدم رغبتها في الدخول بشكل مباشر في التصاعد مع الحوثيين في اليمن. وهذا يعكس تفاديها للتصعيد في المنطقة.

إدارة بايدن تستنكر أيضًا تصعيدًا من إسرائيل تجاه الحوثيين، حيث يُعتقد أنه سيزيد من التوترات في المنطقة.

موقف الحوثيين واستهدافهم للسفن في البحر الأحمر يشكل تهديدًا مباشرًا للتجارة الدولية ويضع الولايات المتحدة أمام تحد جديد لضمان أمن خطوط التجارة البحرية.

بالنظر إلى العلاقة القوية بين جماعة الحوثي وإيران، يجب معالجة هذه المسألة بجدية لتجنب استغلال إيران للوضع في أي تصعيد أو مفاوضات مستقبلية في المنطقة.

إسرائيل تمارس ضغوطًا على الإدارة الأميركية وحلفائها لاتخاذ إجراءات سريعة لحماية خطوط التجارة البحرية وتجنب تصاعد التوترات.

تبقى الولايات المتحدة وحلفاؤها مستقرين في التصدي للتهديدات الحوثية بشكل حذر، مع التركيز على الحفاظ على الاستقرار في المنطقة وتجنب تصعيد الصراع داخل اليمن.

تحديات وسيناريوهات المواجهة مع الحوثيين في اليمن

تعد جماعة الحوثيين في اليمن نقطة تحول هامة في المناقشات السياسية والاستراتيجية على مستوى الولايات المتحدة وأوروبا والمنطقة بشكل عام. وتخرج هذه النقطة بمجموعة متنوعة من السيناريوهات الممكنة.

في تحليله للموقف، أشار مايكل نايتس، المتخصص في الشؤون العسكرية والأمنية. إلى أهمية واشنطن تطوير سياسة عملية لمواجهة التأثير العسكري والسياسي للحوثيين داخل اليمن والحد منه. وقدم التقرير رؤية مفصلة حول كيفية احتواء الحوثيين من خلال زيادة الضغوط العسكرية والسياسية وفرض عقوبات شاملة. بالإضافة إلى دعم “اليمن الباقي” وتعزيز استقراره.

الخيارات التي تقدمها الولايات المتحدة وأوروبا تظهر فهمًا عميقًا للتحديات التي تواجهها المواجهة مع الحوثيين في اليمن. وتأخذ في الاعتبار التعقيدات الجغرافية لليمن وحساسيتها، بالإضافة إلى أهمية جماعة أنصار الله بالنسبة لإيران.

تجدر الإشارة إلى أن هذا التحدي لا يمثل تغييرًا جذريًا في استراتيجية الولايات المتحدة في الشرق الأوسط. وإنما يشير إلى تحول مؤقت نحو تجنب التصعيد والتفاوض المباشر في المنطقة. وهذا ما يمكن أن يفسر الاستعانة بخيار تشكيل القوة الدولية، والذي يتطلب وقتًا وجهدًا لكي يصبح فعّالًا.

تزيد هذه الأوضاع من اقتناع البعض بأن الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيين ليس لديهم استراتيجية واضحة للتعامل مع الحوثيين في اليمن، وذلك بالرغم من أهمية القضية وحاجة المنطقة إلى استقرار.

اقرأ أيضاً: كيف يمكننا الوفاء بواجبنا تجاه فلسطين؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

من فضلك يجب ايقاف مانع الاعلانات