هل تحتاج إلى ميزان لمعرفة إذا كنت سمينًا؟ استخدم خيطًا بدلاً من ذلك!
كيفية تحديد الوزن بدقة ودون ميزان: دور نسبة الخصر إلى الطول في تقييم السمنة والمخاطر الصحية المرتبطة بها
تتزايد معدلات البدانة حول العالم بشكل ملحوظ، مما يثير تساؤلات حول فعالية مؤشر كتلة الجسم (BMI) في تقدير مستوى السمنة. وعلى الرغم من استخدام BMI كأداة شائعة لقياس الوزن الزائد أو النقص في الوزن، إلا أن الأبحاث الحديثة تشير إلى أنها ليست دقيقة بشكل كافي لتقدير الدهون الزائدة بالجسم.
يعتمد BMI على قياسات الوزن والطول فقط، دون أخذ في الاعتبار توزيع الدهون في الجسم. وبدلاً من ذلك، يُنصح بقياس نسبة الخصر إلى الطول كوسيلة أكثر دقة لتحديد مستوى السمنة والمخاطر الصحية المرتبطة بها.
من المعروف أن مؤشر كتلة الجسم يُستخدم عادة كمؤشر تقريبي لمخاطر الصحة المرتبطة بالوزن. إذ يُعتبر مؤشرًا بسيطًا يقاس عبر قسمة وزن الشخص على مربع طوله. على سبيل المثال. إذا كان وزن الشخص 75 كيلوغرامًا وطوله 170 سنتيمترًا، يتم حساب BMI عبر العملية التالية: 75 ÷ (1.7)². والنتيجة تكون حوالي 25.95.
وعلى الرغم من أن BMI يُستخدم على نطاق واسع في العمليات الطبية والصحية، إلا أنه يجب أخذه بحذر وتوخي الحذر في تفسير النتائج، خاصة عند تقييم الأشخاص ذوي بنية عضلية كبيرة أو توزيع دهون غير عادي في الجسم.
بشكل عام، يُنصح بالاعتماد على تقييم شامل يشمل عوامل متعددة لتحديد مستوى السمنة والمخاطر الصحية المرتبطة بها، بما في ذلك توزيع الدهون في الجسم ونسبة الخصر إلى الطول. وليس الاعتماد الكامل على BMI وحده كمؤشر نهائي.
تفسير معامل كتلة الجسم ودوره في تصنيف الوزن الطبيعي والسمين
إذا كان معامل كتلة الجسم أقل من 18.5، يُعتبر الشخص نحيفًا. وإذا كان من 18.5 إلى 24.9. يصنف وزنه كطبيعي. بينما يُعتبر الشخص زائد الوزن إذا كانت قيمة مؤشر كتلة الجسم بين 25 و29.9. وعندما يكون المؤشر 30 أو أكثر. يعاني الشخص من البدانة.
تاريخيًا، ابتكر عالم الفلك البلجيكي أدولف كويتيليت معامل كتلة الجسم عام 1832 لتقدير الوزن “الطبيعي” بناءً على الرجال الأوروبيين البيض في القرن التاسع عشر. ورغم أنه لم يُبتكر من قبل طبيب، إلا أنه تم تبنيه كمعيار دولي في عام 1995 من قبل منظمة الصحة العالمية لتصنيف مستويات الوزن.
مع تطور المعرفة الطبية، أصبح معامل كتلة الجسم مقياسًا شائعًا لتحديد الوزن الصحيح. ويُستخدم على نطاق واسع في التوجيهات الطبية والرعاية الصحية. ومع ذلك، يجب أن يُنظر إليه كجزء من تقييم شامل لصحة الفرد. بما في ذلك توزيع الدهون في الجسم والعوامل الأخرى المتعلقة بالصحة العامة.
يجب على الأفراد الذين يشكون من مشاكل في الوزن أو السمنة الاستشارة بشكل دوري مع الأطباء والمختصين في التغذية للحصول على توجيهات صحيحة وملائمة. حيث يمكن أن يكون لمعامل كتلة الجسم دور مهم في تحديد الأهداف الصحية واتخاذ القرارات البناءة لتحسين الصحة والعافية العامة.
تقييم معامل كتلة الجسم: التحديات والتطورات المستقبلية
حساب معامل كتلة الجسم هو عملية سريعة وبسيطة، ولكنها تعتبر بدائية وغير دقيقة في بعض الحالات. مما قد يؤدي إلى تقديم نتائج مضللة بسبب عدة عوامل.
تساءل تقرير طبي مستقبلي عما إذا كان معامل كتلة الجسم مؤشرًا موثوقًا أم إنه يحتاج إلى تعديل في طريقة استخدامه، ومن المتوقع أن يُنشر هذا التقرير من قبل لجنة لانسيت المعنية بالسمنة. والتي تضم خبراء وأطباءً من جميع أنحاء العالم، خلال الأشهر القليلة المقبلة.
يشير أحد مؤلفي هذا التقرير، نافيد ستار، الذي يعمل كأستاذ في طب أمراض القلب والأوعية الدموية في جامعة غلاسكو ورئيس لجنة السمنة التابعة لحكومة المملكة المتحدة. إلى أن هذا التقرير قد يحدث تغييرات جذرية في كيفية معالجة مشكلة السمنة والتعامل معها في المستقبل.
تحليل العيوب في معامل كتلة الجسم والتوجهات الجديدة في تقييم السمنة
معامل كتلة الجسم يعاني من عيوب مهمة تؤثر على دقته في تقدير الوزن الصحي. حيث لا يأخذ في الاعتبار الاختلافات العرقية والجنسية أو تكوين الجسم. مما يجعله غير موثوق به في بعض الحالات. على سبيل المثال. قد يكون لدى رياضي لديه بنية عضلية قوية مؤشر كتلة الجسم يدل على زيادة الوزن. بينما يمكن أن يكون لدى شخص آخر نفس مؤشر كتلة الجسم ولكن لديه مستويات مختلفة من الدهون في الجسم.
أحد أبرز عيوب معامل كتلة الجسم هو عدم إبلاغك عن مكان توزيع الدهون في الجسم. وهو ما يرتبط بشكل كبير بخطر الإصابة بالأمراض. فمن المعروف أن حمل الدهون حول وسط الجسم يزيد من احتمالية الإصابة بأمراض السكري من النوع الثاني وأمراض القلب والأوعية الدموية. مما يجعل معامل كتلة الجسم غير كافٍ في تقدير هذه المخاطر.
حتى الجمعية الطبية الأميركية وصفت مؤشر كتلة الجسم بأنه “غير كامل”. مشجعة الأطباء على استخدام مجموعة متنوعة من المقاييس المختلفة لتقييم السمنة. مثل نسبة الخصر إلى الطول ومحيط الخصر. وذلك لتحسين دقة التقييم وتوجيه العلاج بشكل أفضل.
تغييرات عديدة تجري في مجال تقييم السمنة، حيث أقرت الجهات الصحية في إنجلترا استخدام قياسات نسبة الخصر إلى الطول إلى جانب مؤشر كتلة الجسم في تحديد خطر الإصابة بالسمنة والأمراض المرتبطة بها. هذه التوجهات الجديدة تهدف إلى تحسين فهمنا للسمنة وتحديد الأفراد المعرضين للمخاطر الصحية بشكل أكثر دقة.
اقتراحات التقرير الجديد لتقييم الوزن بشكل أفضل
سيقترح التقرير الجديد نهجًا خطوة بخطوة لتقييم الوزن، حيث يُستخدم مؤشر كتلة الجسم كمقياس أساسي فقط. وفي هذا السياق. يؤكد ستار على أهمية استخدام محيط الخصر كاختبار إضافي، وذلك لتوفير رؤية شاملة لخطر الإصابة بأمراض التمثيل الغذائي وأمراض القلب والأوعية الدموية. ويضيف: “بالإضافة إلى ذلك. سيقترح الأطباء إجراء اختبارات دم معينة وإجراءات أخرى للتحقق من تأثير الوزن الزائد على الصحة العامة والأعضاء والأنسجة”.
تلك الاختبارات قد تشمل قياسات ضغط الدم ونسبة الدهون في الدم والكبد ومستوى السكر. وبهذه الطريقة، لم يعد تقييم زيادة الوزن مجرد مسألة تحديدية. بل أصبح يتطلب تحليلًا أعمق لتأثير الدهون الزائدة على الصحة والأعضاء.
يرى ستار أنه من الضروري معرفة ما إذا كانت الدهون المتراكمة في الجسم تؤثر على الأعضاء الداخلية أم لا. وهذا يساعد في تحديد الإجراءات الوقائية والعلاجية الملائمة. إذًا، يمثل هذا النهج الشامل خطوة إيجابية نحو تحسين تقييم السمنة ومخاطرها على الصحة.
كيفية التحقق من الوزن دون استخدام الميزان: دور نسبة الخصر إلى الطول
للتحقق من مدى السمنة بدون استخدام الميزان، يمكنك الاعتماد على نسبة الخصر إلى الطول. يُقدم ستار، الخبير في مجال الصحة، توجيهات حول أهمية هذا الاختبار مقارنة بمؤشر كتلة الجسم.
ليكون وزنك طبيعيا، ينبغي أن يكون محيط خصرك أقل من نصف قياس طولك. وهذا يعني أنه للرجل الذي يبلغ طوله 1.78 متر. يجب أن يكون قياس خصره أقل من 35 بوصة (88.9 سم). بالنسبة للمرأة التي يبلغ طولها 1.63 متر، يجب أن يكون قياس الخصر أقل من 32 بوصة (81.3 سم).
توضح الدكتورة مارغريت أشويل، الخبيرة في السمنة، طريقة بسيطة للقيام بهذا الاختبار. تقترح استخدام قطعة من الخيط وتحديد نصفها لقياس الخصر. إذا لم يحيط نصف الخيط بوسطك. فهذا يشير إلى تراكم الدهون في منطقة البطن.
يجب أن يكون القياس بدون تكتم نفسك، ويُوضح ذلك مكان وضع الشريط لقياس الخصر. الذي يتواجد بين أسفل الأضلاع وأعلى الوركين. تعد دهون البطن المتراكمة أمرًا قلقًا. حيث تسبب مشاكل صحية من مرض السكري إلى ارتفاع ضغط الدم.
ترتبط البدانة بمشاكل صحية خطيرة. ولذلك من الضروري مكافحتها بفحص دوري لنسبة الخصر إلى الطول واتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بانتظام.
اقرأ كذلك: بدلاً من قمع الشهية .. افقد الوزن من خلال تناول أطعمة منزلية