فلسطين والذئاب البشرية
الامطار تقتحم الخيام
قصص وعبر يعيشها أهل فلسطين . فى غزه فى كل اسره نماذج للصبر والكفاح تشريد الاسر ونوم الأطفال على الأرض المبلل بالماء فى هذا الشتاء البارد بلا فرش أو أمان والجوع والدمار يحاصرهم وهم صامدون ‘ ضرب الفلسطينين نماذج تزكرنا بما حدث معﻋﺮﻭﺓ ﺑﻦ اﻟﺰﺑﻴﺮ لما ﻗﻄﻌﺖ ﺭﺟﻠﻪ ﻟﻤﺮﺽ اصاﺑﻪ، ﻭﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻴﻮﻡ ﺗﻮﻓﻲ أﻋﺰ ﺍﺑﻨﺎﺋﻪ ﺍﻟﺴﺒﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺒﻪ ﺑﻌﺪ أﻥ ﺭﻓﺴﻪ ﻓﺮﺱ ﻭﻣﺎﺕ.ﻓﻘﺎﻝ ﻋﺮﻭﺓ: ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻟﻚ ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻭﺇﻧّﺎ ﻟﻠﻪ ﻭﺇﻧّﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﺭﺍﺟﻌﻮﻥ، ﺃﻋﻄﺎﻧﻲ ﺳﺒﻌﺔ ﺍﺑﻨﺎﺀ ﻭﺃﺧﺬ ﻭﺍﺣﺪﺍ، ﻭﺃﻋﻄﺎﻧﻲ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺃﻃﺮﺍﻑ ﻭﺃﺧﺬ ﻭﺍﺣﺪﺍ، ﺇﻥ ﺍﺑﺘﻠﻰ ﻓﻄﺎﻟﻤﺎ ﻋﺎفى ﻭﺇﻥ ﺃﺧﺬ ﻓﻄﺎﻟﻤﺎ ﺃﻋﻄﻰ، ﻭﺇﻧﻲ ﺃﺳﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﺠﻤﻌﻨﻲ ﺑﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ .
ﻭﻣﺮﺕ ﺍﻻﻳﺎﻡ … ﻭ ﺫﺍﺕ ﻣﺮﺓ ﺩﺧﻞ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ، ﻓﻮﺟﺪ ﺷﻴﺨﺎً ﻃﺎﻋﻨﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻦ ﻣﻬﺸﻢ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺃﻋﻤﻰ ﺍﻟﺒﺼﺮ،
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ : ﻳﺎ ﻋﺮﻭﺓ ﺳﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻦ ﻗﺼﺘﻪ .
ﻗﺎﻝ ﻋﺮﻭﺓ : ﻣﺎ ﻗﺼﺘﻚ ﻳﺎ ﺷﻴﺦ ؟
فقال ﺍﻟﺸﻴﺦ : ﻳﺎ ﻋﺮﻭﺓ ﺍﻋﻠﻢ ﺃﻧﻲ ﺑﺖ ﺫﺍﺕ ﻟﻴﻠﺔ ﻓﻲ ﻭﺍﺩٍ،ﻭﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﺍﺩﻱ ﺃﻏﻨﻰ ﻣﻨﻲ ﻭﻻ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻨﻲ ﻣﺎﻻ ﻭﺣﻼﻻ ﻭﻋﻴﺎﻻ، ﻓﺄﺗﺎﻧﺎ ﺍﻟﺴﻴﻞ ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ ﻓﺄﺧﺬ ﻋﻴﺎﻟﻲ ﻭﻣﺎﻟﻲ ﻭﺣﻼﻟﻲ، ﻭﻃﻠﻌﺖ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﺃﻧﺎ ﻻ ﺃﻣﻠﻚ ﺇﻻ ﻃﻔﻞ ﺻﻐﻴﺮ ﻭﺑﻌﻴﺮ ﻭﺍﺣﺪ، ﻓﻬﺮﺏ ﺍﻟﺒﻌﻴﺮ ﻓﺄﺭﺩﺕ ﺍﻟﻠﺤﺎﻕ ﺑﻪ، ﻓﻠﻢ ﺃﺑﺘﻌﺪ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﺣﺘﻰ ﺳﻤﻌﺖ ﺧﻠﻔﻲ ﺻﺮﺍﺥ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻓﺎﻟﺘﻔﺖُ ﻓﺈﺫﺍ ﺑﺮﺃﺱ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻓﻲ ﻓﻢ ﺍﻟﺬﺋﺐ ﻓﺎﻧﻄﻠﻘﺖ ﻹﻧﻘﺎﺫﻩ ﻓﻠﻢ ﺃﻗﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻓﻘﺪ ﻣﺰﻗﻪ ﺍﻟﺬﺋﺐ ﺑﺄﻧﻴﺎﺑﻪ، ﻓﻌﺪﺕ ﻷﻟﺤﻖ ﺑﺎﻟﺒﻌﻴﺮ ﻓﻀﺮﺑﻨﻲ ﺑﺨﻔﻪ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻲ، ﻓﻬﺸﻢ ﻭﺟﻬﻲ ﻭﺃﻋﻤﻰ ﺑﺼﺮﻱ !
ﻗﺎﻝ ﻋﺮﻭﺓ : ﻭﻣﺎ ﺗﻘﻮﻝ ﻳﺎ ﺷﻴﺦ ﺑﻌﺪ ﻫﺬﺍ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ :
ﺃﻗﻮﻝ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻟﻚ ﺍﻟﺤﻤﺪ ﺗﺮﻙ ﻟﻲ ﻗﻠﺒًﺎ ﻋﺎﻣﺮًﺍ ﻭﻟﺴﺎﻧًﺎ ﺫﺍﻛﺮًﺍ. ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺼﺒﺮ .
ولكن الذئب البشرى اصعب بمراحل ومرارته اشد قساوه لكم الله يا فلسطين ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺑﺸﺮﻫﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ :
“ﺇﻧﻤﺎ ﻳﻮﻓﻰ ﺍﻟﺼﺎﺑﺮﻭﻥ ﺍﺟﺮﻫﻢ ﺑﻐﻴﺮ ﺣﺴﺎﺏ”ﻣﺎﻫﻲ ﻣﺼﺎﺋﺒﻨﺎ ﻟﻜﻲ ﻧﺤﺰﻥ ﻭﻧﺘﻀﺎﻳﻖ ‘ﻫﻞ ﺗﻘﺎﺱ ﺑﻤﺼﺎﺋﺒﻬﻢ !
ﺗﻌﻴﺶ ﺑﻴﻦ ﺃﻫﻠﻚ، ﺗﺘﻤﺘّﻊ بالصحة ﻭاﻟﻌﺎفية، تناﻡ ﻋﻠﻰ ﻓِﺮﺍﺵ خاﺹ ﺑﻚ ﺗﺎﻛﻞ ﻭﺗﺸﺮﺏ ﻭﺗﺨﺮﺝ ﻭﺗﻌﻴﺶ ﺑﺄﻣﺎﻥ ﻭﻻ ﺗﺸﻌﺮ باﻟﺨﻮﻑ ﺣﻮﻟﻚ، ﻭﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﺮﻏﺐ ﺑﻪ ﺗﺤﺼﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﻣﺎ ﺑﻮﻗﺘﻪ ﺃﻭ ﺑﻌﺪ ﺣﻴﻦ، ﺗﻀﺤﻚ ﻭﺗﺘﺤﺮﻙ ﻭﺗﺘﺘﻤﺘﻊ ﺑِﻜﺎﻣﻞ ﻗﻮاﻙ العقلية ﻭاﻟﺠﺴﺪﻳﺔ فعلينا لن نرضى ونشكر الله على نعمه ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﻋﺮﻑ، ﻋﻦ ﺃﻱ ﺣﺰﻥ ﻳﺘﺤﺪﺛﻮﻥ ﺍﺣﻤﺪﻭﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﺷﻜﺮﻭﻩ، ﻓﺈﻧﻜﻢ ﻻ ﺗﻌﻠﻤُﻮﻥ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﻬﻢّ ﻭﺍﻟﺨﻮﻑ ﻭاﻟﻔﺰﻉ ﻭاﻟﺠﻮﻉ ﻭاﻟﺘﺸﺮﻳﺪ. رحم الله أهل فلسطين ورحمنا جميعا.
اقرأ كذلك: “طوفان الأقصى”.. صراع متباين في المستوى دون اختلاف في الجوهر