الأسلحة الكهرومغناطيسية: تهديد قد يعيد البشرية إلى العصور السابقة
"التطورات التكنولوجية في الأسلحة الكهرومغناطيسية: من النبضات الكهرومغناطيسية إلى القاذفات الموجهة وتأثيراتها على الحروب الحديثة والبنية التحتية المدنية"
الأسلحة الكهرومغناطيسية: تهديد قد يعيد البشرية إلى العصور السابقة… الأسلحة الكهرومغناطيسية: القوة المدمرة في الحروب الحديثة .. تُعد الأسلحة الكهرومغناطيسية من الأسلحة المتطورة التي تهدف إلى إلحاق ضرر دائم أو مؤقت بالقدرات التقنية الحديثة. ويشمل ذلك الأنظمة العسكرية والمدنية على حد سواء. تعتمد هذه الأسلحة في تشغيلها على إنتاج مجالات كهرومغناطيسية مُكثفة ومضغوطة، تُستخدم لضرب الأنظمة والأجهزة الإلكترونية مباشرة. وتستهدف هذه الأسلحة تأثيرًا واسع النطاق، أو يمكن استخدامها لتسريع إطلاق القذائف نحو أهداف معينة لتدميرها.
تتميز الاسلحة الكهرومغناطيسية بقدرتها على الحسم السريع في الحروب. إذ تعمل على تدمير البنية التحتية التكنولوجية العسكرية للعدو، مما يؤدي إلى تعطيل القدرات التقنية الحديثة للقوات المقاتلة. هذا التعطيل يُجبر القوات على الانتقال إلى حرب تقليدية بدائية، مما يعزلها عن بعضها البعض. وبذلك، تُصبح القوات معزولة تمامًا عن أي شكل من أشكال التنسيق والتواصل الفعال.
تؤثر هذه الاسلحة بشكل رئيسي على الأنظمة الإلكترونية والأجهزة التي تعتمد على التيار الكهربائي لتشغيلها. فهي قادرة على تدمير أو التشويش على أنظمة القيادة والسيطرة العسكرية، وأنظمة التحكم في المركبات العسكرية، وأجهزة استشعار الرادارات، وأنظمة الاتصالات والملاحة، بالإضافة إلى شبكات الكمبيوتر ومراكز البيانات التي يستخدمها الجيش. كما يمكن لهذه الأسلحة تعطيل أنظمة الدفاع الجوي.
قامت العديد من الدول بتطوير أنواع مختلفة من الأسلحة الكهرومغناطيسية، بما في ذلك الولايات المتحدة الأميركية وروسيا والكوريتين ودول أوروبية أخرى. بالإضافة إلى الهند وتركيا وإيران وإسرائيل. كما قامت إيران بتزويد حزب الله اللبناني بأسلحة تعتمد على نفس التقنية الكهرومغناطيسية.
القضاء على التقدم التقني المدني
إن استخدام الأسلحة الكهرومغناطيسية يثير قلقًا عالميًا. فهي تمثل تهديدًا للأمن الدولي بقدرتها على إحداث أعطال ليس فقط في الأجهزة العسكرية ولكن أيضًا في البنية التحتية الحيوية المدنية. يمكن أن تشمل نطاق تأثيراتها شبكات الطاقة والكهرباء، أنظمة الاتصالات. الأقمار الصناعية، والعديد من الأنظمة والأجهزة الإلكترونية المستخدمة للأغراض المدنية. ( ) يمكن أن يؤدي هذا إلى إعاقة التقدم التكنولوجي في جميع قطاعات الحياة. مما يعيد المجتمعات إلى الوراء عدة قرون. دون التسبب في أضرار مادية مباشرة للبنية التحتية.
يعتقد البعض أن الأسلحة الكهرومغناطيسية هي أسلحة غير قاتلة أو غير فتاكة. نظرًا لأنها لا تلحق ضررًا مباشرًا بالبشر مقارنة بالأسلحة التقليدية. ومع ذلك، فإن آثارها الجانبية على صحة الإنسان على المدى البعيد لا تزال غير واضحة بشكل كامل. بعض الدراسات العلمية أظهرت أن الموجات الدقيقة يمكن أن تتسبب في تلف القلب. وتؤدي إلى تسربات في الأوعية الدموية في الدماغ. فضلاً عن التسبب في الهلوسة وبعض الأعراض النفسية الأخرى. كما أن التعرض للموجات الصوتية قد يؤدي إلى أعراض مثل الغثيان وآلام الأذن والارتباك العقلي.
المميزات العسكرية للأسلحة الكهرومغناطيسية
تتمتع الاسلحة الكهرومغناطيسية بعدد من المميزات العسكرية الهامة التي تجعلها أسلحة فعالة للغاية. من أبرز هذه المميزات:
- حجمها الصغير نسبيًا. مما يسمح بنقلها أو حملها على المنصات العسكرية مثل السفن والطائرات والمركبات المتنقلة.
- توفر عنصر المفاجأة للمهاجم. بفضل سرعتها العالية التي تجعل الموجات الكهرومغناطيسية تنتقل بسرعة الضوء.
- درجة عالية من السرية، حيث أن الأشعة التي تستخدمها هذه الأسلحة تكون فوق أو تحت نطاق الطيف المرئي ولا تُحدث أي أصوات مسموعة.
- تكلفة تشغيل منخفضة مقارنة بالاسلحة التقليدية.
- دقة وسرعة عالية في إصابة الأهداف بدقة.
أنواع الاسلحة الكهرومغناطيسية
هناك ثلاثة أنواع رئيسية من الأسلحة الكهرومغناطيسية:
- أسلحة النبض الكهرومغناطيسي
- أسلحة الطاقة الموجهة
- القاذفات الكهرومغناطيسية
تؤثر الطاقة الكهرومغناطيسية في النوعين الأولين من الاسلحة على الهدف بشكل مباشر. بينما يعتمد النوع الثالث على تحويل الطاقة الكهرومغناطيسية إلى طاقة حركية تستخدم في إطلاق المقذوفات نحو الهدف.
أسلحة النبض الكهرومغناطيسي
تعمل اسلحة النبض الكهرومغناطيسي من خلال تفجير نووي على ارتفاعات عالية. مما يؤدي إلى إنتاج أشعة غاما التي تتفاعل مع عناصر الغلاف الجوي. هذا التفاعل ينتج عنه مجال طاقة كهرومغناطيسي مكثف يُعتبر سلاحًا مدمراً بفضل خصائصه:
- القدرة على تدمير أو تعطيل جميع الأنظمة الإلكترونية التي تعتمد على التيار الكهربائي.
- تأثيره يمتد على مساحة واسعة، حيث كلما زاد ارتفاع الانفجار النووي، زادت المساحة المتضررة.
- سرعة فائقة في إصابة الأهداف، حيث تنتقل الموجات بسرعة الضوء.
- الموجات الكهرومغناطيسية لا تحتاج إلى وسط مادي للانتشار، إذ يمكنها الانتقال عبر الهواء والمواد الصلبة وحتى الفراغ.
- في الغالب. لا تلحق أضرارًا بالمباني أو البشر، لكن قد تسبب ضررًا في الجلد والأعضاء الداخلية لبعض الأشخاص.
تمثل القنابل الإلكترونية مثالًا عمليًا لهذا النوع من الأسلحة. حيث يتم إطلاق رأس حربي عبر منصات صواريخ دقيقة أو طائرات مسيرة. فيولد انفجارها مجالًا كهرومغناطيسيًا يُلحق أضرارًا بالأجهزة الإلكترونية.
أسلحة الطاقة الموجهة
تعمل اسلحة الطاقة الموجهة على إنتاج طاقة عالية التركيز تُوجه إلى الهدف فتسبب ضررًا دائمًا أو مؤقتًا للأجهزة الإلكترونية. هذه الأسلحة يمكن استخدامها لأغراض متعددة مثل الردع أو التدمير. يمكن توجيه هذه الطاقة ضد الأجهزة الإلكترونية أو أنظمة الدفاع الصاروخي أو حتى الأفراد.
تتميز هذه الاسلحة بخفتها وسرعتها في الأداء. إذ لا يُمكن ملاحظتها بسهولة كون الموجات فوق وتحت النطاق المرئي لا تُرى بالعين المجردة. كما أن تأثيرها دقيق للغاية. حيث يسير شعاع الضوء بسرعة الضوء وبمدى طويل. مما يجعلها فعالة في الحروب الفضائية.
تتفاوت الاسلحة في قوتها بحسب نوع الأشعة التي تستخدمها وطول الموجة. لكن أبرز الأنواع تشمل:
- . مثل صهر طائرة مسيرة.
- اسلحة الموجات المليمترية: يمكنها إصابة أهداف متعددة في وقت واحد.
- أسلحة الميكروويف عالية الطاقة: تنتج موجات دقيقة ذات أطوال أكبر. مما يتيح ضرب أهداف متعددة.
إضافة إلى التطبيقات الهجومية. الدفاع عن القواعد الجوية، أو الردع ضد الحشود في المظاهرات.
القاذفات الكهرومغناطيسية
تختلف هذه القاذفات عن القاذفات التقليدية. إذ تستخدم الطاقة الكهرومغناطيسية بدلًا من الطاقة الكيميائية.
من أبرز تطبيقات هذه الأسلحة:
- المدافع الكهرومغناطيسية: تتكون من محركين وقضيبين متوازيين. يتم ضخ التيار الكهربائي عبرهما لتوليد مجال كهرومغناطيسي. مما يؤدي إلى تسريع المقذوفات بسرعة تفوق سرعة الصوت.
- البنادق اللولبية: تستخدم سلسلة من الملفات المغناطيسية لتسريع المقذوفات داخل البندقية.
تاريخ تطور الأسلحة الكهرومغناطيسية
تشير المصادر إلى أن روسيا كانت من أولى الدول التي استخدمت تطبيقات الاسلحة الإلكترونية عمليًا في عام 1904. خلال هذه الفترة. استهدفت سفينة حربية روسية الاتصالات اللاسلكية اليابانية.
في الخمسينيات من القرن العشرين. طور الاتحاد السوفيتي أجهزة كهرومغناطيسية قادرة على التأثير على الجهاز العصبي للإنسان. في ذات الوقت. كانت الولايات المتحدة تجري تجارب لدراسة إمكانية استخدام الليزر في التطبيقات العسكرية.
في العقود التالية. ارتبط تطوير الأسلحة الكهرومغناطيسية بالاحتجاجات والمظاهرات السياسية.
اقرأ كذلك :“كتائب القسام تخترق إسرائيل وتكشف عن معلومات خطيرة وأبرز العمليات”