أسلوب حياة

ملامح لا تشبهنا: أسباب عدم إعجابنا بمظهرنا في الصور

"استكشاف أسباب عدم رضا الأشخاص عن مظهرهم في الصور الشخصية: من التأثيرات النفسية والثقافية إلى دور التكنولوجيا في تشكيل تصوراتنا عن الجمال"

لماذا نكره مظهرنا في الصور؟”يا إلهي! هل هكذا يبدو وجهي حقًا؟” هذه العبارة تتردد في أذهان الكثيرين عند النظر إلى صورهم الشخصية التي يلتقطها الأصدقاء. تعتبر ظاهرة عدم الرضا عن مظهرنا في الصور أمرًا شائعًا وغريبًا. فهي تنشأ بسبب تباين الصورة التي نتصورها عن أنفسنا مع ما نراه في المرآة.

ولكن ما هي أسباب هذا الشعور؟ هل يعود لقلة الثقة بالنفس؟ أم أن الإضاءة وضعف زاوية التصوير هما السبب؟ الحقيقة تشير إلى وجود عدة عوامل تسهم في ذلك، والتي تشمل أسبابًا نفسية وعقلية عميقة. في هذا المقال، سنستعرض تلك الأسباب ونناقش كيفية التعامل مع مشاعر عدم الرضا عن مظهرنا في الصور.

 أسباب عدم الرضا عن صورنا

1. إدراك الزوايا

هناك أسباب متعددة قد تجعلك تشعر بعدم الارتياح عند رؤية صورك الشخصية. يعود هذا السلوك إلى أننا ننظر إلى أنفسنا من زاوية واحدة فقط. بينما نرى الآخرين من زوايا متعددة، مما يجعلهم يظهرون بصورة أكثر طبيعية مقارنة بصورنا. نحن نرى أنفسنا في المرآة، مما يعني أننا نكون عرضة لرؤية أنفسنا من زاوية واحدة محددة.

لذا، قد تشعر أنك غير جذاب عندما ترى صورتك، بينما يرون الآخرون جوانب مختلفة من شخصيتك ومظهرك. هذا التفاوت في الإدراك يجعلنا نتجاهل الجوانب الجيدة في مظهرنا، ونركز فقط على العيوب.

2. تأثير التعرض

السبب الأكثر شيوعًا لهذه الظاهرة هو “تأثير التعرض”. تشير هذه الظاهرة إلى أن الألفة تؤدي إلى الانجذاب. فعندما نتعرض لشيء ما بشكل متكرر، نبدأ في تطوير تفضيلات تجاهه. لذا، كلما رأينا صورتنا في سياقات مختلفة، زادت احتمالية أن نميل إليها.

هذا التأثير لا يقتصر فقط على الصور. بل يمتد ليشمل كل ما نتعرض له في حياتنا اليومية. لذا، عندما لا نرى أنفسنا بشكل متكرر، قد نصاب بالدهشة أو الاندهاش عندما نرى صورنا، مما يؤدي إلى عدم الرضا.

3. خداع العقل

تُعتبر ظاهرة “تحيُّز تعزيز الذات” عاملًا آخر يؤثر في إدراكنا لمظهرنا. تدل هذه الظاهرة على أننا نعتقد أننا أكثر جاذبية مما نحن عليه بالفعل. في دراسة عام 2008، اختار المشاركون صورًا معدلة لأنفسهم، بينما اختار الغرباء صورًا غير معدلة. هذا يعني أن الغرباء يرون المشاركين بصورة أفضل مما يرونها هم.

هذا التحليل يوضح كيف أن عقلنا يمكن أن يخدعنا ويجعلنا نتخيل أنفسنا بشكل مختلف عن الواقع. لذا، قد يؤدي هذا إلى تزايد مشاعر عدم الرضا عندما نرى صورنا الحقيقية.

عدم الاحترافية

4. عدم الخبرة في التصوير

إضافة لذلك، ليس الجميع محترفًا في التقاط الصور. مجالات مثل عرض الأزياء تعتمد على إيجاد الوضعيات المثالية للظهور بشكل جيد. فعلى سبيل المثال، تقول عارضة الأزياء الأميركية كارولين جونترت إنها استغرقت سنوات لتعلم الزوايا المناسبة لها.

الأشخاص العاديون ليس لديهم نفس الخبرة أو التدريب. لذا، قد تكون صورهم أقل جاذبية مقارنة بما يمكن أن يلتقطه المحترفون. العارضات، حتى مع الجهد الكبير، لا يفضلن جميع صورهن. لذا، من الطبيعي أن تجد نفسك لا تعجب بصورك.

5. أثر المهنة على المظهر

في بعض المهن، يكون المظهر جزءًا أساسيًا من العمل. على سبيل المثال، في عالم عرض الأزياء، يجب على العارضات تحسين مظهرهن بشكل مستمر. وهذا يعكس الضغط المستمر لتحسين المظهر في الصور. لكن الأشخاص العاديون ليس لديهم نفس الضغوط، مما يجعل مظهرهم يظهر بصورة طبيعية أكثر.

 تأثير انعكاس الصورة

6. فهم آلية التصوير

تظهر أيضًا مشكلة أخرى تتعلق بتأثير إعدادات كاميرات الهواتف الذكية. الصور الذاتية التي نلتقطها تبدو معكوسة. إذا اعتاد الشخص على التقاط “السيلفي”، قد يشعر بالدهشة عند رؤية صور غير معكوسة. تُشير المعالجة النفسية إليزا مارتينيز إلى أن الناس يعبرون عن كراهيتهم لمظهرهم في الصور، خصوصًا مع وجود وسائل التواصل الاجتماعي.

هذا الانعكاس غير المعتاد يمكن أن يسبب صدمة بصرية. نحن نرى أنفسنا في المرآة، ونعتاد على تلك الصورة، لذا قد نجد صعوبة في التكيف مع الصورة المعكوسة. لذلك، تظهر مشاعر عدم الرضا بشكل أكبر عندما نرى صورًا عادية.

7. تأثير وسائل التواصل الاجتماعي

وسائل التواصل الاجتماعي تلعب دورًا مهمًا في تشكيل تصورنا عن أنفسنا. نحن نقارن أنفسنا باستمرار بالآخرين. فالأشخاص الذين نراهم على هذه المنصات غالبًا ما يظهرون في أفضل حالاتهم، مما يجعلنا نشعر بالنقص. هذه المقارنات تخلق صورة مشوهة عن الذات.

التكنولوجيا وتأثيرها

8. تأثير العدسات

يمكن لوم التكنولوجيا أيضًا في تلك الظاهرة. أولاً، لأنها قد تجعلنا نقارن أنفسنا بالآخرين عند استخدام منصات التواصل الاجتماعي المختلفة. ثانياً، الأدوات المستخدمة نفسها تخدعنا في رؤيتنا لأنفسنا.

عدسات كاميرات الهواتف الذكية غالبًا ما تشوه ملامح الوجه. تجعل بعض الأجزاء تبدو أصغر وأعرض مما هي عليه في الحياة الواقعية. الزوايا والإضاءة التي تلتقطها الكاميرات تؤدي إلى صور لا تعكس بالضرورة مظهرنا الحقيقي.

9. استخدام الفلاتر

تساهم الفلاتر المستخدمة في تطبيقات الصور أيضًا في تعزيز عدم الرضا. هذه الفلاتر تخفي العيوب وتجعل المظهر أكثر جاذبية. عندما نرى أنفسنا بدون تلك الفلاتر، قد نشعر بخيبة أمل. هذا يعزز فكرة أن مظهرنا الطبيعي ليس جيدًا بما فيه الكفاية.

 كيف تتصالح مع صورك الشخصية؟

10. استراتيجيات للتقبل

يمكنك معالجة هذا الشعور من خلال خطوات بسيطة:

تذكر سبب التقاط الصورة: عليك أن تتذكر سبب التقاط الصورة. مثلًا، لالتقاط ذكرى مميزة وليس لنقد نفسك.

– ابحث عن شيء إيجابي: حاول البحث عن شيء إيجابي في الصورة. سواء كان مدى سعادتك أو جمال اللحظة التي تم توثيقها.

– قم بالتأمل: امنح نفسك 10 ثوانٍ لتتأمل كل صورة قبل الانتقال إلى التالية. كلما طالت مدة النظر، زادت احتمالية اكتشاف العيوب.

– اختر الوقت المناسب: تجنب النظر إلى الصور في حالة نفسية سيئة. اختر أوقاتًا تكون فيها في حالة ذهنية جيدة.

– قلل من تصفحك لمواقع التواصل الاجتماعي: ذلك قد يساعدك في تجنب المعايير الجمالية غير الواقعية.

11. تغيير العقلية

تغيير الطريقة التي نفكر بها بشأن مظهرنا يمكن أن يؤدي إلى تحسين ثقتنا بأنفسنا. بدلاً من التركيز على العيوب، يجب أن نركز على ما يعجبنا في أنفسنا. من خلال تعزيز الأفكار الإيجابية، يمكننا أن نغير تصورنا عن أنفسنا.

12. البحث عن الدعم

لا تتردد في البحث عن الدعم من الأصدقاء أو المحترفين. الحديث عن مشاعرك يمكن أن يكون مريحًا. كما يمكنك الاستفادة من آراء الآخرين الإيجابية لتطوير ثقتك بنفسك.

خلاصة

التصالح مع مظهرنا في الصور يتطلب الوعي بأن الصور لا تعكس دائمًا مظهرنا الحقيقي. من المهم أن نتذكر أننا أكثر من مجرد صور. نحن نستحق الثقة بالنفس، بغض النظر عن كيفية ظهورنا في الصور. من خلال فهم الأسباب وراء مشاعر عدم الرضا، يمكننا اتخاذ خطوات فعالة للتصالح مع أنفسنا. لذا، دعنا نبدأ في رؤية أنفسنا بصورة إيجابية.

اقرأ كذلك : لماذا يمضي الوقت بسرعة عندما نستمتع ويبطئ عندما نشعر بالملل؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

من فضلك يجب ايقاف مانع الاعلانات