إغاثة وتنمية

في شمال قطاع غزة توزيع السلال الغذائية ينعش الأمل بين النازحين

مؤسسة دار العطاء تضيء عتمة الخيام بدعم إنساني مستمر

في شمال قطاع غزة تقف الخيام كأنها ذاكرة مفتوحة على وجع لا ينتهي. ومع ذلك يسكنها أناس لم يستسلموا. بل ما زالوا يتمسكون بالحياة رغم كل ما فقدوه. ولذلك لم تكن مشاهد النزوح مجرد صور عابرة. بل كانت قصة إنسانية طويلة مليئة بالصبر والألم والتحدي. ومن بين هذه الخيام التي امتلأت بالذكريات المكسورة نهضت مبادرة إنسانية جديدة. حيث قامت مؤسسة دار العطاء بتنفيذ مشروع توزيع السلال الغذائية في شمال قطاع غزة داخل منطقة معسكر جباليا. واستهدفت العائلات النازحة التي تعيش ظروفا قاسية داخل خيام تفتقر لأبسط مقومات العيش الكريم. وقد جاءت هذه الخطوة في وقت بالغ الحساسية. كما جاءت في ظل احتياج متزايد. وبينما يعاني الناس من شح الغذاء وانقطاع الموارد كانت هذه السلال بمثابة شعاع نور صغير أعاد إلى القلوب بعض الطمأنينة. ولذلك كان المشهد مهيبا ومؤثرا في آن واحد.

معسكر جباليا بين القسوة والصمود
في كل خيمة تقف حكاية. وفي كل وجه تظهر ملامح التعب. ومع ذلك تلمع عينان عند وصول المساعدة. لأن الإنسان في النهاية يبحث عن ما يبقيه واقفا. وقد أدركت مؤسسة دار العطاء هذه الحقيقة بعمق. ولذلك لم تكن مبادرتها مجرد نشاط عابر. بل كانت رسالة وفاء وتضامن حقيقي مع أهل غزة. وعلى وجه التحديد مع النازحين في معسكر جباليا. الذين ذاقوا مرارة التهجير أكثر من مرة. وخسروا بيوتهم وأمانهم وممتلكاتهم. ثم وجدوا أنفسهم فجأة تحت سماء مفتوحة. وبين طين الأرض وبرودة الليل القاسي.

توزيع السلال الغذائية بكرامة وإنسانية
ومع كل هذا الألم جاءت فرق المتطوعين محملة بالسلال الغذائية. وكانت الحركة منظمة. وكان العمل مدروسا. حيث تم تحديد الأسر الأكثر احتياجا. ثم جرى توزيع السلال بطريقة تحفظ الكرامة الإنسانية. ولهذا لم تشهد العملية أي فوضى. بل ساد النظام والاحترام. وبدت في العيون لمعة شكر صامتة. لأن العطاء حين يكون صادقا لا يحتاج إلى كلمات كثيرة. فالخبز الذي يصل إلى يد جائعة يتحدث بلغة أبلغ من أي خطاب. وكذلك الزيت والأرز والبقوليات كانت رسالة حياة جديدة.

الأثر النفسي والاجتماعي للمبادرة
ولأن الواقع في غزة صعب للغاية. فإن هذه المبادرة حملت معاني أكبر من مجرد الغذاء. فقد حملت معنى الوقوف إلى جانب الإنسان وقت الشدة. وحملت معنى أن هناك من لم ينس هذه الأرض الجريحة. وأن هناك قلوبا ما زالت تنبض بالخير. وما زالت تعمل بصمت. ورغم ما خلّفته الحرب الطويلة التي استمرت نحو عامين من دمار واسع وآثار نفسية عميقة. فإن وصول المساعدة أعاد جزءا من الأمان. وخفف شعورا ثقيلا بالعجز والانكسار.

احتياجات متزايدة وتحديات مستمرة
وفي معسكر جباليا تظهر الظروف أكثر قسوة. حيث الكثافة السكانية عالية. والمساحات المتاحة محدودة. والخدمات شبه معدومة. لذلك يعتمد السكان على المبادرات الإنسانية بشكل كبير. ومع ذلك فهم لا يمدون أيديهم إلا عند الضرورة. لأن الكرامة بالنسبة لهم لا تقل أهمية عن الطعام. ولهذا فإن أسلوب مؤسسة دار العطاء في التوزيع كان محل احترام كبير. لأنه راعى مشاعر الناس. وراعى ترتيب الأولويات. كما وفر سلالا متكاملة تكفي العائلة لفترة مناسبة.

استعادة بعض التوازن وسط المعاناة
ومع مرور الوقت بدأ الأثر الإيجابي لهذه الخطوة يظهر بوضوح. حيث تمكنت العديد من العائلات من تأمين حاجتها الغذائية الأساسية. واستطاعت الأمهات إعداد وجبة أكثر أمانا لأطفالهن. واستعاد كبار السن بعض القوة. لأن الجوع لا يرهق الجسد فقط. بل يرهق الروح أيضا. ولذلك فإن توفير الغذاء هو أول طريق نحو استعادة التوازن النفسي والاجتماعي. وهذا ما فهمته مؤسسة دار العطاء جيدا.

مبادرة تتجاوز حدود العمل الإغاثي
وفي تناقض مؤلم بين الدمار والعطاء كانت حركة المتطوعين تسير بثبات. وبين الخيام الممزقة كانت تبتسم وجوه تحمل الخير. وقد رشحت هذه المشاهد لتبقى في الذاكرة طويلا. لأنها أعادت للناس إيمانهم بالإنسانية. وأكدت لهم أن الخير لا يزال حاضرا. لذلك لم يقتصر المشروع على التوزيع فقط. بل شمل كلمات مواساة. ولمسات دعم نفسي. وحديثا صادقا يزرع الأمل من جديد.

رسالة مؤسسة دار العطاء للمستقبل
إن استمرار مثل هذه المشاريع أصبح ضرورة ملحة. وليس خيارا مؤجلا. وذلك لأن الأزمة ما زالت قائمة. والنازحون ما زالوا في أماكنهم. بل تزداد معاناتهم مع تغير الطقس وتناقص الموارد. لذلك فإن الحاجة إلى توزيع السلال الغذائية في شمال قطاع غزة ما زالت كبيرة. وما زالت تتطلب دعما متواصلا وتعاونا صادقا. وتؤكد مؤسسة دار العطاء أنها مستمرة في أداء رسالتها رغم كل التحديات.

دعوة مفتوحة لأهل الخير والداعمين
كما تمثل هذه الخطوة دعوة لكل أصحاب القلوب الحية. ولكل القادرين على الدعم. من أجل المشاركة في هذا العمل الإنساني. لأن يد واحدة لا تكفي. بينما تتكامل الأيادي عندما تتحد النيات. وكل مساهمة مهما كانت صغيرة قد تصنع فرقا حقيقيا في حياة عائلة كاملة تبحث فقط عن الأمان والغذاء والكرامة.

بيانات التواصل مع مؤسسة دار العطاء
مكان التواصل مع مؤسسة دار العطاء.
الهاتف: 970598324089
واتساب: https://wa.me/970598324089
البريد الإلكتروني: support@alataaa.com

ويبقى مشروع توزيع السلال الغذائية في شمال قطاع غزة شاهدا حيا على أن الإنسانية أقوى من الحرب. وأكبر من الألم. وأكثر قدرة على الاستمرار من كل أشكال الدمار.

اقرأ كذلك: مؤسسة دار العطاء الخيرية: من غزة إلى العالم… رحلة عطاء لا تعرف الحدود

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

من فضلك يجب ايقاف مانع الاعلانات