لماذا تظل مشكلة صعوبة شراء الملابس للسيدات ذوات المقاسات الكبيرة مشكلة مستمرة في عالم الموضة؟
تحدّيات مقاسات الملابس على الإنترنت: عبء غرفة القياس وأزمة إرجاع الملابس
يعتمد عالم الموضة و الملابس على مساعدة الأشخاص في الظهور بأفضل طلة ممكنة. حيث يهدف إلى تجنب القبح وإبراز الأناقة والجمال. ومع ذلك، تواجه هذه الصناعة، بالإضافة إلى صناعة الجمال. اتهامات بالتحيز الجنسي والسمية، وتأثيرها السلبي على الصحة النفسية للنساء. ينبغي ذلك للمعايير المثالية التي تروج لها هذه الصناعتين. مما يجعل ملايين النساء حول العالم يشعرن بالنقص لأنهن لا يتوافقن مع تلك المعايير الجمالية.
على الرغم من ذلك، يظل لصناعة الأزياء قيمة تصل إلى 1.46 تريليون دولار على الصعيدين الوطني والعالمي. في حين تبلغ قيمة صناعة التجميل العالمية 511 مليار دولار. تثير هذه الأرقام التفكير حول الدور الكبير الذي تلعبه هاتين الصناعتين في حياتنا. وكيف يمكن أن تؤثر على تصوير الذات والمجتمع بشكل عام.
تحديات تصنيف المقاسات في عالم الموضة
عندما نتسوق لشراء ملابس جديدة، قد نجد أن علامات المقاسات مثل “متوسط M” أو “كبير L” ليست دقيقة بالنسبة للعديد منا حول العالم. فهذه العلامات تختلف من بلد إلى آخر وربما من علامة تجارية أو مصنع إلى آخر.
ما يجعل الأمور أكثر تعقيدًا هو عدم وجود مخطط قياسي عالمي واحد في صناعة الموضة. فبينما يمكن أن يكون مقاسك 14 في إحدى المتاجر، يمكن أن يكون 20 في متجر آخر. وهذا يمكن أن يكون مصدر إحباط للعديد من المتسوقين.
وفيما يتعلق بتقرير صحيفة واشنطن بوست، يظهر أن تصنيف الألبسة يُفترض أن الكثيرون منا قد يكونوا على استعداد لتجاوز مقاس أو اثنين عند شراء ألبسة جديدة. هذا يبرز التحديات التي تواجه مستهلكي الملابس في التعامل مع مختلف أنظمة المقاسات في عالم الموضة.
تغيرات في مقاسات الملابس على مر العقود: هل يتناسب المقاس مع واقع الجسم؟
لا يمكن إنكار أن أحجام الجسم للناس بشكل عام قد زادت خلال الخمسين عامًا الماضية. ومع ذلك، يبدو أن أرقام المقاسات للملابس قد انعكست بشكل مختلف. حيث أظهرت بيانات صحيفة في عام 2015 أن فستانًا بمقاس 12 في عام 1958 أصبح الآن مقاس 6. هذا في حين أن وزن المرأة الأميركية المتوسطة قد زاد من 140 رطلاً (63.5 كيلوغراماً) في عام 1960 إلى 168.5 رطلاً (76 كيلوغراماً) في عام 2014.
وتزداد التحديات أيضًا على المستوى الدولي، حيث تختلف أحجام الملابس بين البلدان. وهذا يشكل تعقيدًا إضافيًا نظرًا لكمية الملابس التي تُشحن حول العالم. حيث يكون مقاس الملابس في الولايات المتحدة وأوروبا عادة أكبر على الأقل من نظيره في آسيا. هذا الوضع يطرح تساؤلات حول مدى تطابق مقاسات الملابس مع تنوع الجسم البشري والتغيرات في الأحجام على مر العقود.
ثورة الملابس الجاهزة: قصة تغيير مقاسات الملابس
قبل الثورة الصناعية، لم تكن النساء تواجه مشكلة تحديد المقاسات عند شراء الألبسة . في تلك الفترة، كانت الموضة حكرًا على النبلاء والأثرياء، وكانت الملابس تصنع خصيصًا لمقاسات الأفراد. حتى النساء في الطبقات الاجتماعية الفقيرة كانوا يصنعون ملابسهم بأنفسهم. وبالتالي لم تكن هناك مشكلة فيما يتعلق بالمقاسات.
لكن تغيرت هذه الأوضاع تدريجياً خلال فترة الكساد الكبير، حيث كان من الصعب على الناس شراء الطعام. وأصبح شراء القماش أمرًا مكلفًا. في هذا الوقت، شهدت التقنيات الصناعية تحسينات ملحوظة. مما أدى إلى انخفاض تكلفة إنتاج الملابس بكميات كبيرة بالنسبة للشركات. ومع نهاية الحرب العالمية الثانية. تحققت هذه العوامل، جنبًا إلى جنب مع ظهور الإعلانات، في إشعال ثورة استهلاكية وتوحيد تصميمات الملابس ومقاساتها.
في بداية الأربعينيات من القرن العشرين. أُجرِيَت دراسة حول مقاييس جسد المرأة بهدف إنشاء نظام قياسي موحد للملابس. استُخدِمت الدراسة لقياس 59 مقياسًا مختلفًا على 15 ألف امرأة. ولكن الاكتشاف البارز الذي أتى به الباحثان. روث أوبراين ووليام شيلتون، هو أن النساء لم يكونوا يرغبون في مشاركة قياساتهن مع موظفي المتاجر. مما أظهر تحديات تغيير المقاسات في عالم الملابس.
مشكلة مقاسات الملابس: بحث عن الحلول في عالم تنوع الجسم
بناءً على أبحاث العلماء والباحثين، يتبين أن الحكومة يمكن أن تلعب دورًا مهمًا في حل مشكلة مقاسات الملابس. وبدلاً من الاعتماد على “القياسات البشرية” المتنوعة، يُقترح إنشاء مقياس “تعسفي”، مثل حجم الحذاء. في عام 1958، أقر المعهد الوطني للمعايير والتكنولوجيا مجموعة من الأرقام الزوجية من 8 إلى 38 لتمثيل الحجم الكلي ومجموعة من الحروف “تي آر إس” (T، R، S) والرموز (+، -) لتمثيل الطول والمقاس. هذا النظام تم تطويره بناءً على أبحاث روث أوبراين ووليام شيلتون وأُنصحت العلامات التجارية بتصنيع ملابسها وفقًا له.
ومع ذلك، تم ترك هذا المعيار بحلول عام 1983، لأنه لم يكن هناك مقاسات موحدة للجسم في الولايات المتحدة. يُظهر تحليل لين بورادي، أستاذة متخصصة في تحديد الحجم في جامعة ولاية بافالو. أن المقاسات العالمية يمكن أن تكون ناجحة في بعض البلدان مثل الصين حيث الحجم الزائد غير شائع، ولكن في أمريكا. التي تضم نساءً من مختلف الأشكال والأحجام، يمكن أن يكون ذلك أمرًا تحسينًا. على سبيل المثال. يمكن أن يتيح للنساء من مجموعات مختلفة التسوق بسهولة بدلاً من استبعادهن بسبب اعتماد نموذج واحد. وفي هذا السياق، يشير بحث التسويق إلى أن النساء في الولايات المتحدة يرتدين في الغالب مقاس 14 أو أكبر. وهذا المقاس نادرًا ما يتوفر في متاجر التجزئة على الرغم من الطلب المتزايد عليه.
ويجدر بالذكر أن صاحبات المقاسات الكبيرة ينفقن أكثر من أي وقت مضى على الملابس. حيث بلغت مبيعات الملابس ذات المقاسات الكبيرة في عام 2016 مبلغ 20.4 مليار دولار. مما يشير إلى زيادة بنسبة 17% مقارنة بالفترة نفسها في 2013، وفقًا لشركة أبحاث السوق إن بي دي غروب.
مشكلة المقاسات في عالم التسوق عبر الإنترنت: عبء غرفة القياس
وصف بعض الناس المقاسات الغير موحدة على ملابس العصر الحالي بأنها “مجنونة”، وهذه المقاسات تشكل مصدر إحباط كبير للسيدات، خاصة عند التسوق عبر الإنترنت. على الرغم من أن قيم مبيعات الملابس عبر الإنترنت تصل إلى 240 مليار دولار سنويًا، إلا أن نسبة إرجاع الملابس تبلغ حوالي 40%، ويعزى ذلك في الغالب إلى مشكلات في المقاسات. هذا الوضع يشكل تحديًا كبيرًا لكل من المتسوقين وأصحاب الشركات، وفقًا لتقرير مجلة تايم.
وعلى الرغم من أن مشكلة عدم دقة المقاسات واضحة في الألبسة الحديثة، إلا أن النساء يعانين بشكل أكبر من هذه المشكلة نظرًا لتنوع احتياجاتهن في الملابس. فالنساء يحتاجن إلى ملابس متعددة لمختلف المناسبات مثل العمل، والمنزل، والنوادي، والمساء، والحفلات، والملابس المحتشمة، والرياضة، والسباحة. هنا تأتي أهمية وجود غرفة قياس تقدم قطعًا ملابس بمقاسات مناسبة للنساء، حيث ليست المشكلة فقط في البحث عن تصميمات جميلة بل في العثور على ملابس مناسبة بالمقاس المناسب للجسم.
اقرأ أيضاً : هل تعاني من علاقة سيئة؟ 5 خطوات تهمك للتعافي بأقل ضرر