مدونات

من يدير حماس وكتائب القسام بعد اغتيال كبار القادة؟

بعد دخول قرار وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في قطاع غزة يوم التاسع عشر من الشهر الجاري، ظهرت حركة حماس بمظهر التنظيم القوي. ورغم استهداف قادتها العسكريين والسياسيين بعمليات اغتيال إسرائيلية، إلا أن أطرها الإدارية والعسكرية ظلت تعمل بكفاءة. لم يتوقف نشاط الحركة، سواء في إدارة الوزارات المدنية أو في تنفيذ العمليات العسكرية عبر كتائب القسام، جناحها المسلح.

اغتيالات طالت قيادات المكتب السياسي

بدأت الحرب في السابع من أكتوبر 2023، واستمرت حتى التاسع عشر من يناير. خلال هذه الفترة، استهدفت إسرائيل كبار قادة حركة حماس بعمليات اغتيال ممنهجة. ففي العاشر من أكتوبر، قُتل زكريا معمر وجواد أبو شمالة، عضوا المكتب السياسي.

وفي التاسع عشر من أكتوبر، اغتيلت جميلة الشنطي، المرأة الوحيدة في المكتب السياسي لحماس، خلال غارة على مخيم جباليا. وبعد يومين فقط، تم اغتيال أسامة المزين، رئيس مجلس شورى الحركة.

لاحقًا، استهدفت إسرائيل روحي مشتهى، أحد أقرب المقربين من يحيى السنوار، ومعه سامي عودة وسامح السراج. وبعد أسابيع، أكدت حماس استشهادهم عقب انتشال جثامينهم. كما أعلنت الحركة استشهاد محمد أبو عسكر، عضو المكتب الإداري، وتيسير إبراهيم، رئيس مجلس القضاء الحركي الأعلى، والذي كان رابع القيادات التي قُتلت بعد هنية، السنوار، والعاروري.

كان الحدث الأبرز هو اغتيال يحيى السنوار، قائد حماس في غزة، في 16 أكتوبر خلال اجتياح رفح البري. كما اغتيل إسماعيل هنية في 31 يوليو في العاصمة الإيرانية طهران. أما في بدايات يناير، فقد اغتالت إسرائيل صالح العاروري في بيروت، وهو نائب رئيس المكتب السياسي لحماس.

في بيان رسمي، أعلنت حماس استشهاد 16 من كبار قادتها السياسيين خلال الحرب.

استهداف الإدارات المدنية

لم تتوقف عمليات الاغتيال عند القادة السياسيين فقط، بل شملت أيضًا رؤساء السلطات المحلية. تم اغتيال رؤساء بلديات الزهراء، النصيرات، المغازي، ودير البلح، إلى جانب عبد الفتاح الزريعي، وكيل وزارة الاقتصاد. كان الهدف من هذه العمليات تقويض الإدارة المدنية، وزيادة المعاناة الإنسانية في القطاع.

اغتيالات قادة الجناح العسكري “كتائب القسام”

استهدفت إسرائيل قيادات بارزة في الجناح العسكري لحركة حماس. ففي الثالث والعشرين من أكتوبر، اغتالت أيمن نوفل، عضو المجلس العسكري وقائد لواء وسط قطاع غزة. ثم في السابع والعشرين من نوفمبر، اغتالت أحمد الغندور، قائد لواء الشمال، والذي كان الرجل الثالث في القسام بعد محمد الضيف ومروان عيسى.

لاحقًا، أعلنت إسرائيل اغتيال رائد ثابت، مروان عيسى، وغازي أبو طماعة. ثم جاء الإعلان الأهم باغتيال محمد الضيف ورافع سلامة، قائد لواء خان يونس.

استمرار العمليات العسكرية رغم الاغتيالات

على الرغم من الضربات القاسية، لم يتوقف الجناح العسكري لحماس عن تنفيذ العمليات القتالية. لم يكن النشاط بنفس القوة التي ظهر بها في السابع من أكتوبر، لكنه استمر وفق الإمكانيات المتاحة. ظلت كتائب القسام قادرة على تنفيذ هجمات مسلحة، وتأمين الجنود الإسرائيليين الأسرى، إضافة إلى التنسيق مع القيادة السياسية بخصوص مفاوضات التهدئة.

كذلك، واصلت الأطر المدنية لحماس العمل رغم الحرب، حيث استمرت وزارات غزة في تقديم الخدمات الصحية والاجتماعية والبلدية، رغم نقص الموارد. ومع دخول قرار وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، أعلنت الجهات الرسمية أن 5500 موظف ما زالوا يقدمون الخدمات للمدنيين والنازحين.

كيف تدار حماس بعد اغتيال قادتها؟

تحدث أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب القسام، عن تأثير عمليات الاغتيال، مؤكدًا أن استشهاد القادة لم يضعف المقاومة. قال: “لم نُهزم، ولم تتعرض منظومة القسام لفراغ قيادي ولو لساعة واحدة”.

بدوره، صرح عبد اللطيف القانوع، الناطق باسم حماس، أن الحركة قدمت نخبة من قادتها في الحرب، لكنها لا تزال صامدة ومستمرة في العمل العسكري والسياسي.

حاليًا، لم يتبقَ من القادة العسكريين المعروفين سوى محمد السنوار، شقيق يحيى السنوار، والمتهم بأنه أحد مهندسي هجوم السابع من أكتوبر. يبرز أيضًا اسم عز الدين الحداد، قائد لواء غزة، وقائد لواء رفح.

من يقود كتائب القسام الآن؟

لم تعلن حماس رسميًا عن قائد جديد للجناح العسكري بعد اغتيال محمد الضيف ومروان عيسى. لكن التقديرات تشير إلى أن محمد السنوار تولى القيادة، مع إعادة توزيع المسؤوليات بين القادة الميدانيين وفق الهيكل التنظيمي.

الإدارة السياسية بعد اغتيال السنوار

بعد استهداف قيادة الحركة، اعتمدت حماس خطة طوارئ لإدارة القطاع. لم يتم تعيين رئيس جديد للمكتب السياسي، لكن جرى تشكيل مجلس قيادي من خمسة أعضاء:

  1. محمد درويش – رئيس مجلس الشورى العام
  2. خالد مشعل – رئيس حماس في الخارج
  3. زاهر جبارين – رئيس الحركة في الضفة الغربية
  4. خليل الحية – رئيس الحركة في غزة
  5. نزار عوض الله – عضو المكتب السياسي

أما في قطاع غزة، فقد أُسندت إدارة المكتب السياسي إلى خليل الحية، الذي يدير الحركة من الخارج، بمساعدة غازي حمد وباسم نعيم. نظرًا للظروف الأمنية، لم تكشف حماس عن أسماء القيادات الجديدة التي تولت مهام المسؤولين الذين استُشهدوا.

استراتيجية حماس في المرحلة القادمة

من المستبعد أن تعلن حماس قريبًا عن تشكيل قيادة عسكرية وسياسية جديدة. التقديرات تشير إلى أن الحركة ستبقي الأمر طي الكتمان، خاصة في ظل التهديدات الإسرائيلية المستمرة.

يبقى مستقبل حكم غزة غير واضح. فإسرائيل والولايات المتحدة ترفضان استمرار حكم حماس، وتطالبان باستبداله بإدارة جديدة. لكن على الأرض، يبدو أن الحركة لا تزال تسيطر على مفاصل الحكم والإدارة والمقاومة، رغم كل المحاولات لتقويض قوتها.

اقرأ كذلك: عشرة أهداف خسرتها قوات الاحتلال في غزة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

من فضلك يجب ايقاف مانع الاعلانات